بدأت بالعاصمة الأردنيةعمان فاعليات الندوة الإقليمية "الجندر في حالات الصراع والطوارئ" التي تنظمها جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي(UNDP ) ومؤسسة كرامة بهدف تحليل سياق الصراع والأزمات من حيث النوع الاجتماعي لتحديد المؤشرات والبني التحتية لدعم مشاركة المرأة في صنع السلام، وضمان حمايتها من كافة أشكال العنف التي تنشأ في مثل هذه الأوضاع. الندوة التي يشارك فيها ناشطات من 11 دولة بالمنطقة العربية يعملن في مجال حقوق المرأة ستستمر لمدة ثلاثة أيام تنتهي في الثالث من الشهر الجاري ويشارك فيها خبراء وأكاديميون في مجال النوع الاجتماعي ومدربون من معهد جامعة كولومبيا لدراسة حقوق الإنسان ويستعرض خلالها التحديات والفرص التي تواجه المرأة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية دعت إلي وضع مؤشرات وأسس لتفعيل دور المرأة ودعمها في جميع مراحل الصراع والأزمات حتي مرحلة التأهيل وإعادة الإعمار قائلة : أن الإطار العربي الاستراتيجي للمرأة، والسلام والأمن الذي وضعته جامعة الدول العربية، يدعو إلى صياغة مؤشرات لجميع مراحل الصراع وفقاً لجميع القرارات والاتفاقيات الإقليمية والدولية المتعلقة بتوفير الأمن والحماية للمرأة من جميع أشكال العنف. وأكد مسئولون بالجامعة العربية والاتحاد الأوروبي علي أهمية الحوار بين المؤسسات الإقليمية لدعم دور المرأة واعتبارها عنصر مهم وفاعل وتستطيع حسم العديد من الأزمات والأمور التي يصعب علي كيانات قوية حسمها في بعض الأحيان كما حدث في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة فيما بات يعرف إعلامياً باسم "الربيع العربي" . وفي هذا السياق قالت الدكتورة سيما بحوث مساعدة الأمين العام ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي:أن ضمان المشاركة المتكافئة للمرأة العربية في عمليات السلام والأمن بما في ذلك أثناء فترات ما بعد الصراع والفترات الانتقالية، هو استثمار في مستقبل أكثر سلاما وفي استدامة المنطقة ككل ويأتي هذا الاستثمار في الوقت المناسب، حيث يمر عدد من البلدان في المنطقة بعمليات إصلاح دستورية وتشريعية لإعادة بناء بلدانهم على أساس ديمقراطي. واعتبرت السفيرة جوان فيرونيكا رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي بالأردن أن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية تجعل من الضروري طرح مثل هذه الموضوعات مشيرة إلي أن مبادرة الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية تأتي في وقت حرج وهام في المنطقة العربية. ويري بعض المتابعين لشئون المنطقة العربية أن الأزمات التي اندلعت فيها كان لها تأثير علي دول الجوار وتعددت مظاهر هذا التأثير لتشمل قضية اللاجئين التي أصبحت تؤرق العديد من البلدان المجاورة لدول "الربيع العربي" ومنها الأردن التي تمثل مشكلة اللاجئين فيها أهمية قصوي لدي السلطات ومنظمات المجتمع المدني وطرحت الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول مستقبل هؤلاء اللاجئين وكيفية التعامل معهم . وقالت ريم أبو الحسن وزيرة التنمية الاجتماعية بالأردن: إن عمان قد أصبحت الملجأ الآمن للاجئين الوافدين من منطقة الأزمات، وبالرغم من أن التأثير الواقع علي الوضع الاقتصادي الاجتماعي علي الدولة، فإن الأردن مازالت ملتزمة بحماية اللاجئين خاصة النساء والأطفال، بالإضافة إلي تعزيز الاتفاقيات الدولية لحماية وأمن المرأة. ولقد لعبت النساء وسوف تستمر في لعب دور حيوي في بناء السلام في مناطق الصراع". واعتبرت هيباق عثمان من مؤسسة "كرامة" أن هذه المرة الأولي التي يكون فيها اتساق وتوحد في الرؤي بين الحكومات العربية ومنظمات المجتمع المدني فيما يخص دراسة وضع المرأة وتقييم دورها في مراحل الأزمات والصراعات وقالت في هذا الإطار : الواضح أن المرأة تتأثر بالعنف بشكل متباين، كما يتم استبعادها بشكل ممنهج من عمليات السلام والمراحل الإنتقالية وللمرة الأولى، تعمل الحكومات العربية والمجتمع المدني معاً يداً بيد من أجل إنهاء العنف ضد المرأة في أوضاع الصراع وما بعد الصراع." ويدعو ممثلو وممثلات المجتمع المدني المشاركون في أعمال هذه الندوة المجتمع الدولي للتعريف بالمرأة ودعمها كأساس للتغيير في عملية بناء السلام، بدلا من التعامل معها كضحية. ويجسد هذا البرنامج العمل المشترك لهذه الجهات، بالإضافة إلى الشركاء المحليين والإقليميين، من أجل ضمان أن تكون أصوات وأولويات المرأة جزءا في أي مفاوضات بشأن الصراع، وفي إعادة البناء الوطني وفي جهود بناء السلام. كما يهدف لضمان تبني منظور النوع الاجتماعي، من حيث ما مرت به المرأة في أوضاع الصراع والطوارئ يأتي هذا الاجتماع تفعيلًا للشبكة الإقليمية العربية للمرأة، والسلام، والأمن، التي تم إنشاؤها مؤخراً وتم إطلاقها في أكتوبر 2013 من قبل منظمة كرامة بالتنسيق مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وصندوق الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين .