تتصاعد التوترات حاليًا حول بعض اختيارات الرئيس المنتخب جو بايدن لتولي المناصب الرئيسية في إدارته، مع ارتفاع الأصوات الاحتجاجية من اليسار وكذلك بين الجمهوريين. ووفقًا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، يخضع شخصان على وجه الخصوص للتدقيق، وهما أنتوني بلينكين، المقرر أن يختاره بايدن لمنصب وزير الخارجية، ونيرا تاندين الرئيسة التنفيذية لمركز التقدم الأمريكي التي أسماها الرئيس المنتخب لتولي منصب مديرة مكتب الميزانية بالبيت الأبيض. ويعد بلينكين هو جزء قديم من مؤسسة السياسة الخارجية، حيث شغل منصب نائب وزير خارجية الولاياتالمتحدة من 2015 إلى 2017 في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وبرغم أنهما يحظيان بتقدير كبير، لكن هناك أسئلة تطرح حول دور بلينكين ومساهمته في شركة الاستشارات "ويست أكسيك"، التي لا يزال عملاؤها غامضين. وكانت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، نشرت الأسبوع الماضي، تقريرًا يشير إلى أن هذه الشركة سرية، ولا يعرف من يعملون لصالحها. وغرد السيناتور الجمهوري جون كورنين: "أريد أن أرى الدول الأجنبية، إن وجدت ، التي عملوا من أجلها". وأسس بلينكين الشركة في عام 2017، جنبًا إلى جنب مع ميشيل فلورنوي، فيما تنتشر التكهنات بأن بايدن قد يختار الأخير وزيرًا للدفاع. من جانبه، قال تشارلز تشامبرلين، رئيس مجموعة الديمقراطية من أجل أمريكا وهي جماعة تقدمية: "إن الشعب الأمريكي يستحق أن يعرف من العملاء.. الشفافية أمر بالغ الأهمية.. لذا فإن السؤال حول الشركة مهم". وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الصراع والتوتر بشأن بلينكين يعكس شرخًا طويل الأمد داخل الحزب الديمقراطي، فإن الأول مثل بايدن، مؤيدًا لحرب العراق ، والتي عارضتها شريحة كبيرة من القواعد الشعبية الديمقراطية بشدة. ومؤخرًا، فضل التدخل العسكري في ليبيا - وهي الخطوة التي ساعدت في الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي لكنها أغرقت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا في فوضى لم تخرج منها بعد. وقالت صوفيا تسفاي في مقال لها: "لقد تسبب القياديون مثل بلينكين في أضرار جسيمة حيث دافع عن بعض أسوأ قرارات السياسة الخارجية في تاريخ الولاياتالمتحدة الحديث". وغالبًا ما يعد النقد التقدمي غير مريح مع الموالين ل جو بايدن الذين لاحظوا أنه فاز بترشيح الحزب الديمقراطي بأغلبية كبيرة، متغلبًا على اثنين من الأضواء اليسارية البارزة، السيناتور بيرني ساندرز وإليزابيث وارين. وبرغم ذلك، هناك شخصيات بارزة أمريكية تمجد فضائل بلينكن، فوصفته سامانثا باور، التي شغلت منصب سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة في عهد أوباما، بأنه "قائد عظيم واختيار ملهم". وتوقعت سوزان رايس، التي شغلت نفس المنصب، وكذلك كمستشارة للأمن القومي، أن بلينكين "سيصبح وزير خارجية رائعًا". أما عن نيرا تاندين المختارة لتولي منصب مديرة مكتب الميزانية بالبيت الأبيض، فهي لا تتمتع بنفس القدر العالي من المكانة التي يتمتع بها بنكلين، ولكن ترشيحها أثار عاصفة من الانتقادات الشديدة. فقال متحدث باسم السياسي الجمهوري جون كورنين إنه "ليس أمامها أي فرصة" لتأكيدها من قبل مجلس الشيوخ، مستشهدا بعدد التعليقات اللا متناهي ضدها من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين ستحتاج إلى أصواتهم. فيما ذكر جوش هولمز، سياسي من الحزب الجمهوري، أن ترشيح تاندين قد يكون "تضحية لآلهة التثبيت" - وهو المرشح الذي يريد تسميته الرئيس المقبل ومعروفًا ما يدفعهم لرفضه لذلك يتم اختيار آخر لا يفكرون فيه، كما وصفها اليساريون بأن اختيارها خطأ كبير.