"أنت مطرود".. جملة اشتهر بها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، قبل توليه منصب الرئاسة، وكان يكررها خلال حملته الانتخابية قائلًا إنه سيطرد جميع من يسرقون الوظائف من الأمريكيين، لكن لم يكن أحد يتخيل أن ينفذ ترامب المعنى الحرفي للكلمة بعد سيطرته على عرش البيت الأبيض. وففقًا لبيانات لمعهد "بروكينجز"، فإن ترامب أقال خلال فترة ولايته 12 وزيرًا، فيما بلغت نسبة معدل التغييرات التي تم إجراؤها بين الموظفين داخل البيت الأبيض 91% - وهو رقم غير مسبوق مقارنة مع أسلافه - كما تولى منصب مدير اتصالات البيت الأبيض 7 أشخاص، وكل ذلك في خلال 4 سنوات فقط، وفقًا لما أوردته شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية. كان آخر ضحايا ترامب في مجزرة الإقالات تلك، وزير العدل الأمريكي، ويليام بار، الذي قدم استقالته يوم الاثنين الماضي، لينضم إلى قائمة الوزراء الآخرين الذين إما استقالوا أو طُردوا من مناصبهم، بسبب معارضتهم للرئيس أو رفضهم تنفيذ رغباته. وبلغت تلك التغييرات التي طرأت في إدارة ترامب مستوى كبيرا في أول ولاية له مقارنة بأسلافه السابقين، باراك أوباما، وجورج بوش الابن، الذين غادر من إدارتهم أشخاص قليلة في أول ولاية لهم. وما هو ملفت للنظر فعلًا هم الأشخاص الذين استمروا في العمل طوال فترة حكم ترامب، 6 وزراء فقط أبدوا جاهزيتهم للاستمرار من بداية تولي ترامب السلطة حتى النهاية. هؤلاء الوزراء الستة هم من تمكنوا من النجاة من جملة "أنت مطرود"، لكن هؤلاء ليس لديهم سوى القليل من القواسم المشتركة، فبعضهم كان من المحاربين القدامى، والبعض الآخر سياسيين مبتدئين، وقليل منهم ممن أنجز الكثير في منصبه ولعبوا أدوارًا رئيسية في قضايا مهمة، بينما اختفى الآخرون عن الخلفية وهؤلاء الوزراء هم: ستيفن مونشين - وزير الخزانة الأمريكي يعتبر الشخص الذي يتقلد منصب وزير الخزانة حليفًا سياسيًا وثيقًا للرئيس، كما يقع مقر وزارة الخزانة بجوار البيت الأبيض. وانضم مونشين الذي يعتبر متخصصًا مخضرمًا في بنك جولدمان ساكس، إلى مؤيدي ترامب في حملته عام 2016 كرئيس للشئون المالية في الحملة وتمت مكافأته بتعيينه وزيرًا للخزانة. وتقول شبكة "سي.إن.إن" إن مونشين لم ينحرف عن مسلكه في وزارة الخزانة وأقام علاقات استراتيجية مع زملائه الآخرين بمن فيهم، وزير الخارجية مايك بومبيو، وهو الوزير المفضل لترامب. وظل مونشين في كثير من الأحيان بعيدًا عن التصادم العلني مع ترامب، إلا أنه سخر منه في إحدى المرات، بعد أن أوصى ترامب بتعيين جيروم باول رئيسًا للمجلس الاحتياطي الفيدرالي. سوني بيرديو - وزير الزراعة جاء بيرديو إلى إدارة ترامب كرجل دولة كبير السن يعمل مع رئيس مغرور، وكان أول حاكم جمهوري لولاية جورجيا منذ إعادة الإعمار، وكان أيضًا عضوًا بمجلس الشيوخ ممثلًا عن الولاية، وعمل كطبيب بيطري قبل التحاقه بالعمل السياسي ويمتلك شركة نقل زراعية. ولم تكن الزراعة موجودة على جدول أعمال بيرديو، حيث لعب الوزير كبير السن دوره من وراء الكواليس، فبعد يوم واحد فقط من أداء اليمين الدستورية في أبريل 2017 توجه إلى البيت الأبيض، ليحث ترامب على التراجع عن تعهده بسحب البلاد من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية. وقال ترامب بنفسه لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية آنذاك، إن بيرديو حذره من ذلك، ولكنه سرعان ما اكتشف بسرعة كيفية التحدث بلغة معينة إلى الرئيس. ويلبر روس - وزير التجارة تميز روس بأنه كان من أكثر المدافعين في الإدارة الأمريكية عن سياسات ترامب التجارية، حيث تحالف روس مع كبير المستشارين التجاريين في البيت الأبيض، بيتر نافارو، والممثل التجاري الأمريكي، روبرت لايتهايزر، وفازوا بمعركتهم الداخلية في المكتب البيضاوي أمام مستشاري ترامب للتجارة الحرة، والذي كان من بينهم، جاري كوهين، الذي استقال من منصبه في مارس 2018. ونفذ روس عددًا من الإجراءات الحمائية وفرض التعريفات الجمركية دون تحفظ، وكان روس هو من أوصى ترامب باستخدام سلطته بذريعة الأمن القومي لفرض تعريفات على الصلب والألومنيوم القادم من الصين، وكذلك على الصلب والألمونيوم القادم من حلفاء واشنطن في أمريكا الشمالية وأوروبا. بين كارسون - وزير الإسكان والتنمية الحضرية قرر ترامب ضم اثنين من منافسيه الرئيسيين في الحزب الجمهوري عام 2016 إلى إدارته، وهم حاكم تكساس السابق، ريك بيري، كوزير للطاقة، وجراح الأعصاب الشهير، الدكتور بين كارسون، كوزير للإسكان والتنمية الحضرية. وكان كارسون مبتدئًا بشكل كامل في عالم السياسة، فتحت قيادة كارسون واجهت وزارته سلسلة من الفضائح، وتم اتهامه بمحاولة تدمير الإسكان الميسور التكلفة خلال السنوات الأربع التي قضاها في الحكومة. إيلين تشاو - وزيرة النقل على عكس الرئيس المغرور، فإن وزيرة النقل، إيلين تشاو، كنت الوزيرة الوحيدة المخضرمة في إدارة ترامب، حيث شغلت تشاو منصب وزيرة العمل في عهد جورج بوش الابن، وشغلت مناصب سياسية في الإدارات الجمهورية السابقة. وتشاو أيضًا زوجة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل. بيتسي ديفوس -وزيرة التعليم تعتبر ديفوس متبرعة رئيسية للحزب الجمهوري، وهي من عائلة ثرية في ميشيجان، وشغلت منصب وزيرة التعليم في عهد ترامب، وأدت فترة ولايتها إرضاء للمحافظين إلى حد كبير فيما يخص سياسة التعليم، بينما تسببت في إحباط لدى الليبراليين والمدافعين عن المزيد من التنظيم والرقابة الفيدرالية. واستثنى تقرير "سي.إن.إن" وزير الخارجية مايك بومبيو، لأنه لم يكن ضمن إدارة الرئيس منذ البداية، حيث شغل الوزير ريكس تيلرسون، المنصب قبل أن يقيله ترامب ويعين مكانه بومبيو، والذي أصبح لاحقًا الوزير المفضل لدى ترامب.