بمرارة وصدمة مؤلمة تعجز الكلمات عن التعبير عنها، استقبلت أسر شهداء الشرطة أنباء استشهادهم، إثر انهيار عقار مكون من 12 طابقا في منطقة الحرفيين بمدينة السلام، عند قيامهم بأداء عملهم الشاق فى مكافحة الحريق، الذي اشتعل داخل مخزن الكيماويات، أسفل العقار مما أدي إلي حادث الانهيار المروع واستشهاد الضحايا أسفل الأنقاض، تاركين خلفهم قلوب جريحة تمتلئ بالحزن ودموع تنساب من الجفون لفقدان الأحباب. الحديث عن قرب مع أسر الشهداء، كان صعبا للغاية، لكن حاولنا الاقتراب من أسرة الشهيد العقيد سند أحمد سند القاضي، وقالت ابنته "إن والدها ذهب عند ربه شهيدا للواجب والوطن". أضافت أنه يوم الحادث كان يجلس معنا في المنزل نتجاذب أطراف الحديث بعد يوم عمل طويل، ولم تمر ساعة علي وجوده بيننا إلا وجاءه اتصال تليفوني بأن حريقا شب في عقار بمدينة السلام، وعلي الفور ترك كل شيء وتوجه مسرعا لأداء واجبه مع زملائه في موقع الحادث. وتكمل الابنة كلامها والبكاء يسيطر عليها والألم المختلط بإيمانها، قائلة: والدي ظل طوال ليلته خارج المنزل حتي جاء ضابط شرطة زميله إلي المنزل وأخبرنا بأن والدي بالمستشفي وكانت قلوبنا تخفق مرتعشة، ما بين أمل أن يكون علي قيد الحياة والحقيقة الموجعة، التي واجهناها بأنه فارقها وانتهي كلام الابنة الحزينة، وهي تقول: "أنتظر خروج والدي لتوديعه إلى مثواه الأخير مع الشهداء". أما أسرة الشهيد العقيد علاء الدين فاروق الخريبي، فقد التزمت الصمت المصحوب بالصدمة، حيث انتابت الزوجة المكلومة حالة من الذهول، وامتلأ المنزل بعدد كبير من الأقارب والجيران لمواساتهم في استشهاد والدهم، وقد أمكن لنا الحديث مع ابنة عم الشهيد والتي تحدثت بصعوبة بالغة، قائلة "إن العقيد علاء الدين لديه ثلاثة أبناء، وكان يتمتع بدماثة الخلق، وحسن المعاملة، وأن الشهيد قدم روحه فداء للواجب ولم يتردد لحظة في خدمة الوطن، وأشارت إلي أن جميع أفراد الأسرة احتسبوه عند الله شهيدا.