لواء دكتور محسن الفحام وتمضى أيام الشهر الكريم كما هى عادته بسرعة لم نكن نتمناها ومعها تقترب حلقات مسلسل الاختيار2 من نهايتها... وأنا على يقين أن الملايين من المصريين وأيضاً من غيرهم فى الدول العربية يترقبون أهم وأصعب الحلقات على نفوسنا جميعاً من وجهه نظرى الأمنية بل والاجتماعية لأنها سوف تثير شجون وأحزان مئات العائلات التى سقط لهم شهيد فيها وهى الحلقة الخاصة. "بحادث الواحات الغربية" بمحافظة الجيزة والتى وقعت أحداثها يوم الجمعة الموافق 20 أكتوبر2017 وأسفرت عن استشهاد 16 بطلاً مقاتلاً من ضباط وجنود رجال الشرطة البواسل وإصابة 13 مقاتلا آخر منهم فى حين تم القضاء على 15 إرهابياً تكفيرياً وذلك عندما داهمت مأمورية من رجال الأمن الوطنى والقوات الخاصة مجموعة من العناصر التكفيرية التى كانت مختبئة كالفئران فى صحراء الواحات الغربية ولكنها كانت مسلحة ومدربة على أعمال القتال فى الصحراء وهو الأمر الذى مكنها من مواجهة أبطالنا الشهداء إلى أن تدخلت قواتنا المسلحة وسلاح الطيران وقامت بالقضاء عليهم أثناء محاولتهم الهروب فى الصحراء والقبض على العنصر الوحيد الذى بقى على قيد الحياة وهو الليبى عبد الرحيم المسمارى والذى حكم عليه بالاعدام شنقاً وتم تنفيذ الحكم صباح يوم 27 يونيو2020. ومنذ استشهاد المقدم /محمد مبروك فى نوفمبر2013 وحتى استشهاد أبطالنا البواسل فى أكتوبر2017 من رجال الشرطة فى حادث الواحات حققت الأجهزة الأمنية نجاحات أعتقد أن الشعب المصرى لم يسمع عنها من قبل خاصة تلك المحاولات التى تم إحباطها قبل القيام بها والتى كانت تستهدف اغتيال العديد من الشخصيات السياسية والدينية والأمنية إلى أن تمكن الشعب المصرى بمعاونه قواته المسلحة وتأييد الشرطة المصرية من اسقاطهم والقبض على قياداتهم. كانت المعارك طاحنة بين الخير والشر. بين العطاء والخيانة الى ان انتصر الحق بعدما قدم العديد من رجال الشرطة والجيش أرواحهم لتحقيق هذا النصر. لقد استشهد فى تلك المعارك رجال أقسم بالله كانوا من حفظه القرآن الكريم ويفقهون فى الدين أضعاف أضعاف ما يعرفه هؤلاء التكفيريون والارهابيون، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الشهيد محمد مبروك وأحمد جميل وكريم فرحات وأحمد فايز الذى كان يؤم زملاءه فى الصلاة لكل فرض من الفروض طالما كانوا متواجدين معاً فى مبنى الجهاز...والذى كان يردد دائماً وهو يستجوب ذلك الشباب المغيب الفاقد للوعى الدينى والإنسانى تلك الآية الكريمة رقم 46 من سورة الحج "أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور" صدق الله العظيم....كان يبدى حزنه وتعجبه من هذا التأثير الغريب على عقول بعض من تم القبض عليهم خاصة من حاملى المؤهلات العليا. الآن وقد أوشك هذا المسلسل المتفرد على الانتهاء بكل ما جاء فيه من بطولات وإنجازات وأيضاً شجون وأحزان أرى أن مثل هذه الأعمال الفنية تمثل ضرورة للأجيال القادمة للتأكيد على حقيقة الأفكار الإرهابية المتطرفة وهويتها وسعيها لنشر الخراب والدمار فى الأرض ومن هذا المنطلق لابد من توثيقها مع مثيلتها من الأعمال المماثلة كمسلسل الاختيار1 وفيلم الممر وغيرها من الأعمال الوطنية الجادة لتكون إضافة حقيقية لتاريخ الفن المصري الذى قدم أعمالاً خالدة عن ثورة 1952 وعن انتصارات حرب أكتوبر وعن تاريخ نضال الشعب المصرى ضد الاستعمار والاستبداد وأيضاً عن بعض البطولات الفردية التى قام بها بعض المصريين الشرفاء مثل مسلسل رأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة...وأرجو ألا تتوقف تلك الأعمال على هذه البطولات فقط بل تستمر لتؤكد لشباب اليوم أن الأمن والأمان الذى نعيش فيه جاء نتيجة تلك الدماء الطاهرة التى قدمها رجال القوات المسلحة والشرطة على مدار مواجهتهم لمعارك الإرهاب التى تنتظر أى فرصة لتحاول معاودة خيانتهم وعمالتهم ضد الوطن. لابد أن نستثمر نسب المشاهدة التى جذبت ملايين المشاهدين لمتابعة حلقات هذا المسلسل لنعاود عرض البطولات المماثلة لأبطال آخرين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وايضاً ادعو وسائل الإعلام والهيئات المعنية باستضافة القائمين على هذا العمل الفنى المتميز وايضاً إذا أمكن دعوة القيادات الأمنية التى كان لها دور فى التخطيط لمواجهة الإرهاب وانتهت خدمتها بعد الوفاء بالعطاء لعقد ندوات فى الجامعات والمدارس والكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة للاستفادة من خبراتهم الحقيقية التى كان لها الأثر الأكبر فى القضاء على الإرهاب واستعادة أمن وأمان الوطن والمواطن....وكل عام ومصرنا الغالية بخير وسلام. وتحيا مصر....