يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الان، قداس تدشين كاتدرائية القديس الأنبا أنطونيوس والأرشيدياكون حبيب جرجس بمدينة أسيوط الجديدة. قداس التدشين بحضور شعبي ورسمي واسع ويشارك في القداس عدد من المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة، إلى جانب حضور واسع من القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة أسيوط، فضلًا عن جمع غفير من الشعب القبطي. وخلال صلوات التدشين، رفع قداسة البابا الشكر لله على اكتمال هذا الصرح الكنسي الجديد، مؤكدًا أن الكاتدرائية تمثل منارة روحية تخدم الأقباط في أسيوط الجديدة والمناطق المحيطة بها، ومكانًا للعبادة والخدمة ونشر المحبة والسلام. كما عبّر قداسته عن امتنانه لحضور ومشاركة القيادات المحلية والتنفيذية، مشيرًا إلى أن تعاون الجميع يعكس روح الوحدة والعمل المشترك من أجل خدمة المجتمع. الجدير بالذكر وصل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء أمس الأربعاء إلى إيبارشية القوصية ومير، ضمن زيارته الرعوية الحالية لمحافظة أسيوط التي بدأها أول أمس. وكان قداسته قد غادر الدير المحرق بعد انتهاء زيارته له، متوجهًا إلى كاتدرائية السيدة العذراء والقديس يوسف البار بالقوصية، حيث احتشد أبناء الإيبارشية على جانبي الطريق للترحيب بقداسته حتى وصوله الكاتدرائية، التي امتلأت بآلاف المصلين، ودوت الزغاريد والتصفيق لحظة دخوله. كما أقام قداسة البابا صلوات رفع بخور عشية بمشاركة 20 من الآباء المطارنة والأساقفة، وألقى الأنبا توماس، مطران القوصية ومير، كلمة رحب خلالها بقداسة البابا، مشيدًا بصفاته المميزة وهي: التدقيق، الإبداع، والضمير الصالح، مؤكدًا أن هذه الصفات انعكست في خدمته وسعيه الدائم لنمو الكنيسة ورفع شأنها. كما لفت إلى أن استضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمؤتمر مجلس الكنائس العالمي يعد تقديرًا كبيرًا للكنيسة المصرية. البابا: المحبة وصية لا تسقط أبدًا من جانبه، عبر قداسة البابا عن سعادته بزيارة القوصية، مشيرًا إلى أنها كانت أول إيبارشية يزورها بعد تنصيبه في فبراير 2012، معربًا عن محبته وتقديره لنيافة الأنبا توماس ولشعب الإيبارشية. واستكمل قداسته سلسلة "أصحاحات متخصصة"، متأملًا في قول الرسول بولس: "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" (1كو 13: 8)، مؤكدًا أن هذه الوصية تحمل قوة تنفيذها وهي شعار للحياة اليومية. معاني المحبة في حياة المؤمن شرح قداسته أبعاد المحبة في حياة المسيحي، موضحًا: أن المحبة هي الله نفسه، وهي جوهر طبيعته الإلهية، أنها الفضيلة الوحيدة الممتدة معنا في السماء، أن الأعمال بلا محبة لا قيمة لها، لأن المحبة هي التي تبقى إلى الأبد، أن المحبة تنتصر على الشر والكراهية والموت، وتبقى كلمة ثابتة لا تزول. واستشهد قداسته بأمثلة كتابية على قوة المحبة مثل يوسف الصديق مع إخوته، السامري الصالح، والشماس استفانوس أثناء استشهاده، مؤكدًا أن المحبة هي الاختبار العملي لقوة الله في حياة المؤمن. ختام روحي واختتم قداسته بالتأكيد أن "المحبة وصية وشعار واختبار"، مرددًا قول السيد المسيح: "غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ" (لو 18: 27).