أنت تلاحظ التجاوز في حدة التعصب الكروي في مصر وخاصة بين مشجعي الأهلي والزمالك. هناك أطراف مسئولة عن تلك الحالة الساخنة غير المسبوقة فى تاريخ الكرة بالبلاد.اسأل عن الفضائيات ببرامجها الرياضية الممتدة حتى آذان الفجر،تجد فيها كل ما يتجاوز الرسالة الإعلامية المحايدة المسئولة عن تشكيل الوعى وبث الروح الرياضية. واسأل عن من لم يجد له وظيفة فتسلل خلسة إلى الإعلام الرياضى يبث من خلاله تعصبا مقيتا واصطفافا كريها خلف ناد يشجعه ولتذهب مبادئ الرسالة الإعلامية إلى الجحيم. واسأل عن لجان إليكترونية يتم توجيهها بالمال والمصالح نحو صدر الخصوم، ولا مانع من ارتكاب جرائم الاغتيال المعنوى ضد المختلفين بالرأى دون التخلى عن المهمة الأساسية فى إذكاء نيران التعصب بين الجماهير. اسأل عن من يستخدم المنصات الإعلامية لتصفية الحسابات مع ناد طرده وهو لاعب أو منظومة إعلامية منافسة سبق وأن تخلت عن خدماته، واسأل عن من باع نفسه ل (الترند) على السوشيال ميديا حيث يخلع البعض حياءه خارج الأستوديو، ويلقى بالبهارات بلا حساب على الخبر سعيا نحو الحصول على المزيد من المشاهدات التى تتم ترجمتها لعوائد يتخم بها جيبه. كل هؤلاء مسئولون عن حالة تنمر متبادلة بين جماهير الكرة وعلى الأخص بين مشجعى الأهلى والزمالك، حالة بلغت حد تشجيع الفرق الخارجية عندما تلعب مع الخصم، الأهلى أو الزمالك، ولا أنفى أننى أنساق فى بعض الأحيان وراء حالة تعصب وقتية بفعل الاستفزاز والخروج المتجاوز لحدود التشجيع المسموح بها من جانب مشجعى النادى المنافس! لم يعد أحد يبحث عن إصلاح منظومة الرياضة ولا عن البحث عن أدوات مبتكرة فى إدارة الكرة وفنياتها سعيا نحو منافسة حقيقية فى البطولات تتجاوز القالب الجامد الذى لم نعد نطيقه (التمثيل المشرف)، فقد تحولت ساحة كرة القدم إلى مذبح كبير للخصوم، لاعبين ومشجعين،فمشجعو بعض الأندية الكبيرة يريدون الاستحواذ على صك البطولات بحق أو بغيره، ولا يطيقون تعرض فريقهم للمساءلة عند ارتكاب أخطاء بالملعب، والبعض الآخر من المشجعين يترك نفسه نهبا لاعتقاد زائف أنه ضحية مؤامرة كبرى لإقصاء فريقه عن منصات التتويج! ولتسأل نفسك أنت..هل تعصبت يوما بلا منطق لفريقك المفضل؟