فى غفلة من الدراما المصرية التى أغرقت فى البؤس والاكتئاب، وتكدست أعمالها فى شهر رمضان فقط، جاءت الدراما التركية لتفاجئ الجميع بسيطرتها على قلوب وعقول قطاع كبير من المصريين، بأعمالها الممتدة والتى اعتمدت على قصص وحكايات رومانسية، تدور أحداثها فى أجواء مثيرة، وتقوم ببطولتها ممثلات جميلات، الأمر الذى لامس مشاعر وأحاسيس الملايين من المشاهدين. ? فى البدايه يرى المؤلف حازم الحديدى ان الاقبال على الدراما التركية يعود إلى الحالة التى قام بها المسلسل الاجنبى «الجرىء والجميلات» وهى انجذاب الجمهور لهذه النوعية من الاعمال فهى تقدم دراما النميمة والتى يفضلها المشاهد المصرى وايضا خلو الفترة التى مابين رمضان الماضى والقادم من اى اعمال درامية جديدة ويعود سبب اقبال الجمهور على الدراما التركية إلى الصورة الحلوة والابطال الحلوين، كما ان الدراما التركية تنتمى لنوعية الدراما الاجتماعية التى تقدم الحب والخيانة كل هذا ساهم فى خلق سوق للمسلسل التركى. اما فيما يتعلق بسعر المسلسل فهو مرتفع بسبب الدبلجه السورية والتى ساهمت ايضا فى جذب الجمهور اليها. ? من ناحية اخرى يقول المخرج عبدالعزيز حشاد: انا متابع جيد للدراما التركية لان بها صورة حلوة والتكنولوجيا المستخدمة فيها حديثة جدا مما تجعلنا نرى صورة رائعة ومبهرة وجاذبة للجمهور وعلى الرغم من انها تتشابه فى مضمونها والدراما فيها مط وتطويل وموضوعاتها مكررة الا انها جاذبة للجمهور واعتقد ان سبب اقبال الفضائيات عليها هو ان سعرها اقل من المسلسل المصرى. ? من جانبه قال المؤلف عبدالرحيم كمال المسلسلات التركية تظهر للمشاهد انها تتناول فى مضمونها موضوعات تشبه مجتمعنا رغم انها تقدم موضوعات محرمة فى مجتمعنا والمشاهد ينجذب لهذه النوعية من الاعمال تحت مسمى الممنوع مرغوب كما انها تقدم ممثلين شكلهم حلو وصورة حلوة اما فيما يتعلق بتأثيرها على الدراما العربية فستؤثر لفترة على الدراما المصرية مثلما اثرت الدراما السورية من قبل ولكن فى النهاية تأثيرها لاشىء لان الدراما التى تقدم قديمة وايقاع العمل ضعيف ميزتها تكمن فى الصورة والشكل فقط لجمهور يرى الابهار فى الصورة فقط وهذا ابهار سطحى اما على مستوى المضمون فكما قلت ضعيف اما اقبال الفضائيات على الدراما التركية سببه الرئيسى الدبلجه السورية والتى ساهمت بنسبة كبيرة فى جذب الجمهور لها واعتقد انه لو تم عرض المسلسل التركى دون دبلجة وعرض ترجمة فقط للحوار فتتأثر بشكل كبير وسينصرف عن متابعتها الجمهور. ? واتجهنا بسؤال حول سبب اقبال الفضائيات عليها إلى محمد منير مدير التسويق بقناة دريم الذى اكد ان سبب اقبال القناة على شراء المسلسلات التركية يعود إلى تمتعها بنسبة عالية من المشاهدة على الرغم من ان سعرها مرتفع جدا الا انها تغطى تكلفة شرائها من خلال الاعلانات الكثيرة التى تتوسط المسلسل وتتحدد نسبة المشاهدة بناء على ماتقوم به شركات البحوث وقياس نسبة مشاهدتها ويتم شراء المسلسل بناء على تقييم لجنة المتابعة التابعة للقناة والتى تتابع الحلقات قبل شرائها اما مدى تأثير الدراما التركية على المصرية فهى اثرت بشكل كبير عليها لانها استطاعت ان حصل على مكاسب اكثر من العمل المصرى لان الدراما المصرية باتت تعتمد على شهر رمضان. ? معتز صلاح الدين المستشار الاعلامى لقنوات الحياه اكد ان قنوات الحياه اول من قام بشراء وعرض المسلسلات التركى وهذا قوبل فى البداية بالاستغراب لدى البعض ثم بدأت الفضائيات بعد ذلك تتهافت على شراء المسلسلات التركية وسبب الاقبال عليها هو حالة الراوج الموجودة لدى المشاهد المصرى لما تتمتع به من دراما عاليه وتكنيك عالى وحالة الرومانسية الموجودة بداخلها والتى نفتقدها فى مسلسلاتنا المصرية وحتى ان كان هناك عمل مصرى رومانسى فأما انه يفتقد للرومانسية أو ليس به صدق كافى وكما تعرض القناة دراما تركية تعرض ايضا دراما مصرية واعتقد ان الدراما التركية لاتاثير لها على الدراما المصرية ولانعتبر ان انتشار الدراما التركية فى الفضائيات يعنى وجود غزو تركى فتركيا دولة اسلامية كبرى نجحت سياسيا واقتصاديا واذا كان هناك اى مخاوف على الدراما المصرية فعلى القائمين عليها ان يطوروا من انفسهم اكثر. ? الناقد رفيق الصبان يرى ان الدراما التركية التى تملأ الفضائيات بكثرة هذه الفترة ماهى الا موضة مثل اى موضة فقد كان على سبيل المثال موضة الدراما السورية ثم الدراما الكوميدية ثم التاريخية ولكن ميزة الدراما التركية ان لديها صورة حلوة وجذابة وممثلات جميلات ومناظر جذابة واحداث ميلودراميه مشوقة للمشاهد وهذا جديد على المشاهد المصرى الذى سئم الوجوه المصرية المكررة وهو فى حاجه للتغيير وهذا ماوجده فى الدراما التركية التى تعتبر بديلا مؤقت وتأثيرها ايضا سيكون مؤقت اذا صحيت الدراما المصرية لنفسها واعتقد ان مايحدث الان بمثابة قرصة ودن للدراما المصرية ورسالة تحذيرية مفادها هو ان نجدد من الدراما المصرية فى موضوعاتها.