في مفترق الطرق بين التماسك والتقسيم، وبين إعادة توحيد الصفوف والانقسام، تمر ليبيا بأصعب وأدق مراحلها منذ اندلاع ثورة فبراير ورحيل القذافي. وبرغم المخاطر والتحديات ينتفض الجيش الوطني الليبي، ليعلن للعالم أنه لن يسمح بتقسيم ليبيا ويسعى للحفاظ عليها أرض واحدة، معلنًا بقوة مواجهة مخطط أن تكون ليبيا بها قوتان وجيشان رئيسيان وميليشيات مسلحة متفرقة، ومستنقع لو استمر لما انتهى إلى الأبد، بالإضافة إلى المصالح المتعددة لأطراف دولية مختلفة لو تم ترك زمام الأمور لها فسنصبح أمام شتات للشعب الليبي ووصايا دولية، وهذا ما أدركه الشعب الليبي والمشير خليفة حفتر الذي قرر أن يتحرك عسكريا لينقذ وحدة الشعب الليبي من مخطط يستهدف تقسيم وتمزيق أراضيه. ومنذ يومين أصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية المؤقتة بيانا بشأن آخر التطورات في الأراضي الليبية، أوضحت فيه حجم الدمار والفساد والجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان الذي يعاني منها المواطنين الليبيين علي يد العصابات الإرهابية في العاصمة طرابلس. وأكدت أن الشعب الليبي في معركة لاسترداد الوطن وبناء الدولة واستعادة السيادة واحترام المواطنة وحقوق الإنسان. وطالب البيان المجتمع الدولي وكافة الدول بدعم الجيش والشعب الليبي في معركته العادلة للقضاء علي الفوضى وبناء ليبيا الجديدة. وفي خضام التحديات والمعركة التي تخوضها ليبيا جيشا وشعبا كان ل"بوابة الأهرام" هذا الحوار مع الدكتور عبدالقادر النظيف نائب رئيس حركة المستقبل الليبية، لنتعرف عن قرب عما يدور في ليبيا والمشهد السياسي الليبي وأبعاده الدولية والإقليمية. يقول الدكتور عبدالقادر النظيف إن ما يدور الآن على الأراضي الليبية و يقوم به الجيش هو حرب نيابة عن دول العالم وخاصة الشقيقة مصر، موضحًا أن السلاح الذي يستخدمه الإرهابيون لتنفيذ جرائمهم في مصر مصدره المليشيات المسلحة في طرابلس. و عن المخطط الذي كان مقدرا لليبيا ويتم التصدي له قال: كان مخططا أن تكون ليبيا خلافة إسلامية أشبه بأفغانستان جديدة أو الصومال وتم إفشاله والتصدي له من القوات المسلحة الليبية، بعد التفاف الشعب حولها. وأضاف: يوجد العديد من الإرهابية في ليبيا، تنظيمات الجماعة الإسلامية المقاتلة، والإخوان المسلمون، وتنظيم داعش، وما يسمي بتنظيم الشريعة، بالإضافة إلي الإرهابيين الفارين من بنغازي، وكذلك دواعش المال العام. وأوضح نائب رئيس حركة مستقبل ليبيا أن خطورة تلك التنظيمات تكمن في فوضى السلاح، والتي بحسب الإحصائيات الدولية تصل إلى أكثر من 21 مليون قطعة سلاح، وهو ما يؤدي بلا شك إلى خلل أمني في المحيط الإقليمي بالدرجة الأولى ويهدد الأمن والسلم للمجتمع الدولي بالتبعية. وأكد الدكتور عبد القادر أن أبرز ما سببته هذه المليشيات من جرائم هو انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، فقد ارتكبوا أبشع الجرائم تجاه المدنيين مستخدمين القوة والتهديد والوعيد دون مراعاة لأبسط حقوق المواطنة والكرامة والإنسانية. وعن الدور المطلوب من المجتمع الدولي لدعم ليبيا قال: يأتي في المقدمة رفع حظر التسلح عن الجيش الليبي بالإضافة إلي مساندة ودعم دول الجوار في الحرب علي الإرهاب، وعدم الانحياز إلى المجموعات الإرهابية؛ مشيرا إلى أن الجيش الليبي جيش مهني واحترافي وهدفه حماية المدنيين وتخليص الشعب الليبي من براثن الإرهابيين والتكفيريين، مضيفًا: بعد القضاء على الإرهابيين تأتي المساهمة في بناء المؤسسات وإعادة اعمار ليبيا، فكما كانت ثورة 30 يونيو في مصر ثورة شعب ضد الإرهاب، فإن طوفان الكرامة أشبة ب30 يونيو بأيادي ليبية خالصة. وعن دور مصر السياسي في دعم ليبيا قال: مصر شقيقة كبرى وجارة ولديها كل الإمكانيات والأولية في إعادة الإعمار، مؤكدًا أن الشعب الليبي والمصري شعب واحد في دولتين مشيدًا بدور مصر التاريخي والسياسي في ظل القيادة الرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي. وتابع نعول علي شراكة فاعلة وإيجابية، خاصة أن مصر صمام الأمان للبلدان العربية وترأس حاليا الاتحاد الإفريقي، كما نعول علي استيعاب العمالة المصرية في إعادة بناء ليبيا وإعمارها، ونرحب بوقدوم الأشقاء المصريين بمئات الآلاف بين أهلهم وذويهم الليبيين فدائما كان المصريون والليبيون شعبا واحدا. وأوضح أن الأحزاب السياسية مكبلة في ظل الأوضاع الراهنة وفوضي السلاح، مؤكدا أن حركة المستقبل الليبية من الحركات السياسية التي ستلعب دورًا مهمًا في المرحلة المقبلة، فهي تملك خطاب وسطي ولها امتداد شعبي في كل مناطق ليبيا. |وأضاف أن الحركة لم تبن على المناطقية أو القبلية وتستمد قوتها من الشباب والمرأة ولها توزيع جغرافي متماثل علي كامل البقعة الجغرافية الليبية. وعن المستقبل الليبي وخطة الحكومة المؤقتة قال: الحكومة الليبية المؤقتة هي الحكومة الشرعية المنبثقة عن مجلس النواب والتي يترأسها رئيس الوزراء عبد الله الثني، وهي جاهزة لتحرك نحو طرابلس، مضيفًا أن دورها دعم القيادة العسكرية وتقديم الخدمات الصحية والدعم السياسي ولديها خطة كاملة في المجالات. وأكد أنه فيما يخص التحول الديمقراطي، فإن مستقبل ليبيا يصنعه الليبيون بدون خوف أو إرهاب أو خطف أو اغتصاب أو مليشيات أو لغة البندقية، موضحًا أن الشعب الليبي سيحتكم لصندوق الديمقراطية بدلا من صندوق الذخيرة والسجون. وأشار إلى أن ليبيا تتطلع لدولة مدنية ديمقراطية دولة تدعم الحريات العامة وحقوق الإنسان ودولة تتمتع بالأمن والاستقرار ولها السيادة الكاملة علي حدودها حتى لا تكون دولة إزعاج لدول الجوار وتكون مصدرًا للتنمية بدلا من تصدير السلاح والرعب لبقية دول العالم. اجتماعات سابقة لحركة المستقبل الليبية اجتماعات سابقة لحركة المستقبل الليبية اجتماعات سابقة لحركة المستقبل الليبية اجتماعات سابقة لحركة المستقبل الليبية