د. وحيد عبدالمجيد اجتهادات يثير اختيار عضوة مجلس الشيوخ كامالا هاريس لمنصب نائب الرئيس فى بطاقة مرشح الحزب الديمقراطى الانتخابية سؤالًا عما إذا كانت هى الاختيار الأفضل, وإلى أى مدى يمكن أن تضيف إلى جو بايدن وتساعده فى جذب مزيد من الأصوات؟ إذا انطلقنا من المعطيات الراهنة القابلة للتغير، يبدو أنها لن تضيف كثيرًا إلى المرشح الديمقراطى، خاصة بعد أن أبدت معظم الأجنحة اليسارية والتقدمية فى حزبهما استياءها. لا يجد اليساريون والتقدميون فى كامالا ما أحبوه مثلًا فى بيرنى ساندرز واليزابيث وارين. فقد وقفت كامالا فى منطقة بين ما يُسمى التيار الرئيسى والاتجاهات التقدمية. ولكنها بدت خلال الفترة القصيرة التى خاضت فيها الحملة التمهيدية فى الحزب الديمقراطى، قبل انسحابها فى ديسمبر 2019، قريبة للغاية من النخب التقليدية . ولذلك، ربما يضيع اختيارها آخر فرصة أمام بايدن لكسب ثقة الاتجاهات التقدمية فى حزبه. غير أن هذا الاختيار لا يخلو من فائدة، لأن ترشيح كامالا يمكن أن يجذب أصوات قطاع أكبر من النساء، وكذلك من السود رغم أنها ليست من أصل إفريقى بخلاف ما تنشره وتبثه صحف وقنوات تليفزيونية عدة. هى من أصل هندى عن طريق والدتها، وجامايكى عن طريق أبيها. وليس لونها فقط الذى يمكن أن يُقَّوى مركز بايدن فى أوساط الأمريكيين السود، بل مواقفها أيضًا. وآخرها مشاركتها فى الاحتجاجات التى اندلعت عقب اختناق الشاب الأسود جورج فلويد تحت ركبة شرطى أبيض فى آخر مايو الماضى. وهكذا ربما يكون اختيارها غير مجد، لأنها قد تخصم من بايدن هنا، وتضيف إليه هناك. ولكن هذا حال سيدات آخريات كانت أسماؤهن مطروحة معها قبل اختيارها، بعد أن خسر بايدن كثيرًا بسبب اعتذار ميشيل أوباما عن خوض الانتخابات إلى جانبه، وفق تحليل الصديق د. أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار الاسبق فى تفاعله مع الاجتهاد المنشور يوم الأحد الماضى. فقد قال إن ميشيل هى الوحيدة القادرة على دعمه، بشعبيتها فى أوساط السود والبيض ، وفى أوساط الأمريكيين الذين يشعرون بحنين إلى عهد الرئيس السابق أوباما. نقلا عن صحيفة الأهرام