علمت "بوابة الأهرام" من مصدر مطلع بحزب الوسط – رفض ذكر اسمه- أن هناك اختلاف فى وجهات النظر بين قيادات الحزب، بسبب تفضيل بعضهم الانسحاب من تحالف دعم الشرعية المناصر للإخوان وبين رغبة البعض الآخر الاستمرار بالتحالف. وبحسب المصدر، فإن بعض قيادات الحزب ترفض الاستمرار بالتحالف، وتعتبره انتحاراً سياسياً للحزب وفكرته، وأنه أخطأ بانضمامه واستمراره فى التحالف وموالاته للإخوان، ولفت إلى أن بعض هؤلاء القيادات حاولوا العمل على مبادرات للتهدئة فى الشهور الأخيرة بعد توصية من الاتحاد الأوروبي وتم خلالها التواصل مع الحكومة ممثلة فى نائب رئيس الوزراء المستقيل د. زياد بهاء الدين وأحد قيادات المجلس العسكرى فى الأسابيع الأخيرة، والذى رحب بدوره بالمبادرة بشرط خروج الحزب من التحالف وتخليه عن المطالبة بعودة مرسي ومجلس الشورى المنحل ودستور 2012 المعطل، وطرح رؤيته فى الانخراط بالمسار الديمقراطى الحالى دون عودة مرسي. وأضاف المصدر أن قيادات فى الحزب رفضت ذلك بسبب التزام الحزب تجاه "دعم الشرعية" وتمسكها بشرعية مرسي. كما كشف المصدر أن كواليس البيان الذى أصدره الحزب مؤخرا بمناسبة ذكرى 25 يناير، شهدت جدلا شديدا بين قياداته، صاحبها انتقادات من بعض القيادات لما اعتبروه عدم مصداقية من قبل التحالف فى دعوة القوى السياسية والثورية للاتحاد معه من أجل إسقاط النظام الحالى فى ذكرى الثورة، وإعلانه التمسك بشعارات الثورة والتخلى عن المطالبة بعودة الشرعية لحين إسقاط النظام ثم العودة لرفع مطالبه مرة آخرى إذا ما تم ذلك، بحسب قوله. وأشار إلى أن القيادات الرافضة لذلك، مترددة بشأن التقدم باستقالتها بسبب رغبتها فى استمرار الضغط من أجل تصحيح مسار الحزب، خاصة وأن الكثير منها شارك فى تأسيسه وأن القرار فى النهاية يتوقف على التصويت بين أعضاء الهيئة العليا وكثيرا ما تأتى النتيجة بفارق صوت لصالح الاستمرار بالتحالف، على حد قوله. من جانبه نفى أحمد ماهر، أمين شباب الوسط وعضو الهيئة العليا، فى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام"، وجود انقسام داخل الحزب بشأن الاستمرار بتحالف دعم الشرعية، مؤكدا أنه اختلاف فى وجهات النظر بين القيادات، وأن وجهتى النظر المطروحتين داخل الحزب سواء بالاستمرار أو بالانسحاب لكل منها وجهاتها ومبرراتها المنطقية. وأوضح ماهر أن من يفضلون الانسحاب، يرون أنه من الأفضل للحزب الاستقلال بمواقفه عن الإخوان لما يشكل ذلك من خطورة على مستقبل الحزب وفكرته من وجهة نظرهم، ومن يفضلون البقاء يرون أنه من الأفضل أن يكون جزءًا من التحالف لترشيد سلوكه وأهدافه وإيماناً بالشرعية الدستورية وشرعية الثورة التى تم الانقلاب عليها فى 3 يوليو الماضى، حسبما قال. وأكد أن الحزب له آلياته الديمقراطية كمؤسسة سياسية تسمح بتداول الآراء داخلها وأن هذا أمر مطروح للنقاش الداخلى بين شباب الحزب وأعضاء الهيئة العليا والمكتب السياسي، مبدياً تحفظه على تداول ذلك خارج الحزب فى وسائل الإعلام، ونافياً ما تردد حول تلويح بعض القيادات بالاستقالة. وشدد على أن المبادرات التى كان يطرحها بعض قيادات الحزب بشكل رسمى أو بشكل شخصى ولم تلق قبولا سواء داخليا من قبل الهيئة العليا أو من قبل أطراف الأزمة، لم يكن الهدف من طرحها هو دمج "الوسط" فى المسار السياسي الحالى فى مقابل خروجه من التحالف، وإنما كانت تهدف للتهدئة من أجل حل الأزمة. وأضاف: "و كنا نسعى لإدماجنا فى المسار السياسي الحالى، لكننا تركنا التحالف منذ وقت طويل وأخذنا موقفا منفردا وسعينا للمشاركة كما فعلت بعض القوى الأخرى ولكننا نرى ما حدث انقلاب على ثورة 25 يناير ونرفضه".