د. وحيد عبدالمجيد اجتهادات يُغامر الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن باختيار مرشحين لمناصب رئيسية لا يحظون بتوافق كاف فى داخل الحزب الديمقراطى. يعرف بايدن بالضرورة أن تحقيق توازن بين جناحى حزبه مهم فى الوقت الذى تواجهه تحديات كبرى، وليس فى مصلحته أن يضيف إليها تحديًا من داخل هذا الحزب، على النحو الذى نوقش فى الاجتهاد المنشور فى 12 ديسمبر الحالى. ورغم ذلك، رشح نيرا تاندين لمنصب مدير مكتب الإدارة والميزانية فى البيت الأبيض، رغم انحيازاتها السياسية والفكرية الواضحة التى تضعها فى تناقض مع قسم أساسى فى أوساط التقدميين فى الحزب الديمقراطى، خاصة أنصار السيناتور بيرنى ساندرز. وليس مفاجئا بأي حال أن تتصاعد حملاتهم ضدها فى الأيام الماضية على خلفية مواقف يرون أنها مستفزة، وأخرى يُعدونها متعارضة مع بعض وعود بايدن الانتخابية التى أيدوه على أساسها، خاصًة التوسع فى برامج الضمان الاجتماعى. ومن الطبيعى، فى مثل هذه الحالة، أن تفتح ملفات لم تثر اهتمامًا من قبل بحثًا عن «ذخيرة» جديدة للحملات ضدها، مثل موقفها تجاه التدخل العسكرى فى ليبيا عام 2011، عندما طالبت بأن يسدد الليبيون جزءًا من تكاليف هذا التدخل، وسبقت به الرئيس دونالد ترامب إلى سياسة مقايضة وجود قوات أمريكية فى الخارج بالمال. ورغم أن منصب تاندين ليس بين المناصب الأكثر أهمية فى الإدارة الأمريكية، إلا أن أهميته تزداد عند وجود كساد شديد كما هو الحال الآن، لأنها ستكون حال موافقة مجلس الشيوخ على تعيينها مسئولة عن وضع خطة الإنفاق السنوى للإدارة الفيدرالية وتنفيذها. كما يثير ترشيح أنتونى بلينكن وزيرًا للخارجية قلقًا فى أوساط قطاعات من التقدميين فى الحزب الديمقراطى بسبب مواقف سابقة اتخذها تأييدًا للتدخل العسكرى الأمريكى فى نزاعات إقليمية، خاصًة بعد أن نشرت صحيفة بوليتيكو (صحيفة أمريكية جديدة نسبيًا صدرت عام 2007) تقريرًا عن علاقته بشركة زويست اكس أدفيزارس للاستشارات، التى تعمل فى مساعدة شركات الأسلحة لتسويق منتجاتها لدى الإدارة الأمريكية. ويبدو على هذا النحو، أن بايدن بدأ مغامرته الأولى مبكرًا قبل دخوله البيت الأبيض.