إصبع "السبابة" الذى كان مصدر تهديد المصريين طوال فترات الحاكم الفرد، تحول بعد ثورة 25 يناير بعد غمسه في الحبر الفسفوري مصدر مباهاة وفخر، حيث يؤشر به كل ناخب يغادر لجنة الاقتراع، دليلا على نجاحه فى مهمته الانتخابية لاختيار رئيس "مصر الجديدة"، وليبث أيضا الأمل في نفوس المنتظرين في طوابير الاقتراع الطويلة. أ.و (32 عاما) قال عقب إدلائه بصوته فى لجنة "الثانوية الزراعية بالهرم في محافظة الجيزة "إن الثورة حققت جزءا من أهدافها بتمكيننا من الاختيار بشكل حر ونزيه الرئيس الجديد، بعد أن أعادت للمصريين احساسهم بالكرامة، وهذه هي المرة الأولي التي أحسست ان لصوتي أهمية". وأشار ع.س (71 عاما) إلي أن هذه أول مرة يدلي بها بصوته اليوم في مدرسة الخلفاء الراشدين بالهرم، فى انتخابات رئاسية تعددية رغم أن عمرى جاوز السبعين عاما". وقام عدد من الناخبين عقب الخروج من لجان الاقتراع برفع أصبعهم المنغمس بالحبر الفوسفوري، والتلويح به فى سعادة والهتاف "تحيا مصر"، وهو الهتاف الذى تردد كثيرا أمام اللجان الانتخابية وكان يغلب عليه الحماسة فى صوت مردديه. ولأن أصبع المصريين أصبح له قيمة في التدليل على وطنية الناخب وحرصه على الادلاء بصوته، فقد أصرت أعداد كبيرة من الصغار على التوجه مع ذويهم إلى اللجان الانتخابية لمشاهدة العملية الانتخابية ووضع أصبعهم فى الحبر الفسفورى والمبهاة به بعد ذلك وهو ما كان مصدر سعادة من المشاركين. وجاء الحرص داخل اللجان الانتخابية فى إصرار الناخبين على وضع إصبعهم داخل الحبر الفسفورى حتى إذا لم يطلب القاضي في اللجنة منهم ذلك، ولم يحاول أي من الناخبين إزالة الحبر من على أصبعهم باعتباره شهادة الانتخابات الأكيدة لصالح المواطن. واعتبر ناخبون أن الانتخابات التى تجري جولتها الاولى اليوم تنقل مصر إلى مرحلة جديدة فى تاريخها السياسى وتعبير حقيقى عن نجاح ثورة 25 يناير وما حققته من حرية للشعب المصرى الذى أصبح يشارك فى انتخابات حقيقية لم تحدث طوال التاريخ المصرى الطويل. وأكد المواطنون المشاركون فى الانتخابات أنها جاءت نزيهة بنسبة 100%، مطالبين الجميع بقبول نتائج الانتخابات التى تصدر عن صندوق الانتخابات ومساعدة الرئيس القادم بغض النظر عن توجهه السياسى على النهوض بمصر ومساعدتها فى الخروج من عثرتها الحالية.