لا أعلم لماذا يصر كل مسئول فى مصر على إتباع مبدأ " اللى ميعرفش يقول عدس" و فى أى مصيبة تحدث أو تؤثر على الإدارة التى يتولى مسئوليتها و يصرح بتصريحات مش عدس و بس لكن بسبوسة بالعسل و القشطة كمان . فى صباح يوم الجمعه رابع أيام عيد الاضحى تسبب حفر لشركة المياة بجوار سور محطة مترو ثكنات المعادى فى هبوط أرضى مما تسبب فى تأخر حركة المترو بشكل كبير . و أطل علينا المهندس محمد الشيمى فى المصرى اليوم بتصريح قال فيه: "نفى المهندس محمد شيمى، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، وجود تأثير للهبوط الأرضى على جدول التشغيل، مؤكداً أن حركة الخط الأول للمترو «حلوان - المرج» منتظمة، مشيراً إلى أن الشركة أصدرت تعليمات بأن تكون سرعة القطارات 8 كيلومترات فقط فى هذه المنطقة، بدلاً من سرعتها العادية وهى 70 كيلومتراً. وقال الشيمى ل«المصرى اليوم»: «هذا الإجراء لم يستغرق سوى دقائق، وبعد ذلك تم تسيير القطارات بزمن تقاطرها الطبيعى فى أيام الإجازات، ولم تسجل وحدة الطوارئ أضراراً بالمترو أو أصوله»." أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب , من يقرأ الخبر قد يصاب - كالعادة - بغثيان من تردى التخطيط و الإدارة و من عدم التنظيم بين الإدارات و الشركات التابعة للحكومة , و قد - ان كان متفائلا أو مستجد فى مطالعة الجرائد الغير مدجنة - يشيد بإدارة المترو على سرعة إدارتها للأزمة و إحتواء الموقف , و قد يكون أيضا من العاملين بالمترو و سوف يرد و يقول إحنا ميت فل و اربعتاشر و المترو هنا ميه ميه ولا فراخ الجمعية , و لكن الحقيقة للاسف تخالف ما جاء فى الخبر . توجهت الى محطة مترو سعد زغلول صباح يوم الجمعه و كنت على رصيف المحطة الساعه السابعة و الربع تقريبا ذلك ان عملى يبدأ فى الساعه الثامنة بجوار محطة مترو حلوان و الرحلة من سعد زغول الى حلوان تستغرق - بدون مشاكل - حوالى أربعين دقيقة , طال إنتظار المترو فجاء المترو فى حوالى الساعه الثامنة إلا الربع و لم يطل وقوفه فى محطة سعد زغلول و لكن بدأ فى التوقف لفترة تتراوح بين الخمس و العشر دقائق فى كل محطة تالية بداية من السيدة زينب حتى وصل دار السلام . لمن أعتاد ركوب المترو أعلم أن هناك بعض المحطات ذات الثلاث خطوط و التى فى بعض الاحيان يقف بخط المنتصف الزائد فيها القطارات المعطلة فان خرج المترو عن خطه التقليدى و دخل الرصيف بمنتصف المحطة يعلم الركاب بان المترو لن يكمل الرحلة و " حيجرش" و هذا ما حدث عندما وصلنا محطة دار السلام , دخل المترو خط الجراج و أنزل كل الركاب على الرصيف و أغلق الأبواب ثم بعد حوالى خمس دقائق أشارت الإشارة الضوئية -التى توجه الركاب على الرصيف الى القطار التالى - الى المترو الذى سبق و أن نزلنا منه و فتح المترو أبوابه من جهت رصيف حلوان فركب الركاب مرة أخرى و بعد أن ركب الركاب و أغلقت الأبواب أعلنت المحطة أن المترو متجه الى المرج و ليس حلوان فهاج و ماج الركاب و طالبوا بفتح الأبواب مرة أخرى للنزول , و تم فتح الأبواب من ناحية رصيف أتجاه المرج و ليس حلوان و بما إننى كنت من ركاب اول عربة بالقطار فتوجهت مع بعض الركاب للسائق و طلبنا منه أن يفتح باب رصيف حلوان حتى يتسنى لنا إنتظار القطار القادم فكان رده " و انا مالى محدش قالكم إركبو" فقال الركاب انهم ركبوا بناء على الإشارة الموجودة على رصيف حلوان و التى تشير الى ذلك المترو فقال " مش مشكلتى روحو إشتكو ادارة المحطة " . تفاوت رد فعل الركاب فمنهم من دعى على السائق و المحطة و القائمين على المحطة و منهم سب السائق و منهم من حاول الدخول الى كابينة القيادة و المرور من داخلها فما كان من السائق الا أن يستجيب إلى "ما يطلبه المستمعون " , و نزل الركاب و تحرك المترو فى إتجاه المرج و طال إنتظار القطار القادم و لما جاء فجاء أيضا فى رصيف الجراج و تلقائيا نزل الركاب ظنا منهم أن القطار معطل فأصبح على الرصيف ركاب قطارين كاملين بخلاف الركاب الذين يستقلون المترو من محطة دار السلام و لكن المحطة أبلغت السائق أن يكمل طريقه الى حلوان مما ادى إلى تدافع الركاب للركوب و سباق الكراسى الغير موسيقية للجلوس و شد كلامى بين السائق المعترض على دخوله رصيف الجراج مع إستكمال السير الى حلوان و بين إدارة المحطة المتخبطة فى قراراتها . رحلتى مع المترو بدات الساعه السابعه و النصف و انتهت قرب الساعه التاسعه و النص و يقول الشيمى ان الإجراء لم يستغرق سوى دقائق . نصيحة لوجه الله للسيد محمد الشميى ياريت لو حضرتك تغير الساعه أو حتى حجر الساعه لان واضح ان ساعه حضرتك واقفة .