ترجمة أمل خليفة: نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا، تناول تهكم الملياردير الأمريكي "جورج سوروس" على الرئيس "ترامب" جاء فيه أنه كان من المفترض أن يكون أهم خبر فى ملتقي "دافوس" هو وصول "دونالد ترامب". وفقا لما جاء فى التقارير الواردة من منتجع التزلج السويسري، والذي كان من ضمن مراسمه إغلاق جزء كبير من البلدة استعدادا لهبوط طائرته. حيث شرع الرئيس الأمريكي بمجرد هبوطه فى عقد الاجتماعات الثنائية مع تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا ثم مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. وكما هو متوقع، انتشرت الأخبار سريعا حول توجيه "ترامب" الإهانات للقادة الفلسطينيين دون وجه حق، وهدد بحجب المساعدات المالية الأمريكية. ولكن فى مساء نفس اليوم وقع "ترامب" فى مأزق من قبل ملياردير مانهاتن "جورج سوروس" أثناء إقامة "ترامب" مأدبة عشاء لمختلف قادة رجال الأعمال. حيث تحدث سوروس عن التهديدات المختلفة التي تواجه الديمقراطيات الغربية بما فيها إدارة ترامب!. وأضافت الصحيفة، ان سوروس الذي صنع ثروته كمضارب فى البورصة لعقود ماضية، الآن يدافع عن قيم الديمقراطية والتعددية والحقوق الفردية فى جميع انحاء العالم، من خلال دعم المؤسسات الاجتماعية الخيرية، حيث تبرع فى السنوات القليلة الماضية بما فى ذلك مؤسسته التى تبرع لها ب18 مليار دولار. إن الرئيس "ترامب" يرغب فى تأسيس دولة المافيا ولكنه لن يستطيع ذلك،لأن الدستور والمؤسسات الأخري والمجتمع المدني النابض بالحياة لن يسمحوا بذلك. وقال سوروس، أن الولاياتالمتحدة تحت إدارة ترامب قد مهدت الطريق لنشوب حرب نووية، بسبب رفضها قبول أن كوريا الشمالية أصبحت قوة نووية. وأكد سوروس، إن هذا الرفض قد خلق حافزا لكوريا الشمالية" لتطوير قدراتها النووية بأقصي سرعة ممكنة" الأمر الذي قد يدفع الولاياتالمتحدة إلى استخدام تفوقها النووي بشكل وقائي" والشروع فى حرب نووية. وأضاف، أنه لا يوجد حل سوي التوصل إلى إتفاق مع كوريا الشمالية كقوة نووية. وذكرت الصحيفة، أن انتقادات سوروس القاسية لترامب لم تكن مفاجئة، فخلال دورة الانتخابات الرئاسية الامريكية فى 2016، تبرعت إدارة صندوق سوروس بحوالي 25 مليون دولار لحملة "هيلاري كلينتون"وفقا لما ذكره المتحدث باسم حملة هيلاري. وبعد فوز ترامب الذي أطلق عليه "سوروس" لقب "الديكتاتور المحتمل".. توقع له الفشل فى إدارته للولايات المتحدة. انهيار الديمقراطية وأضاف سوروس فى دافوس قائلا: ان الرئيس استطاع فى نفس الوقت ان يخلق مقابل كل مؤيد اساسي عددا كبيرا من المعارضين. من الذين لديهم دوافع قوية للمعارضة.وهذا هو السبب فى انني اتوقع انهيارا ديمقراطيا فى عام 2018. ولم يكن من المتوقع أن يتمادي سوروس فى تصريحاته إلى الحد الذي يعترف فيه بمخاطر تغير المناخ، وأن يلفت الانتباه إلى مشكلة عالمية أخري وهي صعود شركات التكنولوجيا العملاقة وسلوكها الاحتكاري مثل جوجل وفيس بوك.حيث رجح سوروس أن يكون لها تهديد خطير سيدوم فترة اطول من خطورة إدارة ترامب!!.. وأكد أن هذه الشركات الضخمة أصبحت تهيمن على شبكة الإنترنت حيث تسببت فى مجموعة متنوعة من المشكلات بدأنا الآن فقط ندركها. وتطرق إلى ما قاله "روبرت مردوخ" الذي أستطاع تحديد أحد مشاكل الإنترنت وهي فشل عمالقة التكنولوجيا فى تحصيل ثمن المحتوي الموجود فى برامجهم،قائلا: هم يدعون انهم مجرد موزعين للمعلومات، ولكن كونهم موزعين شبه احتكاريين يجعل منهم مرافق عامة. ويجب أن يخضعوا إلى لوائح أكثر صرامة، تهدف إلى الحفاظ على المنافسة والابتكار والنفاذ الشامل والمفتوح للجميع. حرية العقل ومن الناحية الأقتصادية، أشار سوروس، إلى أن عمالقة التكنولوجيا يحققون أرباحا مفرطة ويخنقون الأبتكار. كما أن سلوكهم يسبب مشاكل اجتماعية وسياسية كبيرة. واستطرد قائلا: إن شركات الإعلام الاجتماعي تعمل عمدا على أدمان المتلقي للخدمات التي تقدمها،والتي من الممكن ان تكون ضارة جدا لا سيما بالنسبة للمراهقين وبهذا تتشابه شركات التكنولوجيا مع كازينوهات القمار التي قامت بتطوير تقنيات لربط المقامرين بنقطة معينة، تجعلهم يستمروا فى المقامرة بأموالهم وأموال غيرهم. فالأمر لا يقتصر على الادمان أو الإلهاء بل أن شركات وسائل الإعلام الاجتماعية تحث الناس على التخلي عن استقلاليتهم. وهذا يتطلب جهدا حقيقيا للتأكيد والدفاع عن ما أسماه "جورج ستيوارت ميل"حرية العقل، فهناك احتمال كبير أن يجد الناس الذين يكبرون فى العصر الرقمي صعوبة فى استعادة حرية عقولهم! وقد يكون لذلك عواقب سياسية بعيدة المدي. فالأشخاص الذين ليس لديهم حرية ذهنية يمكن التلاعب بهم بسهولة. وأكد سوروس، أن هذا النوع من التلاعب قد لعب بالفعل دورا مهمًا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى عام 2016. وهناك احتمال أكثر إزعاجا يلوح فى الأفق، حيث يمكن أن يكون هناك تحالف بين الدول الاستبدادية الكبيرة والغنية التي تحتكر البيانات والمعلومات والتي من شأنها أن تجمع بين النظم الوليدة لمراقبة الشركات مع نظام تم تطويره بالفعل من المراقبة التي ترعاها الدولة. وهذا قد يؤدي إلى شبكة من السيطرة الاستبدادية التي لا يمكن حتي لألدوس هكسلي أو جورج اوريل ان يتصوره. وتوقع سوروس، ان تكون روسيا والصين من أوائل الدول التي يحتمل أن تحدت فيها مثل هذه الزيجات غير المقدسة، حيث إن شركات التكنولوجيا الصينية تتساوي تماما مع شركات التكنولوجيا التي تمتلكها الولاياتالمتحدة، وهي تتمتع بالدعم والحماية الكاملين من نظام "شي جين بينغ" وأضاف سوروس قائلا: هناك احتمال آخر مثير للقلق وهو أن شركات التكنولوجيا الأمريكية ستضر بنفسها إذا حاولت الوصول إلى هذه الأسواق الشاسعة والسريعة النمو. رغم أن القادة الديكتاتوريون قد يكونون سعداء جدا بالتعاون مع الشركات الامريكية، لانهم يريدون تحسين اساليبهم للسيطرة على سكانهم، وتوسيع قوتهم ونفوذهم فى الولاياتالمتحدة وبقية العالم.