كتابة الرؤساء الأمريكيين مذكراتهم بعد مغادرة البيت الأبيض كانت سمة أساسية للحياة الأمريكية فى القرن العشرين. وتعد مذكرات الرئيس هارى ترومان بمثابة التدشين الرسمى لهذا النشاط. فبعد مغادرة المنصب الأهم على مستوى العالم، يحرص من شغلوه أن يدونونا إرثهم ويكشفونا عن بعض الخفايا والآراء الشخصية التى لم يكن ممكنا لهم الحديث عنها أثناء تقلد المنصب، ناهيك عن الأرباح المالية. لكن يبدو أن الرئيس دونالد ترامب يمثل حالة استثنائية فى كل شيء. فقد نشرت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية تقريرا تحذر فيه دور النشر من الانسياق وراء الأرباح المذهلة المتوقعة لنشر مذكرات- محتملة- لترامب، حتى لا تتضرر سمعتهم. وأكدت أن أى مذكرات له لن تكون سوى «فرصة لإضفاء الشكل الرسمى على إهاناته وأكاذيبه». ونبهت إلى أن مثل هذه الخطوة ستواجه «معارضة شعبية هائلة»، حسب وصف الشبكة. وذكر التقرير دور النشر بالدور الذى يجب عليهم القيام به فى سبيل الدفاع عن «الديمقراطية الليبرالية». وأضافت ال«سى إن إن» أن دور النشر الأمريكية قد عجلت من تآكل الديمقراطية فى الولاياتالمتحدة بالفعل، عندما توسعت فى نشر الفكر المحافظ وبخاصة خلال العقد الأول من القرن الحالي. وأكدت أن نهاية حكم ترامب تعجل من يوم الحساب للدور التى لم تتخذ موقفا بعد من مسألة الترويج للأفكار «غير الليبرالية» والجهات «الاستبدادية».