شهد مقر اتحاد طلاب مصر بمنطقة العجوزة مساء اليوم الثلاثاء، أول وطأة لقدم وزير التربية والتعليم، محمود أبوالنصر، داخل "عقر دار الاتحاد"، عقب الإطاحة بالرائد الإخواني أشرف خلف من منصبه، حيث اجتمع الوزير بأعضاء الاتحاد كأب يتحدث مع أبنائه، وليس كوزير يتكلم إلى مرؤوسيه. كانت "بوابة الأهرام" وسيلة الإعلام الوحيدة التي حضرت مناقشات الاجتماع كاملة، والتي بدأت بحديث الوزير عن الهدف من الأنشطة الطلابية خاصة، واتحاد الطلاب عامة، ثم تحدث عن طريقة "أن يتعلم طلاب الاتحاد خدمة زملائهم، من خلال العمل كفريق واحد، لتحقيق الهدف الأسمى وهو إعلاء مكانة طلاب مصر". قال الوزير: "عايزين نعمل حاجة كويسة مع بعض.. لازم نسمع ونتقبل بعض.. مفيش حاجة كاملة بنسبة 100%، لأن الكمال لله وحده، والعمل الطلابي هو الخدمة العامة للطلاب، من خلال العمل الجماعي". تحدث الوزير على طريقة أستاذ جامعة يلقى محاضرة إرشادية لطلابه، ووضح ذلك جليا حين قال: "ركزّوا في كلامي كويس.. لأنه هينفعكم بعدين"، ثم بادر بسؤال أحد الطلاب، قائلا: "أنت فاكر أنا قلت إيه من شوية؟"، فأجاب الطالب بابتسامة قائلا: "طبعا"، ثم سرد هذا الطالب ماقاله الوزير منذ بداية الاجتماع. لم يقاطع الطلاب وزير التعليم مرة واحدة، وكانت أول مداخلة للطالب محمد نادر، أمين اتحاد الطلاب، حين طالب الوزير بضرورة أن يقول الاتحاد رأيه في مشروع الثانوية العامة الجديد، ووعدهم أبوالنصر بأن يتم عرض المشروع عليهم صباح غد الأربعاء، لوضع تصوراتهم بشأنه. وبعد أن انتهى "محمد نادر" من مداخلته، قال الوزير مخاطبا الطلاب: "البلد دي بلدكم.. قولوا كل اللى انتوا عايزينه.. وده حقكم.. لأن حق الناس عليكم هو الأدب في عرض الطلب، وأسباب عرض الطلب". ثم أضاف الوزير: "بلاش تزعلوا من كلامي.. أنتم أولادي، وأتعامل معكم كأب، وليس وزيرًا، ولدينا من العام المقبل كتابين جديدين، الأول عن ميثاق الشرف، والثاني حول الأخلاق والقيم". تحدث أبوالنصر، حول الإرادة والعزيمة التي تعد السبيل الأمثل لتقدم أي دولة في العالم، مستشهدا بخطبة للرئيس الأمريكي جورج بوش، كانت عبارة عن جملة واحدة، مضمونها: "لقد غزونا العالم بالإدارة الناجحة"، ثم قال الوزير: "بوش لم يتحدث عن غزو العالم بالصواريخ أو الأسلحة النووية، بل تحدث عن الإرادة الناجحة فقط". وكشف الوزير عن قيامه بإعداد 4 دراسات حول أحدث سبل التعليم في دول العالم، وعلى رأسها فنلندا وسنغافوا، مضيفا: "أقسم بالله أنا بنام 3 ساعات في اليوم، عايز أعرف إيه اللى ممكن ينفع عندي في مصر وممكن ينفع أطبقه من التعليم في هذه الدول المتقدمة.. وأسعى لأن أطبق نحو 75% من سبل التعليم الحديثة في فنلدا وسنغافوا في مصر، لأن ده مش معجزة، مادامنا نمتلك الإرادة". وقال: "أمتلك خطة لتحسين التعليم في مصر خلال 3 سنوات فقط.. وده مش معناه إنى عايز أستمر في الوزارة لمدة 3 سنوات، لكن أنا هبدأ، واللي يتولى المسئولية من بعدي يكمل". وانتقل الحديث عن "التابلت المدرسي"، قائلا: "القوات المسلحة كانت غاضبة من توقف مصنع التابلت في منطقة شبرا، لكن بعدما بدأنا العمل به من جديد، أهدتنا 3 مصانع جديدة، وسنبدأ تعميم التابلت على طلاب المرحلة الأولى من الثانوية، خلال العام الدراسي المقبل، وسبدأ الإنتاج رسميا عقب عيد الفطر المبارك.. وكله هيبقى معاه تابلت إن شاء الله". وقبل أن ينتهي الاجتماع، وجه محمد نادر الشكر للوزير على تلبيته دعوة الجلوس مع اتحاد الطلاب، لكن الوزير رد قائلا: "وقتي ليس أثمن من مجهودكم من أجل خدمة زملائكم.. وأعدكم بتلبية طموحاتكم".