فيما بدا عزوفا عن أخذ اللقاح من المصريين، إذ أن عدد من سجلوا للحصول على اللقاح وفق وزارة الصحة لم يتجاوز 400 ألف مواطن، وهو رقم ضئيل مقارنة بعدد السكان أو بالفئات المستهدفة في المراحل الأولى للقاح، وربما تكون هذه النسبة هي السائدة في عدد كبير من الدول لعدة اعتبارات في مقدمتها مخاوف البعض من الآثار الجانبية للقاح، والتى غالبا ما تكون غير حقيقية وفق منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية، التى أكدت مرارا أن اللقاحات التى تحصل عليها مصر آمنة مائة بالمائة.. ومن هنا يأتي السؤال : هل يتم إلزام المواطنين باللقاح؟ فقد بدأت بعض الدول التفكير في مسألة الإلزام والبعض الأخر يدرس تحفيز الأفراد للحصول على اللقاح لكن تبقى القضية مفتوحة، لكنها تحتاج تحركات مكثفة من أجهزة الدولة ومؤسساتها لإقناع الشعب بالحصول على اللقاح باعتباره حماية للوطن وليست قضية فردية خاضعة للإختيار. بداية فإن تردد المصريين في إقبالهم علي لقاح كورونا مرجعه، أسباب ثقافية وأخرى صحية وثالثة نفسية، إذا يقف المواطن حائرا أمام خلفية كل لقاح ومكان صنعه، وهناك من يتساءل عن الأعراض الجانبية وهناك من يفتش عن نتائج التجارب التي أجريت حوله، باحثًا عن الأمان التام قبل الإقبال علي هذه الخطوة أو الدفع بأحد أقاربه والمؤكد أنه ليس هناك من يرفض لمجرد الرفض تناول اللقاح، فالجميع يريدون الحفاظ علي حياتهم وحياة ذويهم، إلا أن إقبالهم علي التطعيم يجعلهم حائرين كما هو الحال لدي الشعوب الأخرى ما جعل بعض الدول تلجأ لسياسات الإلزام، معتبرة أن رفاهية اختيار تناول اللقاح تهدد بخسائر في الأرواح .. فهل يصبح التطعيم إلزامًيا في مصر ؟ من الناحية الشرعية يتعلق جعل اللقاحات إلزاميًا بحياة الناس، يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية إنه إذا رأت المؤسسات ذات العلاقة وهي وزارة الصحة وجوب أخذ اللقاحات سار ذلك من الواجبات التي لا عذر في تركها، لأن المحافظة علي النفس الآدمية من المصالح الضرورية مستندًا في ذلك إلي قول الله تعالي :" ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما "وقوله تعالي :"ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة" وعلي ضوء ذلك يحرم الاستهانة أو التقاعس عن أخذ اللقاحات والتطعيمات في ظل انتشار الجائحة . ويوضح أستاذ الشريعة الإسلامية في حديثه ل"بوابة الأهرام" أنه من المقرر شرعًا أن ما أدي إلي الواجب فهو واجب وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله عز وجل وقد حضت الشريعة الإسلامية علي طاعة ولي الأمر ومن يفوضه من مؤسسات وأجهزة ذات علاقة، لأن تصرفات ولي الأمر منوطه بالمصلحة ليصبح بذلك إلزام المصريين بتناول لقاحات كورونا في دائرة وزارة الصحة . استشاري أمراض المناعة والحساسية ومن الناحية الطبية يقول الدكتور أمجد الحداد استشاري أمراض المناعة والحساسية بالرغم من انتشار الجائحة وسقوط خسائر في الأرواح، جراءها إلا أنه لا يمكن جعل اللقاحات إلزامية لأن جميعها حصلت علي موافقة الطوارئ فقط وبالتالي لم تستوف تجاربها الكاملة . ويشير إلي أن اللقاحات التي استوفت كافة التجارب المطلوبة فيقول يمكن لهذه اللقاحات أن تلزم الدولة المواطنين بتناولها كما هو الحال مع لقاحات أخري مثل شلل الأطفال والحصبة:" هذه اللقاحات أصبحت إلزامية بعد مرورها بكافة التجارب المطلوبة لإقرارها وجعل استخدامها آمنًا ويمكن فعل ذلك مع لقاحات كورونا ولكن بعد أن تستوفي كافة التجارب المطلوبة". ويؤكد استشاري أمراض المناعة أن تناول لقاحات كورونا يجب أن يظل اختياريا للمواطنين إلي حين استكمال اللقاحات تجاربها المقررة، لكنه أشار إلي لقاحات "سينوفارم" و"استرازينيكا" كلقاحات آمنة حيث اعتمدت في تصنيعها علي الطرق التقليدية التي صنعت بها لقاحات شلل الأطفال والحصبة وغيرها ولم تعتمد علي الطرق الحديثة التي تتطلب مزيدا من الوقت والتجارب حتي تصبح آمنة تمامًا في استخدامها، مؤكدا أنه قام بالتسجيل عبر موقع وزارة الصحة والسكان وينتظر موعد الذهاب لتلقي اللقاح :" سجلت ليا ولوالدتي لأن طريقة تصنيعها مطمئنة بالنسبة لي " مؤكدًا أن تناول اللقاحات رغم كونه ضروريًا للحد من انتشار الجائحة إلا أنه ينبغي أن يكون اختياريًا فترة كافية . أستاذ الصحة العامة ويقول الدكتور شريف حته أستاذ الصحة العامة أن إلزام المواطنين بلقاحات كورونا يتطلب مرور عام علي الأقل وذلك للتأكد من فاعليتها بالنسبة لمن تناولوها . ويوضح أن اللقاحات حصلت علي تصريح الطوارئ للاستخدام وذلك بسبب انتشار الجائحة ولكن في نفس الوقت هذا التصريح ليس نهائيا بالنسبة للمجتمعات، فلو كانت اللقاحات خضعت لتجارب قبل هذا التصريح فهي تظل بحاجة إلي تجارب أخيرة علي متناوليها في مختلف المجتمعات وهذا الأمر يتطلب عامًا لمتابعته ورصده ومن ثم الخروج بنتائج نهائية . وقال أستاذ الصحة العامة، إن من تلقوا اللقاحات في مصر إلي الآن لم يعانوا من أية أعراض جانبية و"الحمد لله" ولكن هذا ليس كافيًا لجعل اللقاحات إلزامية في مصر وعلينا الانتظار لمدة عام . ودعا الطبيب إلي ضرورة ممارسة الرياضة ولو بمجرد المشي لمدة نصف ساعة يوميًا حيث يساعد ذلك علي تحفيز عمل الجهاز المناعي كما دعا إلي تناول المأكولات التي تحتوي علي فيتامين سي، مؤكدًا أن من يفعل ذلك قد لا يصبح في حاجة ضرورية إلي تلقي اللقاح أما بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة فينصح بتناولهم اللقاح مع ضرورة أن يكون الأمر اختياريًا للمواطن . سينوفارم بالنسبة للقاح سينوفارم الصيني فقد شاركت مصر في التجارب السريرية عليه من خلال 3 آلاف متطوع من ضمنهم وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد وتم تطعيم الأطقم الطبية به في كافة مستشفيات وزارة الصحة وكذلك القوات المسلحة والمستشفيات الجامعية عبارة عن جرعتين يفصل بينها 21 يوما وحاليا يتم تطعيم أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن به. أسترازينيكا وبالنسبة للقاح " أسترازينيكا " تستعد وزارة الصحة والسكان وفقا لتصريحات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان لاستقبال شحنة منه ويختلف هذا اللقاح عن لقاح "سينوفارم الصيني" فهو عبارة عن جرعتين يفصل بينهما 3 شهور ولم تجر التجارب السريرية علي كبار السن عليه لذلك لم يحصلوا علي اللقاح منه. وأكد الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة أن هذه اللقاحات آمنة وفعالة بدرجة كبيرة، قائلًا : أي لقاح سيدخل مصر سيكون آمنا.. واختيار اللقاح كان بشرط الأمان والفعالية".