«قلنا هنبنى وآدينا بنينا السد العالي.. يا استعمار بنيناه بايدينا السد العالي».. كلمات خطها قلم المبدع أحمد شفيق جلال لتروي «حكاية شعب» غناها العندليب عبد الحليم حافظ لتجسد بطولة لا ينساها التاريخ لفراعين أصروا على البناء والتعمير لتعيد للإذهان ملحمة قادها المصريون في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فور إعلانه قرار البدء في بناء السد العالي في تلك الحقبة. تحتفل محافظة أسوان اليوم السبت بالذكرى ال«60» لوضع حجر الأساس لبناء السد العالي في عام 1971، الذي يعد من أعظم المشروعات الهندسية في القرن العشرين، تزامنا مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي. وأنشئ السد العالي وحصن مصر المائي، في عهد جمال عبد الناصر وقد ساعد السوفييت في بنائه، حيث ساهم السد كثيراً بالتحكم في تدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل، كما استخدم في توليد الكهرباء، حيث يبلغ طول السد 3600 متر، وعرض القاعدة 980 مترا، وعرض القمة 40 مترا، والارتفاع 111 مترًا، وتبلغ السعة التخزينية 162 مليار متر مكعب من المياه. وبعبقرية لا نظير لها، تم بناء السد العالي كسد ركامي، من كتل الجرانيت، وليس سدًا خرسانيًا من الأسمنت كما هو المتعادف عليه، ما يمنحه عمرًا أطول، وقدرة على مواجهة عوامل الخطورة بشكل أكبر. وتأتي ذكرى بناء السد في كل عام لتذكر القاصي والدان، بأن هذا المشروع العظيم الذي ظل حلم صعب المنال، شاهدا حقيقيا على قدرة الشعب المصري على اجتياز الصعاب، حين روت أحجاره وصخوره تضحيات المصريين بالدماء والنفس من أجله، في ملحمة أبهرت العالم. يعد مشروع السد العالي مشروعا قوميا بمعنى الكلمة، ولكنه كان يفوق إمكانيات مصر في التمويل والقدرة التكنولوجية،حيث تم ستخدام 43 مليون متر مكعب من الصخور والرمال، في البناء. شاركت في بناء السد، 3 جهات: الهيئة العامة لبناء السد العالي، وشركة مصر لأعمال الأسمنت المسلح، وشركة المقاولون العرب (عثمان أحمد عثمان)، بمعاونة خبراء ومهندسين وفنيين من الاتحاد السوفيتي مع المهندسين المصريين إلى جانب مساهمة القوات المسلحة في دعم الإمدادات الطبية والمعدات والتموين، وكذلك وزارة النقل التي قامت بإنشاء خط سكة حديد لنقل العمال والمعدات إلى الموقع، كما تولت شركات المقاولات إنشاء المقار السكنية للعاملين والمرافق. يقول بناة السد العالي ممن بقوا قيد الحياة، أنهم كانوا وما يزالون يشعرون أن أنه كان حلما خاصا وهدفا حقيقيا، لذلك تجاوزوا الآلام التي واجهتهم أثناء العمل من أجل تحقيق حلم الشعب في إنشاء سد يحميه من مخاطر الفيضانات المدمرة ويكفيهم شر الجفاف في السنوات العجاف. وأضافوا أنهم كانوا يشعرون بحماس شديد منذ بداية المرحلة الأولى التي تم فيها التجهيز للقناتين الأمامية والخلفية، إلى أن تم تحويل مجرى النيل في مايو 1964، وهي الفترة التي تم فيها التعامل مع جسم السد الرئيسي وغلق المجرى القديم للنيل. ومن جانبه يؤكد أشرف عطية محافظ أسوان بأنه مع مطلع عام 2021 يتواكب العيد القومي للمحافظة والذي يوافق 15 يناير حيث إنه في ظل تنفيذ توجيهات القيادة السياسية ورئاسة مجلس الوزراء بإتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، فقد قررنا إلغاء أي مظاهر للاحتفالات قد تتسبب في حدوث تجمعات وتزاحم. وأوضح المحافظ بأن فاعليات الاحتفال ستكون مقتصرة فقط على إيقاد الشعلة بالسد العالي بمناسبة اليوبيل الذهبي ومرور 50 عامًا على افتتاح السد العالي في عام 1971 ثم سيتم وضع أكليل الزهور على النصب التذكاري في وسط حديقة درة النيل. وكشف محافظ أسوان بأن العيد القومي سيكون على مدار شهر يناير وسيشهد افتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية منها على سبيل المثال لا الحصر، في مجال التطوير والتجميل (مشروع وتطوير واجهة مدينة أسوان)، مضيفاً بأن من ضمن المشروعات التي سيتم افتتاحها الوحدات الصحية التي تمت إعادة إحلالها وتجديدها ضمن مشروع التأمين الصحي الشامل حيث تم الانتهاء من 50 % بواقع 55 وحدة صحية، بالإضافة إلى محطات كهرباء ومياه وصرف صحي ومباني لمدارس ووحدات تضامن اجتماعي ومكاتب بريد، فضلاً عن محور وكوبري كلابشة بتكلفة تصل لأكثر من مليار جنيه. أسوان تحتفل بمرور خمسون عاما على بناء السد العالي أسوان تحتفل بمرور خمسون عاما على بناء السد العالي أسوان تحتفل بمرور خمسون عاما على بناء السد العالي