ليس هناك أقسى من أن تستيقظ علي صوت القصف لتشاهد ما تبقي من منزلك الذي تحول إلي حطام بفضل ضربات العدو المحتل وتبحث عن أخوتك الذين كانوا بين أحضانك ليلة أمس، وقت أن ذهبت لتغفو بجوارهم فتجدهم جثثًا تناثرت يمينا ويسارا وقطعًا تبعثرت تحت الأنقاض بفضل ضربات العدو المحتل، وتبدأ في الصراخ "حيلتك الوحيدة" مجتهدًا في تجميع قواك ليصل صراخك للعالم والمنظمات وحقوق الإنسان، إلا أن الحزن الذي شق صدرك وفطر قلبك يُضيّق الممر لينحسر صوتك بين الألم والغُصّة فيتحول لأنين قاتل بفضل ضربات العدو المحتل. مصر تحتضن الجرحى والمصابين هرعت مصر لأنين أشقائنا الفلسطينيين الذين يصدون ضربات العدو منذ أكثر من سبعين عامًا ولازالوا صامدين رغم الفقد والتهجير وكعادتها دائما مصر "أم الدينا" لم تتأخر في الوقوف بجانب الأشقاء الفلسطينين الذين يتعرضون لعدوان إرهابي غاشم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وبالتوازي مع التحركات السياسية التى قادتها القاهرة عربيا ودوليا، جاء الدعم الإنساني ليؤكد دور مصر التاريخي في مساندة الشعب الفلسطينى والوقوف بجانبه وهو الموقف المبدئي التاريخي الذي لم يتراجع يوما، فقد اتخذت الحكومة وبتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسي عدة إجراءات للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين الذين يتعرضون للعدوان المتواصل من إسرائيل في مقدمتها فتح معبر رفح أمام المصابين من هذا العدوان لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، فيما تم أيضا تنظيم جسر بري لتقديم المساعدات اللازمة لأهالي غزة وإرسال قوافل طبية وسيارات إسعاف لاستقبال المصابين، كما تم تخصيص 11 مستشفي بسيناء والإسماعيلية والقاهرة لعلاج المصابين، وتخصيص 165 سيارة إسعاف مُجهزة بعناية مركزة ومستلزمات طبية قوة داعمة إسعافية لإجلاء مصابي فلسطين، ووفق ما أعلنته وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد اليوم بالتزامن مع وصول أول دفعة من مصابي غزة مصر دائما لا تخذل أشقاءها يقول جهاد الحرازين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: "أبدًا ما خذلتنا مصر على مر التاريخ ولا تمهلت في مد يد العون حين كنا نحتاج للمساندة كانت الأم التي تفتح ذراعيها لتحتوي برحمه وحنان أبنائها وتضمد قدر المستطاع جراحهم". موقف ثابت علي مر التاريخ وأضاف قائلًا: "مصر تعمل على وقف العدوان ولجمه وهذا موقفها الثابت علي مدار التاريخ أما في محنتنا الحالية فجاء دورها متوافقًا مع تطلعات الشعب الفلسطيني، خاصة الجهود التي تبذل علي مختلف المستويات فأرسلت المعونات علي الفور وفتحت معبر رفح، وأعقبت ذلك بفتح مستشفياتها أمام المصابين والجرحى، وبعثت وفودًا من جيشها الأبيض ليكون علي أتم استعداد للتعامل مع الحالات الحرجة ومحاولة إنقاذها من الموت بكل ما أوتوا من خبرة وعلم إنهم الأطباء المصريين يحاولون جاهدين انتشال أرواحنا من قبضة الموت التي أُحكمت جيدا بفضل ضربات العدو المحتل". تقود مفاوضات لوقف العدوان وقتل الأبرياء يواصل "الحرازين" حديثه فيقول ل"بوابة الأهرام" مصر هي التي تقود مفاوضات مع كافة الأطراف للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وكذلك اتصالات ولقاءات دبلوماسية مع كافة دول وقادة العالم للضغط علي إسرائيل لوقف هذا العدوان. يضيف الدكتور جهاد الحرازين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، لا زال الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني منتهكا كافة الأعراف والمواثيق الدولية من خلال استهدافه للمدنيين العزل والمباني السكنية فوق رؤوس قاطنيها، فهناك أكثر من 200 شهيد وتجاوز أعداد الجرحى المئات وتحطمت أكثر من 1000 شقة سكنية أما الشهداء فنحو 45% منهم أطفال ونساء. إشادة عالمية بالدور المصري ويقول السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن مصر من أوائل الدول التي تحركت بجهود سياسية واتصالات علي مستوي عالٍ وجهود إنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، ما جعل العالم كله يشيد بالدور المصري الذي أوضح جيدًا قدرتها علي التأثير في مجريات الأمور، كما أن هناك ثقة في الدور المصري لكل الأطراف وهذا أمر مهم . وأضاف السفير محمد العرابي في حديثه ل"بوابة الأهرام"، أنه يتوقع وجود نتائج طيبة خلال أيام لافتًا إلي أن مصر دائمًا ما تكون قادرة علي صياغة حل مُرضي، وفي ذات الوقت يوقف التصعيد ويحفظ دماء المدنيين قائلًا: "أعتقد مصر ستكون مؤهلة خلال الأيام القادمة لأن تلعب هي هذا الدور خاصة مع فشل منظمات دولية في إيجاد صيغة يقبلها كل الأطراف في التعامل مع الوضع القادم" وأردف حديثه قائلًا: "يارب تحفظ أم الدنيا". مطالب بتحقيق دولي وفي مجلس النواب أدانت لجنة حقوق الإنسان الأعمال الإجرامية والانتهاكات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين والنساء والشيوخ بالمسجد الأقصى ووصف النائب طارق رضوان رئيس اللجنة في حديثه ل"بوابة الأهرام" هذه الانتهاكات بأنها مخطط لإخلاء قسري للفلسطينيين من منازلهم بما في ذلك حي الشيخ جراح بقلب القدسالشرقية. وأكد رضوان، أن ما يحدث في فلسطين من قتل وتهجير قسري هو جرائم حرب وإرهاب منظم وانتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان معربًا عن أسفه الشديد من صمت وتخاذل المجتمع الدولي وأيضاً منظمات ودكاكين حقوق الإنسان المشبوهة التي لم تتحرك لتدافع عن حقوق الإنسان الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية إذ بدء العدو المحتل في توجيه ضرباته بقطاع غزة ضد الفلسطينيين أثناء شهر رمضان الكريم متمادين في انتهاكاتهم بمحيط المسجد الأقصى. وطالب رئيس لجنة حقوق الإنسان من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جميع الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، محذرا من أن صمت المجتمع الدولي وعدم محاكمة مرتكبي هذه الجرائم الإرهابية والإجرامية سوف يجعل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل أعمالها الإرهابية ضد الفلسطينيين. سمّاها الجميع "أم الدنيا" بينما قال سفير دولة فلسطين بمصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير دياب اللوح، مازال العدوان الإسرائيلي مستمرا ومتصاعدا بشكل وحشي ضد الشعب الفلسطيني في غزة ومدينة القدس والحزام الأخضر، ولازالت تُرتكب في غزة جرائم حرب مكتملة الأركان ومجازر دموية بشعة راح ضحيتها الآلاف، ولازالت تلك المجازر تحصد في الأرواح مستهدفة المدنيين والمباني السكنية والبنية التحتية والمقرات الإعلامية بشكل مُمنهج. ويضيف سفير دولة فلسطين في حديثه ل"بوابة الأهرام" قائلًا: "نحن نقدر ونثمن الدور المصري الريادي والتاريخي بالوقوف إلي جانب الشعب الفلسطيني ومبادرة مصر بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل الفوري والعاجل لوقف هذا العدوان الهمجي كما تدخلت سابقا فهذا ليس بغريب علي بلد سماها الجميع "أم الدنيا".