اتهمت عائلة أمينة السبوعي الناشطة في منظمة "فيمن" النسائية العالمية اليوم الأربعاء القضاء، بتسييس قضية ابنتهم الموقوفة منذ مايو الماضي وبتلفيق تهم جديدة ضدها. كان قد جرى استيقاف أمينة تيلر السبوعي الناشطة التونسية في منظمة "فيمن" النسائية العالمية في 19 مايو الماضي، في أثناء حضورها مؤتمرا لأنصار الشريعة في مدينة القيروان وسط تونس. وأصدرت محكمة القيروان يوم 29 من نفس الشهر حكما بتغريم أمينة 300 دينار (حوالي 150 يورو) لحيازتها عبوة غاز مشل للحركة دون ترخيص قانوني ثم أكدت محكمة الاستئناف هذا الحكم لكن قاضي التحقيق أصدر بحقها حكما بالإيداع بالسجن بعدما وجه لها تهما جديدة تصل عقوبتها إلى السجن 14 عاما. وهذه التهم هي "التفاق من أجل الاعتداء على الأملاك والأشخاص" و"التجاهر بفحش" و"تدنيس مقبرة". وقال منير السبوعي والد أمينة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأربعاء خلال مؤتمر صحفي نظمته لجنة المساندة والدفاع عن أمينة: "للأسف قضية أمينة تزداد تسييسا كل يوم إضافة إلى الخروقات القانونية، كان يفترض أن يخلى سبيلها منذ إصدار الحكم الأول لكنهم أضافوا لها تهما جديدة". كانت ثلاث ناشطات أوروبيات ضمن منظمة "فيمن"، اثنتان من فرنسا وأخرى من المانيا، قمن بوقفة احتجاجية أمام محكمة تونس العاصمة في 29 مايو الماضي عاريات الصدور للمطالبة بالإفراج عن أمينة وتم اعتقالهن بتهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة والمجاهرة بالفاحشة واحداث الهرج والتشويش بالطريق العام وقرر القضاء حبسهن أربعة اشهر مع النفاذ. لكن عند استئناف الحكم وبعد انتقادات واسعة من دول غربية تم تثبيت الحكم مع وقف التنفيذ ووقع الإفراج عن الناشطات في 27 يونيو الماضي مع تقديمهن لاعتذار للشعب التونسي والتعهد بعدم تكرار الفعل. وقال منير السبوعي ل(الألمانية): "كنا ننتظر الإفراج عن أمينة بعد الإفراج عن ناشطات "فيمن" الأوروبيات خاصة قبل حلول رمضان، لكنهم لم يفعلوا ولو تعرت أمينة مثل الأوروبيات ربما كانوا سيفرجون عنها أيضا". وأضاف "ابنتي تتعرض لضغوطات ممنهجة. يريدون استدراجها للخطأ من جديد وربما نجحوا الآن في ذلك". وتواجه أمينة تهمة أخرى أيضا ترتبط بالاعتداء على موظف عام في أثناء أدائه لمهامه خلال آخر جلسة محاكمة تصل العقوبة فيها إلى السجن بسنة مع خطية مالية بحسب المجلة الجزائية. وقالت لجنة المساندة والدفاع عن أمينة السبوعي في بيان لها: إن وضعها يزداد تعقيدا في ظل الغضب والعنف غير المبرر تجاهها إلا بكره المسؤولين في الحكومة للمرأة وقرارهم بأن يجعلوا من أمينة عبرة للنساء اللاتي يتجرأن على أسلمة الدولة". وفي مارس الماضي صدمت أمينة (18 عاما) الرأي العام في تونس، عندما نشرت على الإنترنت صورا ظهرت فيها عارية الصدر، وكتبت الفتاة آنذاك على جسمها عبارة "جسدي ملكي وليس مصدر شرف أحد".