د. آيات الحداد تكتب قال شارون لصحفي إسرائيلي عام 1982: «إنه لن يكون أفضل من ترومان الذي قتل نصف مليون ياباني بقنبلتين جميلتين، قال: ربما سيكرهني العالم وسيخشاني بدلًا من أن أشتكي إليه، وربما يخاف من ضرباتي الجنونية بدلًا من أن يعجب بروحي الجميلة، وليرتجف مني وليعامل بلدي كبلد مجانين، وليقل: إننا متوحشون، وإننا نمثل خطر الموت لجميع الجيران، وإننا جميعًا غير أسوياء، ونستطيع أن نغرس أزمة فظيعة إذا قتل طفل واحد منا، وأن نفجر بسبب ذلك آبار البترول في جميع الشرق الأوسط»! هذا هو تفكير أعدائنا! هذا هو المذهب الذى يعتمدون عليه! فهناك مفهوم ضيق للإرهاب وهو الذى نراه بأعيننا ونشعر به ونَتلمّسُه عن طريق مشاهدة الانفجارات وحصر عدد القتلى، أما المفهوم الواسع للإرهاب وهو الذى يعتمد عليه أعداؤنا اليوم من إرهاب فكرى ونفسى وإلكتروني. إسرائيل تدور حول هدف واحد وتمتلك العديد من الأسلحة والخطط لتحققه فإذا فشلت الخطة (أ) لجأت للخطة (ب) وهكذا! فهى تدرك ما لا يدركه الكثير أى تدرك عظمة العديد من الدول وخاصة التى ذُكرت فى القرآن، ومن المعلوم أن مصر والقدس والحرم هم من ذكروا فى القرآن وذلك لقدسيتهم ولأهميتهم ولعظمتهم! فقال تعالى: «وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا»، وعندما تمعن فى التفسير أى علوّ الاستكبار، علوّ الظلم، علوّ أن يبنى الإنسان مجده على أنقاض الآخرينK وهذا ما تفعله إسرائيل اليوم! «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا»، الله عز وجل إذا حصل الفساد يقيض لهذا الفساد رادعًا، يقيض علاجًا، والعلاجات أنواع، قد يكون العلاج فى الزلزال، وقد يكون ردعًا كما حصل مع قوم لوط فأرسل إليهم صرخة! قد يكون العلاج والردع فى ذات الوقت فى الطوفان كما حدث مع سيدنا نوح، وقد يكون ردعًا وعقابًا كما حدث مع قوم صالح حينما أرسل إليهم الرياح، وفى المرض الشديد كما حدث مع قوم موسى فأرسل إليهم الطاعون والجراد، وقد يذيق الله عباده بأس بعضهم بعضًا، وهذا أحد أنواع العلاج والردع أيضًا! فهؤلاء بنو إسرائيل بعد أن فسدوا، وطغوا، وعدوا، وتمردوا، وعلوا علوًا كبيرًا، فبعث الله عليهم عبادًا له، فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ، قتلوا من قتلوا، ونهبوا ما نهبوا، وسفكوا الدماء، وانتهكوا الأعراض، فَسُحِق بنو إسرائيل. بعد أن جاءت هذه المصيبة الساحقة وهذا الابتلاء العظيم، وهذا القهر تاب هؤلاء، ورجعوا واستقاموا، الحياة تحوُّل وتغيّر، ولا تستقيم على حال واحدة، أعاد الله لهم ملكهم ومجدهم وغناهم، ورزقهم من الأموال والأولاد ما تقر به العيون. عندما تم إعلان صفقة القرن تساءلت ماذا سيحدث؟! ولكن شعرت بالخوف عندما تذكرت مقولة رئيسة وزراء إسرائيل يوم ارتكب الصهاينة جريمة حرق المسجد الأقصى سنة 1969 قالت: «لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجًا أفواجًا من كل حدب وصوب، لكنى عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة»! ولكن ما لا تعلمه أن الدول العربية تتحد وقت الأزمات والتاريخ يشهد بذلك والحاضر أيضًا فعقب الاعتداء السافر على فلسطين قامت العديد من الدول العربية بتقديم العون لدولة فلسطين. فقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وانتهاكًا لحرمة شهر رمضان المبارك وحقهم فى ممارسة الشعائر الدينية ضاربين بقواعد القانون الدولي عرض الحائط التى تنص على تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسئوليتها لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم. كما أن المساعي الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم فى حى «الشيخ جراح» بالقدس الشرقية تُمثل انتهاكًا لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني واستمرارًا لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين؛ مما ينتج عنه تهديد لأمن واستقرار المنطقة؛ ولكن لم تنس مصر يومًا أن تقدم العون والمساعدة لكل الدول العربية، ومنها دولة فلسطين لرفع الأعباء عن الشعب الفلسطيني؛ فقد أقدمت مصر على فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطينيين؛ وليس هذا بأمر جديد على وطني مصر فقد خاضت 4 حروب للدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا ننسى أن الأمن القومي الفلسطيني جزء لا يتجزأ عن الأمن القومي المصري. عضو مجلس النواب