أوضح المحلل الاقتصادي محمد عمر أن الصين أصبحت تدرك تمامًا حجم قوتها الاقتصادية ومكوناتها الأساسية ومدى سيطرتها على الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن هذا الوعي المتزايد هو ما يدفع واشنطن إلى محاولة بناء تحالفات خارجية بعيدًا عن الصين، بالتوازي مع مسار التفاوض القائم بينهما. وتابع عمر، خلال مداخلة هاتفية على فضائية إكسترا نيوز، أن "بكين تعي تمامًا قوتها، وأن اليد العليا في الاتفاقيات مع الولاياتالمتحدة أصبحت تميل لصالحها". وشدد على ضرورة توصل الدولتين إلى نقاط التقاء مشتركة لتجنب حدوث اضطرابات في الأسواق الأمريكية والعالمية على حد سواء، محذرًا من أن الصين تمتلك القدرة على توجيه بوصلة التجارة والاستثمار بعيدًا عن أمريكا نحو الأسواق الأفريقية والعربية والآسيوية على نطاق واسع. وأكد المحلل الاقتصادي أن "واشنطن اتجهت حاليًا نحو تبني مسار تفاوضي مع بعض الدول بهدف تحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد من خلال بناء تحالفات جديدة"، مستشهداً بتحالف "حارس الأزهار" بين بريطانيا والهند كمثال على هذه التوجهات. ولفت إلى أنه "كان من المتوقع أن يكون هدف التصعيد الأمريكي في نهاية المطاف هو الوصول إلى اتفاق مع الصين"، وهو النهج الذي تبنته إدارة ترامب سابقًا من خلال رفع سقف الرسوم الجمركية على البضائع الصينية تحديدًا، نظرًا للدور المحوري للصين في التأثير سلبًا على الاقتصاد الأمريكي.