قال الدكتور أحمد عاصم الملا، استشاري الحقن المجهري والمناظير النسائية، إن 7% من النساء تصاب بسكر الحمل بعد انتهاء الشهر الأول من الحمل أو في نهايته. وأضاف أن سكر الحمل أحد أنواع مرض السكري، ولا يصيب إلا الحوامل، ولحسن الحظ أنه أقل أنواع مرض السكري في الخطورة؛ حيث إن معظم حالاته يحدث الشفاء فيها بطريقة ذاتية بعد الولادة مباشرة. وأشار إلى أن المرأة تصاب بسكر الحمل نتيجة اختلال الهرمونات بسبب الحمل ما يجعل الأنسولين يفشل في القيام بدوره في نقل السكر من الدم إلى العضلات وباقي أعضاء الجسم، وبالرغم من تضاؤل خطورة هذا النوع من السكر بالنسبة للأنواع الأخرى يجب الاهتمام بعلاجه منعا لأي مضاعفات قد تصيب الأم أو الجنين. وأوضح أن أسباب الإصابة بسكر الحمل عديدة فبعضها وراثي، ويتأكد هذا السبب عندما يكون أحد أفراد عائلة الأم الحامل مصابا بمرض السكر وخاصة السكري من النوع الثاني، كما يتسبب التدخين أو التدخين السلبي وزيادة الوزن عن المعدلات الطبيعية في إرتفاع فرص الإصابة بسكر الحمل، وهناك عامل أساسي يرفع مخاطر هذه الحالة وهو حدوث الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين، أما مرض تكيس المبايض فله ارتباط مباشر بمقاومة الجسم للأنسولين؛ حيث يؤدي ذلك المرض إلى رفع معدلات الجلوكوز في دم الأم. كما أوضح أنه قد تظهر أعراض سكر الحمل لدى بعض الحوامل بصورة مفاجئة، وقد تختلط مع مظاهر الحمل العادية مثل تزايد الشهية للطعام والشعور بالجوع بطريقة مستمرة، وعند الإصابة بسكر الحمل يبدأ جسم الأم بالتخلص من السكر الزائد في الدم بإفرازه في البول ما يؤدي لزيادة مرات التبول بصورةٍ متكررة؛ فيفقد جسم الأم الكثير من الماء ليؤدي ذلك للشعور بالعطش الشديد، وشرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء، وبسبب عدم وصول السكر للأعصاب وخاصة العصب البصري يحدث غشاوة في الرؤية وتنميل وشعور بالوخز في الأقدام. ولفت إلى أن علاج سكر الحمل من أسهل علاجات أنواع السكر فهو لا يستلزم إجراءات معقدة مثل الحقن بالأنسولين، كما في مرضى النوع الأول، ولذا فإن الطبيب المشرف على الحامل لا ينصح إلا بتعديل أنواع وكميات الغذاء التي تتناولها المرأة الحامل؛ بتقليل النشويات وخاصة الحلويات والسكر وزيادة الاعتماد على الخضروات والمأكولات ذات المحتوى العالي من الألياف والحبوب الكاملة، وتناول الأطعمة التي تحتوى على البصل والثوم التي تقلل من نسبة الجلوكوز في الدم وتحد من أعراض سكر الحمل.