قال مرصد حقوقي أوروبي، إن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، يشهد أوضاعا إنسانية "قاسية" و"غير مسبوقة"، عقب اقتحامه من قبل مسلحي تنظيم "داعش". وأضاف المرصد الأورمتوسطي (منظمة حقوقية مركزها جنيف)، في بيان له مساء اليوم السبت، وصل وكالة الأناضول نسخةً منه، إن 12 شخصا من سكان المخيم قتلوا فيما اعتقل 80 بينهم فتاتان منذ دخول مسحلي تنظيم "داعش" المخيم يوم الأربعاء الماضي. وأضاف المرصد أنّ المخيم يشهد أوضاعا قاسية، وأن نحو 20 ألف مدني بينهم أكثر من 3500 طفل، يعيشون "ظروفا غاية في السوء". ووجه المرصد رسالة إلى المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان للضغط على النظام السوري لحماية سكان المخيم ورفع حصاره عنهم، بصفته المسؤول الأول عن أوضاعهم، وفق البيان. وأوضح المرصد أن المخيم يخضع لحصار خانق تفرضه القوات الحكومية السورية بالتزامن مع قصف مسلحي تنظيم داعش. وأوضح المرصد أن الاشتباكات العنيفة وانتشار القناصة وحظر التجوال أدى إلى منع سكان المخيم من الوصول إلى نقاط توزيع المياه، حيث بقي الأهالي داخل منازلهم، ما جعل العديد منهم يعيشون بدون ماء بسبب نفاد الكميات المخزنة في البيوت، فيما نزح من استطاع من السكان إلى بعض المناطق المجاورة للمخيم، فيما أصيب العشرات منهم. ودعا المرصد اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى العمل على فتح ممرات إنسانية لسكان مخيم اليرموك في دمشق والتنسيق مع القوات السورية لإجلاء الجرحى داخله. وكان مسلحو تنظيم "داعش" دخلوا مخيم اليرموك (جنوبي العاصمة السورية دمشق)، الأربعاء الماضي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين كتائب أكناف بيت المقدس، أحد فصائل المعارضة السورية، تسببت في وقوع جرحى من الجانبين، فيما أشار ناشطون محليون لوكالة للأناضول إلى أن الوضع الإنساني للمخيم سيءللغاية مع استمرار الاشتباكات. وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي يقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو 3 سنوات. ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو (10) كم، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد دفعت الأحداث ما لا يقل عن (185) ألفا من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سورية، أو اللجوء إلى دول الجوار. ودخل الصراع في سوريا عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.