طبيب مصري يجري أول دراسة علمية تحدد درجة التليف ووقف تطوره دون الحاجة لأخذ عينة كبدية

أكدت دراسة علمية حديثة أن قياس نسبة الليبتين والاديبونيكتين فى الدم تعد مؤشراً جيداً لقياس تطور تليف الكبد فى مرضى الالتهاب الكبدى الوبائى سى المزمن حيث تبين أن النسبة بينهما كانت مرتفعة لدى مرضى الالتهاب الكبدي الوبائى سى -4 وهناك ارتباطات إيجابية بينهم مع تطور المرض وتليف الكبد ولذلك فإن قياس نسبة الليبتين والاديبونيكتين تقلل الحاجة إلى أخذ العينات الكبدية من هؤلاء المرضى، وأيضا تحديد درجة التليف مما يؤدى إلى تغيير كبير فى نمط حياة هؤلاء المرضى وتحديد العقاقير المستخدمة لمجابهة التليف ووقف تطور المرض.
وتعد دراسة هذه النسبة هي الأولى من نوعها حول العالم والتي لم يسبق دراستها من قبل.
والهدف من هذا البحث دراسة القيمة التنبؤية من نسبة مصل اللبتين - اديبونيكتين فى المرضى الذين يعانون من الالتهاب الكبدى الوبائى سى المزمن ومدى علاقتها بتطور المرض فى المرضى المصريين.
وقال الدكتور مصطفى أحمد صبره فى بحثه، الذى تقدم به لنيل درجة الماجستير- والذي كان بعنوان " القيمة التنبؤية من نسبة مصل اللبتين / اديبونيكتين فى المرضى الذين يعانون من الالتهاب الكبدى الوبائى سى المزمن "- أن مستوى الليبتين والاديبونيكتين فى الدم والنسبة بينهما كانت مرتفعة لدى مرضى الالتهاب الكبدى الوبائى سى المزمن -4 وهناك ارتباطات إيجابية بينهم مع تطور المرض وتليف الكبد ولذلك فأن قياس نسبة الليبتين والاديبونيكتين فى الدم تعد مؤشراً جيداً لقياس تطور تليف الكبد فى هؤلاء المرضى.
وتعتبر مصر أعلى بلدان العالم إصابة بمرض الالتهاب الكبدى الوبائى سى وكذلك أعلى المعدلات المرضية والوفيات من مرض الالتهاب الكبدى الوبائى سى المزمن وتليف الكبد، وسرطان الكبد، حيث تؤكد الدراسات أن حوالي 20٪ من المصريين المتبرعين بالدم لديهم أجسام مضادة لفيروس سى بالدم .
وينقسم فيروس سى إلى 6 أنواع طبقاً للخريطة الجينية – ويعد الجين الأول (فى الولايات المتحدة الأمريكية) والجين الرابع (فى مصر) هما أكثر هذه الأنواع خطورة.
ويعد اللبتين والاديبونيكتين من المنتجات الأيضية الرئيسية للأنسجة الدهنية والتى يتم افرازها أيضاً فى المعدة، المشيمة ،والغدد الثديية، فى حين يفرز الاديبونيكتين فى خلايا الكبد والذى يقوم بدور رئيسى وفعال فى مقاومة عملية التليف .
ويوجد حالياً اهتماما متزايدا فى دور الأديبوكاين (اللبتين والاديبونيكتين) فى تطور تليف الكبد والتنكس الدهنى الكبدى وبخاصة فى المرضى الذين يعانون من مرض الكبد الدهنى غير الكحولى والالتهاب الكبدى الوبائى سى المزمن .
ويعد اللبتين هو هرمون الشبع الذي ينظم الشهية وخلل الطاقة ويعمل كعامل مساعد لالتهابات ويساعد على تكاثر الخلايا النجمية الكبدية وتنشيط خلايا كوبفر واللتان تعملان بشكل مباشر على حدوث تليف، وأيضاً يعزز تكوين الأوعية الدموية الجديدة والتي تؤدي إلى سرطان الخلايا الكبدية.
أما عن الاديبونيكتين فله مهام كثيرة حيث يعمل على زيادة استجابة الجسم للأنسولين وكذلك يقلل من حدوث تصلب للشرايين ويعمل أيضاً على حماية الخلايا الكبدية من ترسيبات الدهون الثلاثية وبذلك يحمى خلايا الكبد من مرض الكبد الدهنى الكحولى وغير الكحولى، كما أن له تأثير مضاد لالتهابات الكبد والتى تحميه من الالتهاب الكبد الدهني والذي قد يؤدي إلى تليف الكبد فيما بعد، وكذلك يمنع تنشيط الخلايا النجمية الكبدية والتى لها دور رئيسى وفعال فى حدوث التليف، ولذلك فإنه يعد منطقة واعدة فى مجال البحث العلمى لعلاج كثير من الأمراض منها " تليف الكبد، وأمراض الكبد الدهنية، ومرض السكر، والسمنة .... الخ.
وقد أجريت هذه الدراسة على 40 شخصاً (30 من المرضى الذين يعانون من الالتهاب الكبدى الوبائى سى المزمن و 10 من الأصحاء) من العيادة الخارجية والقسم الداخلى لأمراض الباطنة بمستشفى الحسين الجامعى – طب الأزهر.
وتوصل فريق البحث إلى تصميم معامل جديد لقياس تطور المرض باستخدام معادلة إحصائية لبعض المؤشرات المعملية للمرضى وسمى ب factor-scor والذى قد يكون له أثراً كبيراً فى الاكتشاف المبكر لتطور المرض .
تم هذا البحث تحت تحت إشراف د فتحى الغمرى، أستاذ الباطنة العامة، ود يوسف نصار مدرس الباطنة العامة، ود أحمد فتحى مدرس الباثولوجيا الإكلينيكية بطب الأزهر وناقشه .د هشام الخياط – أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودوربلهارس، و دعبدالوهاب لطفى، أستاذ الباطنة العامة بطب الأزهر.