مازال ملف الدراما التركية مفتوحاً على مصراعيه فى ظل حالة التدفق المستمرة والمتلاحقة للمسلسلات التركية على شاشات الفضائيات المصرية لدرجة أن المشاهد سار يحفظ أسماء أبطاله عن ظهر قلب، وعن تأثير الدراما التركية على الدراما المصرية ونجومها قال النجم كريم عبد العزيز والذى يقوم ببطولة مسلسل «الهروب»: أظن أن ساحة المنافسة مفتوحة أمام الجميع وهذه الحالة سيكون المستفيد منها أولا وأخيرا هو المشاهد المصرى الذى أصبح يملك وعيا هائلا للحكم على مسلسلات الدراما ولن يرضى بأى مستوى لأنه اعتاد على مشاهدة دراما ذات مستوى عال جدا بحكم أشياء كثيرة أهمها وأولها هو أن هناك موسماً أصبح شرسا للغاية تتبارى فيه القوى الدرامية لطرح الأفضل والاستحواذ على أعلى نسبة مشاهدة عبر الفضائيات لتحصيل الربح الفنى والمادى معا. يسرا التى تظهر فى رمضان القادم عبر مسلسلها «شربات لوز» قالت : من وجهة نظرى أن الدراما التركية جيدة ولكن لن تعدو كونها «هبة درامية أو هوجة» سرعان ما تمر مثلما حدث فى بداية التسعينيات حينما سار المشاهد المصرى مولعا بالافلام الهندية متأثرا بنجومها والآن لا يوجد سينما هندية تعرض فى مصر لأن إقبال المشاهد عليها أصبح صفراً وأظن أن هذا الأمر مرتبط بطبيعة المشاهد المصرى أكثر من أى شىء اخر حيث تطرح الدراما همومه ومشاكله بشكل مباشر فتكون أكثر تأثيرا عليه من أى دراما أخرى. رانيا يوسف التى تشارك النجم احمد السقا فى بطولة مسلسل «خطوط حمراء» الذى سيعرض فى رمضان القادم قالت : إن مستوى الدراما التركية لا بأس به ولكن منافسته أو منافسة نجومه للدراما المصرية تكاد تكون مستحيلة خاصة فى شهر رمضان فنجوم الدراما المصرية أشبه بمشاهديهم فى كل شىء وهناك مواثيق قديمة بين المشاهد ونجم الدراما حيث لا يسمح المشاهد لنجومه بتقديم شىء ردىء ويحاكمهم عبر وسائل الاعلام ولكن حينما تقدم الدراما التركية أو أحد نجومها عملا رديئا فكيف يحاسبه المشاهد الذى يرى نجوما لا صلة بينه وبينهم ثم إنه من المقبول أن تعرض الدراما التركية طوال شهور العام بسبب حالة الفراغ التى تتركها الدراما المصرية واختفاء نجومه ولكن فى شهر رمضان لن تستطيع الدراما التركية الصمود أمام المصرية ونجومها. مجدى كامل الذى يظهر فى دراما رمضان القادم من خلال مسلسله «ابن ليل» قال : إن تقديم وعرض دراما من دول أخرى أمر لا بأس به على الأقل حتى نتعرف على بعض أسباب انتشار ونجاح تلك الدراما سواء كانت تركية أو غير ذلك، وإن كانت الدراما التركية استحوذت على اهتمام المشاهد المصرى فهذا لا يعنى أنها ونجومها أفضل من المصرية ولكن يعنى أن المشاهد المصرى يحتاج لنوعية بعض الموضوعات التى تطرحها الدراما التركية وغالبا ما تكون تحمل الخط الرومانسى الخالص أو الخط الدينى المثير للجدل مثل ظهور الأنبياء والصحابة مثلا وهذا ما لا يطرح فى الدراما المصرية فى شهر رمضان لأسباب عدة ولكن على صعيد الدراما التاريخية التركية فأنا معجب بها جدا ولكن الدراما المصرية التاريخية لها تاريخ أبهر العالم فى تلك النوعية من المسلسلات إضافة إلى أن المسلسلات المدبلجة تشهد أحيانا تناقضا بين أداء الممثل الموجود على الشاشة وأداء صوت الممثل وهذه إحدى عيوب الدراما التركية فلو تم تقديمها مترجمة سيكون افضل. لا ترى إلهام شاهين بأن الأعمال التركية ستنجح فى سحب البساط من المسلسلات المصرية التى ستشارك فى رمضان هذا العام، خاصة أنه لأول مرة تطل مجموعة كبيرة من النجوم فى نفس الوقت، فبالإضافة للفنانين الذين اعتادوا كل عام على المنافسة مثل نور الشريف ويسرا وليلى علوى والفخرانى وغيرهم، يشهد هذا العام أيضا عودة عادل إمام ومحمود عبد العزيز وأيضا السقا وكريم عبدالعزيز وغيرهم. ولذلك فالمشاهد سيكون بحاجة لوقت إضافى لمتابعة كل هذه الأعمال خاصة أن هذا العام يعد استثنائياً فى رمضان. وهى لا تقلق بشأن توغل الأعمال التركية فى الدراما لأنها فى النهاية موضة كما حدث من قبل فى الأعمال الأمريكية والتى كان يتم عرضها بمئات الحلقات وأعجب بها الجمهور وكان الموزعون يقومون بشرائها، وبعدها بفترة انتقل الأمر للأعمال اليابانية مثل مسلسل أوشين والذى حقق نجاحاً أكبر من التركية الآن، وبعدها الأعمال المكسيكية والبرازيلية، ومؤخرا المسلسلات التركى ومن الطبيعى الجمهور ينشد وراء الموضة الجديدة. وترى الفنانة لوسى بأن الحل لمواجهة هذه الظاهرة هو استعانة المنتجين بوجوه مصرية جديدة فى الأعمال وذلك لتقليل أجور الأبطال والتى تستحوذ على الملايين بينما تبقى مبالغ ضئيلة للصرف على باقى تفاصيل المسلسل. وكما اعتاد المشاهد متابعة الوجوه التركية الجديدة عليه، سيعتاد على الوجوه المصرية الجديدة فى الأعمال، وهذا الأمر نجح فى السينما أيضاً. فالمنتج اتجه لشراء هذه المسلسلات لأنها أرخص بكثير من تكلفة المسلسل المصرى عملا بمبدأ: حسن السوق ولا حسن البضاعة، ففستان من الموسكى رخيص أفضل من تفصيله مادام أرخص ثمنا وتكلفة، فالأعمال المصرية أغلى بكثير ومصروف عليها. ولم تنكر لوسى بأنها انبهرت بعد متابعتها للمسلسل التركى (حريم السلطان) بالرغم من حالة البطء الشديدة والملل فى الأحداث، ولكنهم تمكنوا من خلق حالة من شد المتفرج لإكمال العمل، بالإضافة لأن كل جديد يشد الناس. واعتبرت أن كل 10 حلقات تركى هى بمثابة حلقة من الأعمال المصرية، بالإضافة لأن الدوبلاج السورى يجعل شريحة كبيرة من المجتمع لا تفهم هذه النوعية خاصة البسطاء. كما أن هذه الأعمال تحمل من الجرأة من الأحضان والقبلات وهو أمر غير وارد فى مسلسلاتنا المصرية التى نقدمها للأسر فى المنازل. أما سمية الخشاب فرفضت فكرة سحب البساط من الدراما المصرية والتى ظلت لسنوات عديدة تمد الوطن العربى بأهم الأعمال، فعلى الرغم من نجاح الدراما التركية والتى أصبح لها أيضا جمهور عريض خاصة بعد أن تم دبلجتها ولكن تظل الدراما المصرية لها رونقها الخاص بنجومها، فالفنان المصرى هو أقرب لقلب المشاهد بخفة ظله. وترى التونسية درة أن سر تميز الأعمال التركية فى الاهتمام بالشكل والملابس والاستايل والشكل الجمالى والمعالم السياحية المبهرة وهو ما يبهر المتفرج خاصة النساء وذلك على حساب المضمون الخاص بالعمل، على عكس أعمالنا التى نركز خلالها على المضمون بصورة أكبر بغض النظر عن الشكل الجمالى والصورة. ولكنها لا ترى أن ذلك يعنى بأن تلك الأعمال ستجعل المتفرج يعزف عن المسلسلات المصرية والعربية.