على شاطئ البحر بميناء الصيد بمنطقة أبو قير في أقصى شرق الإسكندرية، جلس مئات الصيادين إلى جانب مراكبهم التي منعتها السلطات من الأبحار ينظرون إليها في آسى انتظارا لقرار من المسئولين يمكنهم من العودة للصيد وكسب قوت أبنائهم. "رضينا بالهم والهم مش راضي بينا" هكذا بدأ الريس مجدي أبو شنب، شيخ الصيادين بالمنطقة حديثه معنا ملخصا حاله وحال المئات من الصيادين الذين قضوا حياتهم في مهنة الصيد على الرغم من متاعبها وفي النهاية قامت السلطات بمنعهم من مزاولة مهنتهم ومصدر رزقهم الوحيد. يقول أبو شنب: "فوجئنا أمس السبت بقرار من السلطات بالميناء بمنعنا من النزول بمراكبنا التي توجد بورش الصيانة وتم الانتهاء من إصلاحها الدخول للبحر للصيد علاوة على قيام مسئولى الأمن بالميناء بغلق الورش الخاصة بصيانة المراكب وغلق المنازل المجاوره لهم وبذلك تم قطع أرزاق أكثر من 200 أسرة من الورش التى تخدم المراكب بين الإسكندرية والبحيرة بحجة أنهم يتواطئون فى التهريب غير الشرعي. وتابع: "هل عندما يفشل الأمن فى القبض على العناصر التى تعمل فى التهريب يكون العقاب للصيادين البسطاء هذا بجانب مشاكل الصيادين التى لا تنتهى مع الأمن والتعسف الكبير ضدهم مثل التوقف عن الصيد لأكثر من شهرين وغير ذلك من المآسي التي تواجه الصيادين بميناء أبو قير. وأكد أبو شنب أنه بالفعل يوجد مراكب صيد يقوم مالكوها بالعمل في مجال الهجرة غير الشرعية نظراً للمكاسب الكبيرة العائدة منها ويقومون بتصنيع مراكب مخصوصة لذلك في ورش التنيع بالميناء ولكن تلك المراكب عندما تخرج لا تعود مجدداً فإنها أم تغرق أو تقوم السلطات الإيطالية بضبطها وإحراقها. وطالب أبو شنب سلطات الميناء بعد ظلم الصيادين الشرفاء الذين لا يبغون سوى رزقهم وأبنائهم وعدم خلط الأوراق بينهم وبين من يقومون بخرق القانون من العاملين بمجال الهجرة غير الشرعية قائلا: الصيادون عايشيين على باب الله ومش حنلاقي نأكل عيالنا". ويقول الشيخ علي حسن إبراهيم، أحد شيوخ الصياديين القدامى بمنطقة أبو قير، إن صيادي المنطقة يعيشون مآسي متكررة فبخلاف أنهم ليس لديهم تأمينات ومعظمهم مراكبهم متهالكة فإنهم أيضا يتعرضوت لاضطهادات من سلطات الميناء ومضايقات متكررة. وأضاف العام الماضي غرقت المركب زمزم عندما فاجأت نوة الفيضة الكبرى المركب وطاقمة المكون من 10 صيادين من أبناء منطقة أبو قير بمحافظة الإسكندرية، وأدت سوء الأحوال الجوية إلى غرق المركب وتركوا 10 أسر من أبناء وزوجات بدون مصدر دخل حيث يعيش الصياد على رزقه يوم بيوم ومعظم العاملين بالمهنة لا تغطيهم التأمينات والتي هي بالأساس عبارة عن مبلغ زهيد. من جانب آخر أكد مصدر مسئول بميناء الصيد بأبي قير، في تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" أن قرار السلطات منع مراكب الصيد من الدخول للصيد لم يشمل سوى المراكب الموجودة للصيانة في ورش الصيانة بسبب أن عدد كبير من تلك المراكب بالأخص يستخدم في عمليات الهجرة غير الشرعية.