أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية إجلاء نحو ألفي لاجئ فلسطيني من سكان مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق باتجاه أحد الأحياء المجاورة الأكثر أمانًا بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على أجزاء واسعة من المخيم إثر هجوم بدأه الأربعاء الماضي. وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى دمشق أنور عبدالهادي فى تصريحات صحفية اليوم: "فتحنا معبرًا آمنا من بيت سحم والبلدية وتمكنا عبرهما من إخراج نحو 400 عائلة من مخيم اليرموك فى اليومين الأخيرين". وأشار عبدالهادي إلى إيداع السكان في مراكز إيواء فى منطقة الزاهرة المجاورة للمخيم. وأصدرت دائرة شئون اللاجئين فى منظمة التحرير الفلسطينية بيان حقائق حول حال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والذى يتعرض لهجمة شرسة من قبل تنظيم "داعش" منذ عدة أيام وقيام التنظيم ببسط سيطرته على غالبية المخيم، فى ظل نقص حاد فى الأغذية والأدوية نتيجة الحصار الذى يتعرض له المخيم منذ فترة طويلة. وأشارت دائرة شئون اللاجئين إلى أن مسلحي تنظيم "داعش" اقتحموا مخيم اليرموك صباح الأربعاء الماضى ونفذوا العديد من المجازر والمذابح بحق أهالي المخيم راح ضحيتها 9 أشخاص على الأقل، واختطفوا العشرات من الأهالى المحاصرين. ووفقا لمتابعة دائرة شئون المغتربين، فان إرهابيى تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" اختطفوا العشرات من سكان المخيم وقاموا بقتل 5 أشخاص بقطع رؤوسهم وإعدام شابين رميا بالرصاص أمام الأهالي، كما يقومون بتفخيخ البيوت فى محاولة لإحكام السيطرة على المخيم وعزله من الجهة الجنوبية عن محيطه، كما استشهد شابان متأثرين بجروح أصيبا بها خلال الاشتباكات مع "جبهة النصرة" و"داعش". وأشارت إلى إصابة العديد من الأشخاص إصابات خطيرة فى الوقت الذى يشهد فيه المخيم حالة نزوح كبيرة من قبل الأهالي، ولا يزال أبناء الشعب الفلسطينى فى المخيم يتعرضون للقتل وتتعرض منازلهم للتدمير؛ مما ينذر بوقوع مجازر بشعة بحقهم. فى سياق متصل، ناشد رامى عبده رئيس المرصد الأورورمتوسطى لحقوق الإنسان (ومقره الرئيسى جنيف) وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" واللجنة الدولية للصليب الأحمر العمل على فتح ممرات إنسانية بشكل عاجل لسكان مخيم اليرموك، والتنسيق مع قوات النظام السورى التى تحاصر المخيم لإجلاء عشرات الجرحى داخله. ودعا عبده خلال مؤتمر صحفى عقده بمدينة غزة اليوم المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان للضغط على النظام السورى لحماية سكان المخيم ورفع حصاره عنهم بصفته المسئول الأول عن أوضاعهم والعمل على إنهاء هذه المأساة وتوفير العلاج الطبى للمرضى والجرحى داخل المخيم. وطالب مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بوضع الاعتبارات الإنسانية للحالة فى الأراضى السورية فوق أى اعتبار آخر، والتحرك بشكل عاجل بموجب ميثاق الأممالمتحدة لإنقاذ المدنيين، ووقف القتال الدائر بلا إنسانية للسنة الخامسة على التوالي. وحذر عبده الأطراف المسلحة داخل المخيم خصوصًا داعش من استخدام سياسة الانتقام ضد المدنيين والتصفية الجسدية لهم مطالبًا الجميع بتحييد المدنيين. وحسب المرصد فقد بلغ عدد ضحايا مخيم اليرموك الموثقين منذ بدء الصراع فى سوريا منتصف مارس 2011 وحتى اليوم 1063 ضحية منهم 173 قضوا نحبهم نتيجة الحصار والجوع ونقص الرعاية الطبية.