استقرار أسعار الذهب في مصر بعد تراجع الدولار    عاجل:- السعودية تمنع دخول مكة لحاملي تأشيرات الزيارة خلال موسم الحج    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 23 مايو 2024    أسعار الدواجن واللحوم اليوم 23 مايو    فلسطين.. إصابات جراء استهداف زوارق الاحتلال الصيادين شمال غرب خان يونس    ماذا يعني اعتراف ثلاث دول أوروبية جديدة بفلسطين كدولة؟    باحثة ب«المصري للفكر والدراسات»: قلق دولي بعد وفاة الرئيس الإيراني    العثور على ملفات حساسة في غرفة نوم ترامب بعد تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي    ليلة التتويج.. موعد مباراة الهلال والطائي اليوم في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    تعليم الجيزة تكشف حقيقة تسريب امتحان الدراسات الاجتماعية بالجيزة    أخبار مصر: منع دخول الزائرين مكة، قصة مقال مشبوه ل CNN ضد مصر، لبيب يتحدث عن إمام عاشور، أسعار الشقق بعد بيع أراض للأجانب    محمد صلاح يثير الجدل مجددًا بنشر غلاف كتاب "محاط بالحمقى"    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو.. ما هي؟    ناقد رياضي: الأهلي قادر على تجاوز الترجي لهذا السبب    والد إحدى ضحايا «معدية أبو غالب»: «روان كانت أحن قلب وعمرها ما قالت لي لأ» (فيديو)    سيارة الشعب.. انخفاض أسعار بي واي دي F3 حتى 80 ألف جنيها    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    وأذن في الناس بالحج، رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا للركن الأعظم (صور)    رئيس الزمالك: شيكابالا قائد وأسطورة ونحضر لما بعد اعتزاله    ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 11 بعد استشهاد طفل فلسطيني    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    محافظ بورسعيد يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.1%    ضبط دقيق بلدي مدعم "بماكينة طحين" قبل تدويرها في كفر الشيخ    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    تشييع جثمان ضحية جديدة في حادث «معدية أبو غالب» وسط انهيار الأهالي    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    مختار مختار : علامة استفهام حول عدم وجود بديل لعلي معلول في الأهلي    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    طالب يشرع في قتل زميله بالسكين بالقليوبية    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد انضمام جو بايدن.. قراءة في خريطة مرشحي الانتخابات الأمريكية 2020
نشر في الشعب يوم 26 - 04 - 2019

مع انتهاء الانتخابات النصفية الأمريكية التي جرت في نوفمبر الماضي، بدأ الحديث بشكل مكثف عن الماراثون الأهم في الاستحقاقات الانتخابية في الولايات المتحدة، والحديث عن انتخابات الرئاسة 2020، التي يمكن القول إن بعض ملامحها بدأت ترتسم إعلاميًا، مع قرب التدشين العملي لموسم الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات 2020 الرئاسية، في ظل التأكد من ترشح الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب عن الحزب الجمهوري.
تكتسب انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 زخمًا كبيرًا بفضل وجود اسم ترمب، كرئيس حالي ومرشح للجمهوريين بشكل شبه نهائي، ما يجعل منها اختبارًا جديدًا لقدرات كل من الرئيس الجمهوري والحزب الديمقراطي، ومدى نجاح أي منهما في النيل من شعبية الطرف الآخر، مع الأخذ في الانتباه أن نتائج انتخابات التجديد النصفي التي أظهرت تقدمًا كبيرًا للديمقراطيين في مجلس النواب، لا تعني بالضرورة قدرتهم على حسم الانتخابات الرئاسية المقبلة، والشواهد التاريخية تؤكد ذلك.
الحزب الديمقراطي يحاول جاهدًا إثبات قدرته على مواجهة ترمب والانتصار عليه، لكن يبقى التحدي الأكبر للحزب هو اختياره المرشح المناسب لهذه المهمة، في ظل فشل الحزب في مجاراة خطاب ترمب الذي ضمن له النصر الصادم في 2016، لما يتميز به من أسلوب فريد يجمع بين الشعارات الجذابة والنكات الساخرة دون أن يتردد في ليِّ عنق الحقيقة. ليس من السهل على الديمقراطيين مواجهة مثل هذا الخطاب.
زخم الانتخابات الرئاسية – كما ذكرنا – بدأ مبكرًا، مع ظهور أسماء يحتمل أن تنال ترشيح الحزب الديمقراطي، وإعلان بعض هذه الأسماء نيتها الفعلية خوض السباق ضد ترمب. وعلى الرغم من أن قائمة الأسماء التي يُتوقع لها الترشح في ماراثون 2020 عن الحزب الديمقراطي تصل أحيانًا إلى 15 اسمًا، فإنه يمكن أن نحصر هذه القائمة في بعض الأسماء التي يمكنها الفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ومن ثَمَّ نيل فرصة الترشح ضد ترمب.
إليزابيث وارين
أول هذه الأسماء هي السيناتورة الديمقراطية “إليزابيث وارين”، عضوة مجلس الشيوخ عن “ماساتشوستس”، التي أعلنت أنها تشكل لجنة لبحث ترشحها لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020؛ لتصبح “وارين” أول ديمقراطي يعلن تحدي ترمب في انتخابات الرئاسة، ويسمح الإجراء ل”وارين” بدعم محاولاتها لجمع تبرعات للحملة الانتخابية.
وفي أكتوبر الماضي، كشفت “وارين” نتائج تحليل الحمض النووي، وقالت إنها تثبت أنها ذات أصول تعود لسكان أمريكا الأصليين بعد أن تهكَّم عليها الرئيس دونالد ترمب. وفي خطاب بالفيديو نشر على شبكات التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، أوضحت السيناتورة الديمقراطية التقدمية عن “ماساتشوستس”، أطر رؤيتها لولايات متحدة وقالت إنها تقدم فرصًا لكل الأمريكيين. وقالت وارين – أيضًا – “الجميع في أمريكا يجب أن يكونوا قادرين على العمل الجاد، وعلى اللعب وفقًا لنفس القواعد، وأن يعتنوا بأنفسهم وبمن يحبون”.
سبق أن شاركت “وارين” في الحملة الرئاسية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016. لكن، السؤال الأهم يدور حول قدرتها على إقناع الحزب الديمقراطي وناخبيه على مواجهة ترمب، ومدى استطاعتها على النجاح فيما فشلت فيه هيلاري كلينتون، وقدرتها كذلك على مجاراة خطاب ترمب، أهم نقاط قوته التي لعبت دورًا في احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ وحكام الولايات في الانتخابات النصفية. وفي وقت سابق من العام الماضي، وصفها ترمب بأنها “بوكاهانتس زائفة”.
النقطة الأخرى التي ربَّما تقف عقبة أمام فوز “وارين” على ترمب، ناهيك عن فوزها بترشيح الديمقراطيين لها، هي مدى قابلية الناخب الأمريكي لتولي “امرأة” منصب رئيس البلاد، وهي النقطة التي قد تبدو عنصرية وتتنافى تمامًا مع الخطاب السياسي الأمريكي المؤمن بالمساواة، لكنها ترتبط في الأساس باقتناع الناخب الأمريكي الذي أعاد إليه ترمب حلم أمريكا التي أنشأها الآباء المؤسسون، قبل عقود من الزمن، عندما لم يكن للمرأة – في الأصل – حق الانتخاب ولا الترشح، وهو الحلم الذي كان سببًا في فوز ترمب بالانتخابات في 2016.
جو بايدن
لكن “وارين” ستواجه منافسة شرسة من نائب الرئيس السابق “جو بايدن”، الذي لديه إصرارًا كبيرًا على العودة لدوائر الحكم، هذه المرة في المنصب الأعلى.
وأعلن نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الخميس ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري في 2020، لينضم إلى عدد كبير من المرشحين الديمقراطيين.
وكتب بايدن على تويتر "إن قيم هذه الأمة .. ومركزنا في العالم .. وديمقراطيتنا .. وكل ما جعل من أمريكا أمريكا، معرض للخطر. ولهذا السبب فإنني أعلن اليوم ترشحي لمنصب رئيس الولايات المتحدة".
إن الاستطلاعات في هذا الوقت لا ينبغي التعامل معها بجدية، إن لم يكن تجاهلها تمامًا. لكن هناك ما يستحق الاهتمام حقيقة، وهو أن “بايدن” هو الشخص الذي قال معظم الناس إنهم منفتحون للتصويت له وفقًا لاستطلاع مؤسسة “Vox Populi”. هذا يُعزى جزئيًا إلى شهرة اسم “بايدن”، بالتأكيد، لكن ترتيبه كان أفضل من السيناتور “بيرني ساندرز” ومن أشخاص آخرين معروفين مثله.
نائب الرئيس السابق غاضب من ترمب، ويظن أنه يستطيع أن يقوم بالمهمة بشكل أفضل من أي شخص آخر، لكن عليه أن يتخذ قراره، ويفعل ذلك في وقت قريب. وفي غضون ذلك، حافظ “بايدن” على جدول الرحلات المزدحم وكأنه بدأ بالفعل مهام الترويج لنفسه كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية، فحرص على حضور فعاليات مثل: ترويج الكتب، وخطاب في مهرجان كلية الحقوق بجامعة نيفادا، ومائدة مستديرة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا حول العنف ضد المرأة، وهو حدث رئيسي في مهرجان “الخبز من أجل العالم”. وفي كل هذه الفعاليات، قابل “بايدن” أشخاصًا طالبوه بالترشح في الانتخابات المقبلة.
هذه أوقات غريبة ل”بايدن”. فعلى الرغم من أنه يتم استبعاده من بعض احتمالات مرشحي انتخابات 2020 لكبر سنه، فإنه مطلوب من كثيرين باعتباره الشخص البالغ الوحيد الذي يمكنه بالفعل أن يتقدم ليقود الديمقراطيين للفوز على ترمب في عام 2020. إنه بالنسبة للكثيرين في حزبه الإجابة المثالية لكيفية استعادة البيت الأبيض. في ظل قدرته على حشد الناخبين من الطبقة التي ساعد في جلبها ل”باراك أوباما” ومكنته من الفوز بالرئاسة، ويقول الديمقراطيون الشعبيون إنه أفضل خيار لعام 2020. ولكن، البعض يراه من مخلفات حزب ديمقراطي من الماضي، وأنه، كرجل في منتصف السبعينيات من عمره، ليس من المرجح أن يقود الدفة، مع العلم أن احتمالات الفوز بالترشيح غير مضمونة لصالحه.
ربَّما يكون “بايدن” واحدًا من الأسماء التي ستنال تقدير واحترام كبيرين من قبل الناخب الأمريكي، وربَّما يكون – حتى الآن – هو أكثر الأسماء القادرة على إزعاج الرئيس ترمب، وإدخال القلق إلى قلبه فيما يتعلق بفرص فوزه بالفترة الثانية، نظرًا لدهاء “بايدن” وحنكته السياسية. ولعل هذا يفسر هجوم ترمب عليه ووصفه بالضعيف عقليًا وجسديًا، لكن التحدي الأكبر أمام “بايدن” هو قدرته على إقناع الديمقراطيين به كمرشح، قبل إقناع الأمريكيين به كرئيس.
بيرني ساندرز
يمهد السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، “بيرني ساندرز”، الطريق لخوض الانتخابات الرئاسية 2020، بحملة انتخابية أوسع نطاقًا عن مثيلتها عام 2016، في الوقت الذي يتوقع فيه فريق مستشاريه دخوله موسم الانتخابات الرئاسية التمهيدية، رغم ما يلوح في الأفق من تحديات. ومع أن قرار خوضه انتخابات 2020 لم يُحسم بعد، فإن ساندرز (77 عامًا)، الذي يُلقب نفسه ب”الاشتراكي الديمقراطي”، أكد أن تقدم عمره لن يثنيه عن اقتناص فرصة ثانية في الانتخابات الرئاسية.
أهم التحديات التي يواجهها “ساندرز” تتمثل في التوقع بسعي جيل جديد من الديمقراطيين من أمثال: “إليزابيث” و”كوري بوكر” و”كامالا هاريس”، للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية. وهناك عملان مهمان أيضًا، هما العمر، إذ سيبلغ ثمانين عامًا وقت الانتخابات الرئاسية، والهوية الدينية اليهودية، وهما ربَّما يحولان دون تحقيق حلمه البعيد. كما أن اعتراف “ساندرز” بميوله الاشتراكية ربَّما يكون منصة للهجوم عليه من قبل ترمب – بل ومن قبل منافسيه في الحزب الديمقراطي – وإن كانت أحاديث “ساندرز” عن الاهتمام بأوضاع العمال تلقى رواجًا كبيرًا في أوساط العديد من الأمريكيين، وهو ربَّما يكون أقدر الأسماء المطروحة على مواجهة خطاب ترمب بخطاب مشابه له؛ لكن: هل يقبل به الحزب الديمقراطي هذه المرة؟
شكّل “ساندرز” في الحملة الانتخابية الفائتة “قطب جذب” للتيار اليساري “التقدمي”، وكان له الفضل في تحريكه وتنشيط قواعد الحزب، وحظي في نهاية المطاف بنحو 40 في المئة من التأييد في مواجهة هيلاري كلينتون، مع أنه ليس – أساسًا – عضوًا في الحزب. إن نقطة ضعف “ساندرز” هذه المرة أنه سيقارب الثمانين، وأن هناك أصواتًا عديدة غيره باتت مؤهلة لحمل شعلة “التقدميين”.
الجيل الجديد
ربَّما تتجه دفة اختيار الحزب الديمقراطي إلى جيل جديد من الأسماء، وينصرف بعيدًا عن أولئك الذين سبق لهم خوض غمار المنافسة أو معترك السياسة، وفي هذا الصدد، هناك بعض أسماء لمعت بشدة حديثًا، وباتت مطروحة من قبل مراكز الأبحاث والاستطلاعات والصحف كمرشحين محتملين، على رأسهم:
– السيناتورة “كامالا هاريس”: هي عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، كبرى الولايات الأمريكية ومعقل الديمقراطيين الحصين. وهي محامية ومستنطقة لامعة، وسياسية ليبرالية ومحاورة متمكنة. تبلغ من العمر الرابعة والخمسين، وتتمتع بجاذبية شديدة، وتتحدّر من أصول إفريقية – جامايكية (الأب)، وتاميلية من شبه القارة الهندية (الأم). تتجسّد فيها عدة ملامح من شخصية الرئيس السابق باراك أوباما.. ولعل في هذا نقاط قوتها ونقاط ضعفها.
– السيناتور “شيرود براون” (66 سنة): هو ناشط سياسي ليبرالي “تقدمي” ومدرّس جامعي دخل المعترك السياسي في سن مبكرة على المستوى المحلي عام 1975. وهو اليوم عضو في مجلس الشيوخ لدورة ثانية عن ولاية “أوهايو” الكبيرة والمحورية انتخابيًا. جدّد فوزه بمقعده في نوفمبر الماضي بسهولة، مع أن الرئيس ترمب ربح أوهايو في الانتخابات الرئاسية عام 2016. وعلى الرغم من قلة جاذبيته، فإن مصدر قوته خبرته السياسية على الأرض وشعبيته في الأوساط العمالية، ولا سيَّما في ولايات “حزام الصدأ” التي قلبت انتخابات 2016 الرئاسية لمصلحة الجمهوريين.
– السيناتور “كوري بوكر” (49 سنة): سياسي ومحامٍ لامع من أصول إفريقية يمثل حاليًا ولاية نيوجيرزي الملاصقة لمدينة نيويورك في مجلس الشيوخ، وكان قبل دخوله المجلس عام 2013 عمدة لمدينة “نيوارك” كبرى مدن نيوجيرزي. تخرّج في جامعات ستانفورد وأوكسفورد وييل. يأخذ المعلقون عليه أنه رغم قدراته العالية، قد لا يكون جديًا بما فيه الكفاية في معركة سياسية بمستوى انتخابات الرئاسة.
– السيناتورة “أيمي كلوبوشار” (58 سنة): عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا منذ 2007، ومحامية بارزة تخرّجت في جامعتي ييل وشيكاغو العريقتين، ويتحدّر أبوها من أصول سلوفينية. وهي سياسية مجتهدة ومحنكة، لكنها بخلاف “ساندرز” و”وارين” تُعدُّ غير صدامية، وقد تكون خيارًا مثاليًا للديمقراطيين إذا ابتعدوا عن “شخصنة” معركتهم مع ترمب وركّزوا أكثر على القضايا المعيشية.
-تولسيجابارد: النائبة الديمقراطية (37 عامًا) من هاواي، أعلنت ترشحها للرئاسة، وقالت إن التركيز الرئيسي لحملتها الانتخابية سيكون على “قضية الحرب والسلام”. “جابارد” من المعارضين للتدخل العسكري الأمريكي في الخارج، ولها جهود في تغيير النظام في الخارج، وأحيانًا ما تنفصل عن خط الحزب الديمقراطي. وفي عام 2015، صوتت مع الجمهوريين لزيادة فحص اللاجئين السوريين. والأمر الأكثر خطورة على حملتها هو تفاعلها مع الرئيس السوري، فقد زارت الأسد في دمشق في يناير 2017.
– جوليان كاسترو: الوزير السابق في حكومة باراك أوباما، أعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، ليُصبح في حال فوزه أوَّل رئيس يتحدَّر من أمريكا اللاتينية، وذلك في أوجِّ الجدل حول الهجرة في البلاد. يعِد “كاسترو”، في حال أُنتخب، بضمان صحي شامل في الولايات المتحدة واستثمارات في مجال التعليم وحماية الأقليات ومكافحة التغير المناخي.
مشاهير في حلبة الصراع
منذ تنصيب الرئيس ترمب، وهو يواجه هجومًا شرسًا من وسائل الإعلام، بالإضافة إلى هجوم أعنف من العديد من المشاهير المعروف عنهم تأييدهم للحزب الديمقراطي، لدرجة جعلت بعض هؤلاء المشاهير يعلن تحدي “ترمب” في انتخابات الرئاسة 2020.
ورغم أن أغلب هذه الترشيحات غير رسمية، ولا يحتمل لها أن تنال ثقة الحزب الديمقراطي، فإنها شكلت زخمًا كبيرًا للمعركة الرئاسية، يضاف إلى ما هو موجود بالفعل. وكانت الإعلامية المعروفة “أوبرا وينفري” أول الأسماء المشهورة التي دخلت حلبة الصراع، عندما أعلنت أنها تدرس الترشح في انتخابات 2020، قبل أن تعلن تراجعها، لكنها كانت قد فتحت الباب أمام جمع كبير من المشاهير للدخول في المنافسة ولو بشكل غير رسمي.
النجمة “أنجلينا جولي” كانت من الأسماء التي أعلنت خوض انتخابات الرئاسة، عندما قالت في أحد اللقاءات إنها لا تستبعد أن تنتقل إلى عالم السياسة، وقالت مازحة في أحد اللقاءات على الراديو، إنها “لا تمتلك هياكل عظمية تعيقها من الترشح للمناصب”.
أيضًا، “كانيي ويست” مغني الراب الأمريكي الشهير وزوج نجمة تليفزيون الواقع “كيم كارداشيان”، قال إنه جاد بشأن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، حسبما نقل عنه صديقه المغني “جون ليجند”، وفقًا لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية. وأضاف “ليجند” أن صديقه تحدث عدة مرات عن الترشح للرئاسة، لكن لم يخبره عن نيته الترشح عن حزب معين، مضيفًا “أعتقد أنه سيترشح كمستقل .. لم يخبرني عن أي حزب .. لكنه أكد لي عدة مرات أنه مهتم بالترشح للرئاسة”.
“ميشيل أوباما”، زوجة الرئيس السابق، كانت أيضًا من الأسماء التي تمَّ طرحها كمرشحة محتملة في انتخابات الرئاسة 2020، ورغم أن “ميشيل” لم تحدد موقفًا معينًا من الترشح في البداية، فإنها أعلنت رسميًا عدم ترشحها. الغريب أن بعض استطلاعات الرأي أظهرت تفوق “ميشيل” على ترمب. وبحسب استطلاع رأي لشركة “أكسيوس” الإعلامية، اتضح أن العديد من المواطنين يرغبون في انتخاب “ميشيل أوباما”، التي حصلت على نسبة أكبر من ترمب بفارق بلغ 16 نقطة.
النجم الأمريكي “دويين جونسون” الشهير ب”ذا روك” قد ينوي الترشح لمنصب الرئيس الأمريكي، بحسب تقارير صحفية. وكان “جونسون” قد عبَّر عن تقديره الكبير لمنصب الرئيس، قائلاً إنه “لا يمكن لأي شخص أن يشغل هذا المنصب”. وانتشرت، أخيرًا، أنباء كثيرة عن قيام “ذا روك” باجتماعات مكثفة مع سياسيين وبرلمانيين أمريكيين بهدف توسيع مداركه في علم السياسة وفن الحكم. ومن جانبه لم ينفِ النجم، الأنباء الأخيرة، بل صرح: “أعطوني بضع سنين لأتعلم وعندها سأكون جاهزًا بما يكفي للعمل”.
“مارك زوكربيرغ”، مؤسس موقع “فيسبوك” كان من الأسماء التي اقتحمت حلبة انتخابات الرئاسة 2020، فقد أثار خبر قرار “زوكربيرغ” تعيين “جويل بنينسون” مستشارًا له، العديد من التساؤلات في وسائل الإعلام العالمية، خاصة أن “بنينسون” شغل منصب مستشار للرئيس السابق باراك أوباما، وكان قد شغل منصب كبير المخططين الاستراتيجيين لحملة “هيلاري كلينتون” الانتخابية. ولم يقدم “زوكربيرغ” أي تعليق حول سبب تعيين “بنينسون”، مستشارًا له. في حين أرجعت العديد من وسائل الإعلام، سبب هذا التعيين ربَّما إلى رغبة “زوكربيرغ” في دخول الحقل السياسي، وربَّما الاستعداد لترشيح نفسه للانتخابات الأمريكية القادمة في 2020. ورغم هذا الزخم الإعلامي، قال “مارك” إنه لن يترشح.
قائمة المشاهير الذين أعلنوا نيتهم عن الترشح في الانتخابات الأمريكية 2020 تضم الكثيرين، ومنهم:
– الممثل الكوميدي “كريس روك”، غرَّد على تويتر قائلاً: “أنا سأترشح للانتخابات في عام 2020، تمنوا لي الحظ”.
– الممثل “رون بيرلمان” أعلن عبر فيسبوك: “من على صفحتي على فيسبوك، أعلن عن ترشحي للرئاسة عام 2020”.
– نشرت “كاتي بيري” صورة على “إنستغرام” مع الرئيسين السابقين جورج بوش وبيل كلينتون. وكتبت على الصورة ” 42 43 46؟!” ما يوحي بأنها سوف ترشح نفسها للانتخابات في عام 2020 أو 2024.
– الممثل “ويليام سميث” قال لشبكة “سي بي أس”، إنه قد يرشح نفسه للرئاسة، مضيفًا: “إذا استمر الناس في قول كل الأشياء المجنونة التي يقولونها في الأخبار، أخيرًا، عن الجدار المكسيكي والمسلمين، فإنهم سيجبرونني على الاتجاه إلى الساحة السياسية.”
– المغني “إيكون”Akonقال في لقاء مع مجلة “نيوزويك”، إنه يأخذ التفكير في الترشح لعام 2020 على محمل الجد.
ترمب.. المرشح الرئيس
أعلن ترمب أنه سيترشح في 2020 لإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، وحتى اللحظة، يبدو أن الرئيس الأكثر إثارة للجدل سينجح في مسعاه، وسيبقى لولاية رئاسية ثانية في البيت الأبيض، رغم ما تظهره استطلاعات الرأي. وأسباب هذا الاعتقاد كثيرة، أولها الشواهد التاريخية التي باتت قاعدة سياسية في الولايات المتحدة، فمنذ عام 1900، ترشح 20 رئيسًا لإعادة انتخابهم، وتمكن 15 منهم من الفوز، وفشل 5، وإذا استبعدنا الرئيس “جيرالد فورد” من قائمة الفاشلين، على اعتبار أنه لم يكن منتخبًا في المرة الأولى، فإن النسبة تصب في مصلحة ترمب. إضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من محاولات الربط بين انتخابات 2018 النصفية، وانتخابات 2020 الرئاسية، فقد أظهر التاريخ الحديث أنه لا يوجد في الواقع سوى ارتباط ضئيل جدًا بين أول انتخابات نصفية للرئيس وبين إعادة انتخابه. لقد خسر حزب بيل كلينتون 52 مقعدًا في مجلس النواب عام 1994، وخسر حزب باراك أوباما 63 مقعدًا في مجلس النواب في عام 2010، لكن كلا الرجلين حصل على أكثر من 330 صوتًا انتخابيًا في عامي 1996 و 2012 على التوالي.
أضف إلى ذلك أن النظام الانتخابي المتبع في 2020، سيكون على الأرجح مشابهًا جدًا لطبعة 2016، وهو ما يعني حصول ترمب على فرصة حقيقية للفوز بأربعة سنوات جديدة في البيت الأبيض. للانتصار، سيكون على المرشح الديمقراطي إمَّا أن يكتسح ولايات “حزام الصدأ” أو يستولي على فلوريدا أو أريزونا من ترمب. وهي مهمة ليست سهلة.
وبصفته رئيسًا، فإن أكبر قلق ل”ترمب” ليس هو مرشح معين، أو حتى تحقيق روسي في هذه المرحلة، وإنما اقتصاد البلد: هل سيعاني كسادًا في عام 2020، أم لا؟ لذلك عندما أخبر ترمب شبكة “فوكس”، في أكتوبر، أن أكبر تهديد له هو الاحتياطي الفيدرالي، كان قريبًا جدًا من الحقيقة. تاريخيًا، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كان هناك ارتباط كبير بين إعادة انتخاب الرئيس وبين أرقام نمو الوظائف، وإذا كان للاقتصاد نفس نمو الوظائف خلال العامين الأخيرين من فترة ترمب الأولى، كما حصل خلال السنتين الأوليين (حوالي 3٪)، فإن التاريخ يشير إلى أن ترمب سيُفضل للفوز ببضع نقاط. حظوظ ترمب السياسية سيعززها تحسن الاقتصاد، فالأجور التي يحصل عليها الشعب قد زادت، ومؤشرات البطالة في تراجع.
أمَّا عن الهجوم الذي يتعرض له ترمب بسبب العديد من قراراته، فهذه القرارات في الواقع هي البرنامج الذي تمَّ انتخاب ترمب من أجله في 2016. وكل ما يتخذه من قرارات حاليًا تثير الجدل وتعرضه للانتقاد والهجوم، سبق أن أعلنها عندما كان مرشحًا، وكانت سببًا مباشرًا ورئيسًا في أن يصبح الرئيس في 2016، وإن كان هناك قرار واحد قد يؤثر في احتمالية إعادة انتخابه، فهو عناده الخاص بالإغلاق الحكومي وتصريحه بأنه لا يمانع لو استمر سنوات؛ وهذا ما يجعله في عداء صريح لموظفي الحكومة البالغ عددهم 880 ألف أمريكي، بالإضافة إلى الشركات والمؤسسات المتعاقدة مع الحكومة والمتضررة من الإغلاق، وعددها يبلغ أضعاف عدد الموظفين؛ لذلك، قد يكون هذا القرار بمثابة إطلاق الرصاص على القدم.
ما سبق لا يعني أن ترمب حسم موقعة 2020، أو أنه بدون نقاط ضعف قاتلة، لكن إذا استطاع ترمب إيجاد طريقة لتوسيع جاذبيته للناخبين، ونجح في النيل من ميزة الديمقراطيين المعتمدة على برامج الرعاية الصحية، وسلط الأضواء على طرق الحزب الديمقراطي المشينة في الكونجرس الآن، بعد أن استعادوا أغلبية مجلس النواب، فسيكون ترمب رئيسًا لفترة رئاسية ثانية. يحتاج الديمقراطيون إلى رئيس “شعبوي” لمنافسة ترمب، ولعل الشعبوية هي التي كانت سببًا في نجاح بيل كلينتون وأوباما، وهو ما لم يدركه الديمقراطيون الذين خسروا انتخابات رئاسية من الجيل الأخير (هيلاري كلينتون، وجون كيري، وآل غور)، وإلى حدٍّ ما لم يكتشف أي منهم كيفية تصوير أنفسهم كمدافعين عن عائلات عادية.
وعلى الرغم من البداية الإعلامية لمعركة 2020، لا يزال من المستحيل التنبؤ بما سيحدث خلال عامين. فمثلما حدث مع باراك أوباما ودونالد ترمب، لا يزال بالإمكان بروز شخصيات جديدة تغير المشهد تمامًا. حتى إن ترمب في مثل هذا الوقت قبل أربع سنوات، لم يكن يُعدُّ مرشحًا جديًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.