قرر عدد من رؤساء شركات السمسرة والعاملين بها التظاهر غدا الخميس أمام مقر البورصة، نظرًا لسوء الأوضاع التي يمر بها السوق، فضلاً عن تأزم الأمور داخل منظومة عمل الشركات خصوصًا من الناحية المالية. وقد رصدت "بوابة الأهرام" الأوضاع من داخل الحدث، التي وصلت إلى حد الخطورة، من حيث تفاقم الأوضاع ووصولها إلى مرحلة المجهول وسط وجود فريقين، أحدهما يريد سرعة عودة عمل البورصة للسيطرة علي الأزمة، والبعض الآخر يقاتل مستميتًا ضد عودة العمل في هذا التوقيت وهذه الظروف. رغم اتخاذ رئاسة الوزراء باستئناف التداول بالبورصة مرة أخرى أمس، إلا أنه تقرر التأجيل مرة أخري للأحد القادم، بناءً على حالة الغليان داخل سوق الوساطة، بالإضافة إلى حالة الذعر لدي المستثمرين من تأزم الأمور حال مواصلة العمل مرة أخرى بداعي أن في هذا القرار ذبح لهم. وتظاهر المئات اليوم ودخل ممثلون عنهم لاجتماع مع رئيس البورصة، وكانت المفاجأة أن رئيس البورصة غير متواجد في المبني، فقرر ممثلو شركات السمسرة القدوم إلى مقر البورصة غدا بالعاملين فيها للتظاهر حتي تحل مشاكلهم. إدارة البورصة نفسها فقدت السيطرة على الموقف، حيث لم يحضر رئيس البورصة منذ يومين إلى مقر البورصة بعد أن تعرض لأحداث شد وجذب من جانب المستثمرين والعاملين في مجال الوساطة، والتخوف من أن يتكرر الأمر من العاملين في البورصة أنفسهم، وسط تأزم الأمور والأيام الصعبة التي تشهدها البورصة، وانعكاس ذلك علي الموظفين بالبورصة، مثل باقي المؤسسات وعدم حصولهم علي امتيازاتهم من مرتبات وحوافز، وأصبحت المسئولية تقع برمتها علي رئيس البورصة وحدة، بعد استقالة زياد بهاء الدين رئيس الرقابة السابق، وأصبح صيام وحدة ضد التيار فلا مجال للتظاهر إلا أمام البورصة. وعلمت "بوابة الأهرام" من مصادر موثوق بها داخل البورصة أن الدكتور خالد سري صيام، كان قد اتخذ قرارا بتسيير العمل بطريقة تخفف من الأعباء، في ظل فترة التوقف بالحضور بنسبة 50% للعاملين، ويتم تناوب ذلك لحين استقرار الأمور. وتسيطر حالة من الخوف على الموظفين العاملين بالبورصة حال استمرار تعطل البورصة بتوقف مصالحهم مثلهم كباقي موظفي الدولة. وقال عدد من مسئولي شركات السمسرة، الذين شاركوا المتظاهرين اليوم: إنه من المقرر أن يتوافد الآلاف أمام مقر البورصة غدا الخميس، للتظاهر من أجل حل تلك الأزمة. وقال إيميل داوود العضو المنتدب لشركة دلتا رسملة للأوراق المالية :إن هناك عدة اجتماعات في شعبة الأوراق المالية، لبحث الأزمة، مشيرا إلى أن هناك شركات عديدة لم تتسلم خطة الدعم من جانب وزارة المالية ،وكل الجهات متضررة من عدم فتح البورصة. من جانبة قال أسامة مراد رئيس شركة أراب فاينانس للأوراق المالية :إن هناك 20 ألف عامل متضررون من عدم استمرا البورصة، ولا سبيل لحل تلك الأزمة إلا باستئناف العمل داخل البورصة بأسرع وقت ممكن، وفقا لاشتراطات أعلنت الإدارة عنها. وقال :إنه يجب دعم صغار المستثمرين، لأنهم هم المتضرر الأول من المذبحة التي من الممكن أن تحدث حال هبوط السوق، مشيرا إلى أنه رغم كل ذلك الهبوط والتوقعات بموجة بيعية إلا أن هناك شريحة كبيرة من المتعاملين لن تقوم بتفويت الفرصة الشرائية للأسهم المتدنية جدا. ويبقي الأمر الأخطر هو توعد عدد من صغار المستثمرين بعدم السماح لأي منفذ بدخول "الكوربية" في البورصة دون حل تلك المشاكل قبل عودة التداول، مما يصعب الأمور ويدخل البورصة المصرية في مرحلة السير نحو المجهول.