بدأت شركة الأقمار الصناعية "النايل سات" فى شن حرب واسعة على "شيوخ السراديب" الذى اتخذوا من نحو 32 قناة فضائية عربية إسلامية ملجأ لبث سمومهم وفتنهم عبر شاشتها. خطوة "الحرب على الفضائيات الدينية" يبدو أنها حصلت على فترة طويلة من الدراسة إلى أن جاء القرار بوقف بث قناة البدر على النايل سات نتيجة مخالفة الضوابط والقواعد المتفق عليها بالعقد. رسالة واضحة أرسلتها "النايل سات" ربما تعيد الأمور التنظيمية والإدراية إلى نصابها وتضع نهاية لمسلسل الفتاوى المثيرة التى تطلق من "السبوبة" الدينية على يد مجموعة ما أنزل الله بها من سلطان. أحمد أنيس رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية قال " نرفض بشدة منطق الإثارة والتحريض علي الفتن الدينية، فبالرغم من أن هيئة الاستثمار وإدارة المنطقة الحرة الإعلامية هي المسئولة عن السماح بمنح التراخيص لبث القنوات الجديدة وأنه لا يمكنه معاقبة أي قناة علي أي مخالفة، إلا أننا نتابع دائما ما يبث ومحتواه لخدمة ومصلحة المشاهد والمجتمع". وأضاف أنه يجرى حاليا وضع أليات جديدة من جانب هيئة الاستثمار من أجل إلزام الفضائيات بميثاق شرف الإعلاميين. أكد أحمد أنيس أن القانون ينص على منع بث أي قناة تعمل على أساس التعصب العرقي أو الديني أو تحرض على العنف، موضحا أن معظم القنوات تتحايل على القانون مع بداية البث الخاص بها وتسجل أنها قناة عامة أو ثقافية، ثم تتجه لبث ما تنوى بثه من البداية. وشدد رئيس النايل سات على خطورة القنوات الفضائية الدينية التى تسير ضد الشرعية ، قائلا "على كل رجل دين أن يدرك أنه قائد رأي وأن كل كلمة تصدر عنه ينتقل تأثيرها من جماعة إلى أخري وبالتالي لابد من التريث والتروي قبل إطلاق التصريحات المصاحبة لردود الأفعال ونحن نقوم بدورنا على أكمل وجه والبقاء سيظل للأصلح والأفضل". ذكر أنيس أنه يجرى حاليا العمل على الإسراع فى سن قانون جهاز البث المرئي والمسموع لأنه منوط به القيام بهذا الدور ومنع فضائيات الفتن، فهناك اعتبارات للأمن القومي ولابد من الالتزام بسياسات واضحة تعمل من خلالها القنوات الفضائية. من جانبه قال الدكتور محمد وهدان أستاذ الإعلام الإسلامى بجامعة الأزهر إن هناك أكثر من 32 قناة عربية إسلامية تدعو إلى الدين الإسلامى وقدمت كثيرا منها خدمات لهذا الدين، وبالرغم من ذلك هناك جزء منها أيضا يسيئ إلى المسلمين ورسولهم الكريم وصحابته الكرام. وأضاف أن 90 % من هذه القنوات تقوم على التحزب وليس التنوع لدرجة أن بعضها يكفر البعض الاخر الآن، والنفخ فى نار الخلافات، ولعل هجوم القنوات الشيعية على أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها دليل قاطع على ذلك، الأمر الذى استدعى رد قوى من جانب القنوات السنية وهو أمر يثير الفتن ويخدم مصالح بعض الدول الغربية بالمنطقة. ووصف مشايخ بعض هذه القنوات بأنهم "شيوخ السراديب" الذين عفى عليهم الزمن، حيث يتعلمون العلم السبت ويعلمونه الأحد وينقلبون على أساتذتهم الاثنين، لدرجة أن أحدهم تحدث قائلا أنه لا يجوز أن يرى بياض عين المرأة من النقاب، فاتصلت به إحدى المشاهدات معترضة لأنها ترغب فى مشاهدة التلفزيون ومن ثم مشاهدته هو نفسه، فقاطعها بأنها يمكن أن تقعل ذلك ولكن أن تضع ساترا على شاشة التلفزيون. أضاف أن المشاهد العربى الآن يعانى من فوضى الفتاوى أيضا، فأصبح لدينا "مفتى لكل مواطن" على غرار "مطرب لكل مواطن، ولذلك بات على مجمع البحوث الاسلامية استصدار قانون من مجلس الشعب يعطى للجميع حق الاجتهاد ولكن مع الاحتفاظ بضرورة مراجعة هذا المجمع لأى فتوى. ورفض د.وهدان التعرض لأى قناة دينية بالغلق مهما أخطأت لأن هذه الأخطاء فى الحقيقة ضريبة الحرية وعلاجها يكون بمزيد من الحرية، مضيفا"اقترح تشكيل لجنة من الحكماء تكون مرجعا لمثل هذه القنوات تتباعها وتقيمها باستمرار حتى لا تكرر أخطاءها". الدكتور والداعية الإسلامى مبروك عطية ركز على ضرورة إطلاق الأزهر الشريف لمجموعة قنوات دينية الأولى خالصة للفتاوى والثانية للتفسير والثلاثة للحديث .أما الرابعة فتكون قناة فنية دينية تتناول القضايا الدينية من منظور اجتماعى وبمجموعة من الممثليين المتميزين وبميزانيات ضخمة حتى يتم إنتاج مسلسلات وأفلام قادرة على المنافسة وتؤكد أن الإسلام قادر على تقديم فن مميز. وقال أن أى قناة فضائية دينية هى فى الأساس منارة للمجتمع ، لكن إذا ما حدث خلل بها يجب أن يقف لها المسؤولون بالمرصاد، خاصة فى القضايا ذات التوجه الدينى. وأشار إلى ضرورة أن تكون هناك مراحل تنبيه على ثلاث مراحل لكل قناة قبل أن يتم إتخاذ قرار نهائى بغلقها، لكن عملية الغلق المفاجئ مرفوضة تماما فمهما كان العاملون عليها هم بشر يخطئون فى أى وقت. ولاحظ اهتمام الفضائيات الدينية فى الآونة الأخيرة بكل من لديه القدرة على رفع صوته وإجادة الخطابة والاعتماد على أسلوب السجع فى الكلام وهذا ليس مطلوب على الاطلاق فى الدعوة للدين الإسلامى.