فوجئ ركاب المترو القادم من خط حلوان المرج، بتخطيه رصيف محطة "ثكنات المعادي" بنحو ثلاث أو أربع عربات، وقام السائق يفتح أبواب المترو مطالبًا إياهم بالنزول على القضبان الحديدية. ورصدت عدسة بوابة الأهرام، هذه الحادثة الغريبة، وما تلاها من مواقف أغرب من سائق المترو، فحين حل القطار القادم من محطة "طرة البلد" إلى محطة "ثكنات المعادي، على خط حلوان المرج، تأهب مستقلو المترو للنزول، بينما تأهب الواقفين على الرصيف لاستقلال المترو، إلا أن القطار مر أمامهم سريعًا دون إبطاء حتى تعدى المترو بنحو ثلاث عربات، وفي حالات كتلك حين "يسرح" السائق أو يتعطل المترو فجأة ليتعدى الرصيف، يتوقف ليعود أدراجه مرة أخرى ويضبط عرباته بمحاذاة الرصيف كاملا حتى يتسنى للنازل نزوله والطالع ركوبه، ولكن سائق هذا المترو قرر أن يفتح الأبواب وأن يأذن للناس بنزول في عرض القضبان الحديدية، تلك المنطقة المحظور فيها السير بحسب اللوح المعلقة في كل أرجاء المترو. بعد أن فارقتهم دهشة الموقف؛ قرر الشباب ممن لهم القدرة على ذلك، الاستسلام فعلًا لقرار السائق وهموا بتسلق الأبواب ثم الهبوط على القضبان، وبينهم من كان أكثر قوة فعبر الباب إلى الأرض في قفزة واحدة، بينما وقفت النساء المستقلات لتلك العربات الأولى –سيئة الحظ- واجمات لا يعرفن كيف العمل، فبدأت الصيحات تتعالى مطالبة السائق أن يعود بالقطار مرة أخرى إلى الرصيف، هنا، هل السائق من باب يفصل غرفة القيادة عن العربة الأولى، ليعلن أن سيحل الأمر، وبدلًا من أن يعود مرة أخرى لكرسيه سار متقدمًا إلى الباب في أخر العربة والذي يفصل العربات عن بعضها، مطالبا السيدات ومن رغب مثلهم ألا يخاطر بروحه في القفز من الباب بالسير وراءه، ثم فتح بواسطة مفتاح معه الباب الفاصل وعبر إلى العربة التالية، ثم التالية وهكذا حتى وصل بالركاب إلى أقرب باب للرصيف، لينزل الناس أخيرًا إلى رصيف المحطة سالمين من دون سوء، بين ضاحك وغير مصدق لما حدث كله.