أكد اللواء أحمد أنيس، رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية، أن توقيت إغلاق بعض القنوات الدينية في الفترة الأخيرة، والتي تبث عبر النايل سات، ليس له علاقة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة. وقال أنيس -في الندوة الإعلامية التي أقيمت، اليوم الخميس، في إطار فعاليات مهرجان القاهرة للإعلام العربي في دورته السادسة عشرة، تحت عنوان: "فضائيات الشعوذة والاتجار بالدين إلى أين؟"- إن محتوى هده القنوات التي تم إيقافها لا تمت بأية صلة للسياسة من قريب أو من بعيد، وبالتالي لم يكن هناك سبب مباشر أو غير مباشر لإغلاقها قبل الانتخابات. وأوضح أن قرار إغلاق هذه القنوات ليس ردة في مفهوم الحرية، بل وضع نوع من الضوابط والأسس للارتقاء بالإعلام، حتى يتمكن من توصيل رسالة محترمة ونظيفة، لا تنطوي على مصالح غير مرئية ومغرضة. وأضاف أنيس القول، إنه على الرغم من أن الأهداف التجارية لشركة النايل سات قد تضار مؤقتا من إغلاق بعض القنوات، لكن لا يتم تفضيل الربح على القيم والأخلاق والرسالة الإعلامية الهادفة.. مؤكدا أن العلاقات التجارية التي تربط بين الشركة والقنوات المتعاقدة معها، لا بد وأن يكون لها ضوابط ومعايير أخلاقية وإعلامية. وأكد أنيس أن النايل سات يتحمل مسؤولية ما تبثه قنواته من مواد، باعتباره ليس مجرد ناقل للقنوات فقط، بل لديه مسؤولية اجتماعية وإعلامية، لأن النايل سات يصل لما يقرب من 200 مليون نسمة، وبالتالي فإن المنظومة الإعلامية مسؤولة أمام المشاهد العربي الذي لا بد وأن يطمئن، أن الرسالة الإعلامية التي تصل إليه نظيفة وراقية ونفخر بها. وأكد أن النايل سات لن تسمح بوجود قنوات خارجة أو متجاوزة. مشيرا إلى أن إجمالي القنوات التي تم إغلاقها (17 قناة) لا يتعدى نسبة ال7.1% من إجمالي قنوات القمر الصناعي المصري. وقال: إن ما يقلقنا يتمثل في القنوات التي تدعو إلى الدجل والشعوذة والعنف والطائفية، والتي تستخف بعقول المشاهد. وقال: إن التراخيص التي تمنحها المنطقة الإعلامية الحرة للقنوات التي تبث عبر النايل سات لا تتجاوز نسبتها 15% من جملة القنوات التي تبثها النايل سات، حيث إن بقية القنوات تأتي مرخصة من الخارج، وتتعاقد مباشرة مع النايل سات، مؤكدا أن الضوابط التي تطبقها النايل سات مستمدة من مواثيق الشرف الإعلامي. ومن جانبها، قالت هناء الركابي الإعلامية السعودية: إنها تتحفظ على كلمة الاتجار بالدين، لأن ما يحدث هو عملية استغلال للمشاهدين. موضحة أن الإعلام السعودي لا يوجد به شعوذة دينية، وتخوفت من أثر تلك القنوات على إثارة الفتن الطائفية، ضاربة مثلا بالتجربة اللبنانية حيث تحولت التيارات الدينية إلى أحزاب تروج لأهداف سياسية خفية. وأشادت الإعلامية السعودية بالقرار المصري بإغلاق القنوات التي تثير الشعوذة، محذرة من استمرار بعضها. ومن جانبه، قال الشيخ إبراهيم رضا، الداعية الإسلامي: "أنا ضد كل إعلام يخرج على مدار ال24 ساعة بصورة دينية بحته، حيث لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يلتزم بالدعوة ويردد الأحاديث النبوية طوال اليوم، ولم تحدث خلافات بين مذهب ديني وآخر في عصر الدولة الإسلامية". وأضاف: نحن وصلنا إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها، ولكن ذلك يشكل خطورة على النسيج الوطني والتعايش ما بين أصحاب المذاهب للدين الواحد، فهناك فرق بين نصوص الدين والفكر الديني، الذي يجب أن يشرف عليه أهل التخصص والعلم، لكننا نرى أن 90% من العاملين بهذه القنوات غير متخصصين، وكأن كل الأمة ترغب في العمل بالدعوة فأين دور المؤسسات الدينية. وطالب الداعية الإسلامي، باستحداث إدارة جديدة تابعة للأزهر الشريف، للإشراف على كل ما يقدم من محتوى ديني، بحيث تخضع هذه الإدارة لعلماء دارسين وأصحاب خبرة أجلاء، داعيا إلى الاهتمام بالخطاب الديني السائد، بأن يدعو إلى التنمية، حيث إن مجتمعاتنا العربية تعاني من غياب الوعي.