قال محمد كامل عمرو، وزير الخارجية: إن الوضع في مصر آمن تماما وأنها حريصة علي توفير كل سبل الراحة وحسن الضيافة والخدمات الممكنة للسياح القادمين والزائرين لها من مختلف دول العالم. وكشف عمرو في تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" عن أنه أبلغ المسئولين الروس وعلي رأسهم سيرجي لافروف، وزير الخارجية بهذا الموقف خلال زيارته التي قام بها إلي موسكو يومي الخميس والجمعة الماضيين. ولفت الوزير إلي استعداد مصر لتوفير كل الإمكانيات والخدمات التي تمكن هؤلاء السياح من الإقامة في مصر وقضاء وقت ممتع في ربوعها بما تتمتع به من طقس دافئ ومناطق كثيرة جاذبة، إلي جانب الترحيب الكبير من شعبها وثقة العالم بأنه "شعب مضياف". ونوه الوزير إلي أنه استعرض مع نظيره الروسي تطورات الأوضاع في مصر ومواصلة خطوات التحول الديموقراطي بها باقرار الدستور، لافتا إلي اهتمام الرئيس محمد مرسي بإجراء التعديلات التي تتفق عليها القوي السياسية حيال المواد محل الخلاف، والتي سيتم طرحها علي مجلس النواب عقب انتخابه للوصول إلي توافق مجتمعي حولها. ولفت وزير الخارجية في هذا الصدد إلي أن الأوضاع في مصر تتجه نحو الهدوء، حيث باتت مختلف الأحزاب تنشغل بالاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو أمر اعتبره الوزير يشكل ظاهرة صحية. وكشف وزير الخارجية عن اتفاقه ونظيره الروسي علي اتخاذ خطوات لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وأنهما اتفقا علي عقد الدورة التاسعة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني خلال النصف الأول من العام المقبل 2013. وأكد عمرو أن المباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف عكست اتفاقا في وجهات النظر حيال الموضوعات التي تم بحثها والتعرض لها ، بخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مشيرا في هذا الصدد الي أن البلدين تربطهما علاقات قديمة وتاريخ كبير من التعاون المشترك والراسخ في المجالات الثقافية والعلمية بجانب المجال السياحي. وأثني وزير الخارجية في هذا الصدد علي حجم السياحة الروسية في مصر معتبرا أنهم يشكلون نسبة كبيرة من حركة السياحة الوافدة من الخارج، لافتا إلي أنه يتوقع أن يشهد العام المقبل أعدادا ضخمة بخاصة أن هذا العام سيشهد الاحتفال بالذكري ال 70 علي تأسيس العلاقات الذي سيشهد فاعليات إضافية مشتركة عديدة. وكان وزير الخارجية قد تعرض خلال مباحثاته المهمة في موسكو للوضع في منطقة الشرق الأوسط وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والوضع في سورية، مؤكدا موقف مصر من هذه القضايا، كما تعرض لقضية إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وبخاصة النووية، فيما توقع أن يكون هناك موقف روسي فاعل في الدعوة إلي عقد مؤتمر دولي لهذا الغرض وفقا لما تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي في 2010. وفي شأن القضية الفلسطينية تعرض وزير الخارجية لموقف مصر ودورها المهم في التوصل إلي الهدنة التي جرت في قطاع غزة ووقف العمليات العدوانية الإسرائيلية ضد القطاع، كما أنها تعمل علي استكمال خطوات المصالحة الفلسطينية. كما أحاط الوزير عمرو المسئولين الروس مجددا بموقفها من سياسة الاستيطان الاسرائيلية التي تري أنها تدمر كل الفرص المواتية لاحلال السلام، مؤكدا وقوفها الكامل ضد بناء المستوطنات. وفي الشأن السوري، أكد الوزير أن الحفاظ علي وحدة وسلامة هذا البلد الشقيق يقتضي إجراء تغييرات في السلطة، مشيرا الي أن من علي رأس القيادة في سوريا لن يكون له مكان في سوريا المستقبل. وقال: إن مصر من خلال اتصالاتها مع كل الأطراف بما فيها المعارضة والدول الصديقة مثل روسيا تعمل علي تحقيق انتقال سلمي للسلطة، معتبرا أن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ علي هذا المجتمع متعدد الأعراق.