أكثر من عامل سيجعل الأنظار تنجذب بشكل كبير إلى الدراما الهندية الجديدة على المشاهد المصري، والتي يمكن أن تدخل في منافسة أمام الدراما التركية التى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الوجبة الإعلامية التى تقدمها جميع القنوات الفضائية المصرية والخليجية. ورغم ما حققته الدراما التركية من نجاح وانتشار خلال السنوات الماضية، والتى بدأت مع عام 2008 منذ عرض مسلسل "نور" تأتي الدراما الهندية بثقافات وتنويعات جديدة بخلاف ما صدرته لنا الدراما التركية من حيث اعتمادها على قصص الرومانسية بشكل كبير. الدراما الهندية تخاطب فئة الشباب، وليس هذا فقط بل أن هناك أكثر من عامل سيساهم في انتشار هذا النوع من الدراما خلال الفترة المقبلة، أهمها قصر عدد حلقاته والتى لا تتعدى ال 30 حلقة، إضافة إلى اعتمادهم على الدبلجة المصرية وهو الحدث الأهم في الأمر، والذى لم يتم استخدامه من قبل، فجميع الأعمال التركية مدبلجة باللهجة السورية بل أنها أصبحت أخيراً هى مصدر الرزق الرئيسي لدى العاملين في الحقل الفنى بسوريا خصوصاً بعد أن أصبح انتاج الدراما السورية لايتعدى 20% بسبب ظروف الحروب هناك بعكس ما كانت تشهده من ازدهار في الصناعة خلال السنوات الماضية. كل هذا بجانب التعرف على ثقافات دولية جديدة بخلاف ما كانت تقدمه لنا السينما الهندية من موضوعات مكررة تحمل قدراً كبيراً من التطويل حيث كانت أغلب القضايا تدور حول موضوعات نسب الأبناء وكانت مدتها تصل إلى 3 ساعات فأكثر، وهو الخطأ الذى تداركه صناع الدراما الهندية ليخطفوا بها الأنظار حيث تقديمها لموضوعات شبابية حيوية وفي عدد حلقات مكثفة وقليلة كما هو في مسلسل "ماهى ستايل" الذى يعرض حالياً على قناة "ام بي سي مصر" حالياً ومن المقرر أن ينتهى خلال الأسبوع الجارى ليبدأ بعدها عرض مسلسل هندى جديد بعنوان "زواج دوت كوم" عن زواج الشباب عبر الإنترنت. ولعل التطويل الشديد الذى تشهده الدراما التركية والتى يستمر فيها عرض المسلسل على مدار 6 شهور فأكثر، والتى بناءً عليها بدأت بعض الأعمال المصرية تنفذ بهذا الشكل مثل مسلسل "المنتقم" الذى بدأ عرضه منذ شهر نوفمبر الماضي، ولم ينته حتى الآن، سيخلق من الدراما الهندية أرضية كبيرة في مصر والدول العربية، حيث إن الكثيرين أصبحوا لا يطيقون كم التطويل الذى تشهده أحداث الدراما التركية وهو ما تفادته الدراما الهندية، بالإضافة إلى اعتمادها على اللهجة المصرية في الدبلجة وهى لغة أخف كثيراً من اللكنة السورية وأسرع في الحفظ والانتشار، ومع هذا فأن هناك بعض المخاوف من الدراما الهندية أهمها أنه مع محدودية انتاج الأعمال الدرامية المصرية نظراً للارتباك الذى يشهده سوق الإنتاج إضافة إلى تهافت القنوات الفضائية على شراء الأعمال التركية حتى أنه أصبح هناك ندرة في عرض الأعمال المصرية، فإنه من الممكن أن يساهم المسلسل الهندى في ضرب صناعة المسلسل المصري مثل نظيره التركى.