كشف خبراء وأطباء أن الولادة القيصرية أصبحت تهدد صحة الأمهات المصريات وتنذر باحتمالية استئصال الرحم مستقبلاً ما يتطلب توعية الأمهات دائمًا بمخاطرها على صحتهن وأطفالهن. كانت "بوابة الأهرام" قد كشفت فتحت ملف الولادة القيصرية بعد احتلال مصر المرتبة الأولي عالميًا في معدلاتها بنسبة 63% بينما لا تتجاوز النسبة الطبيعية 15%. وأكد مجموعة من الأطباء المتخصصين في أمراض النساء والتوليد أن القاعدة الأصلية في الولادة هي الولادة الطبيعية، موضحين أن القيصرية أصبحت ظاهرة تهدد صحة الأمهات وتتم بدون مبرر طبي لها وتتعرض الكثير من السيدات لمخاطر فتح جرح القيصرية حال ولادتها أكثر من مرة. ويقول الدكتور ماجد أبو سعده، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس عن مخاطر الولادة القيصرية، إن هناك إمكانية حدوث نزيف أثناء إجراء العملية أو تلوث الجرح، ما يؤدي إلي وفاة السيدة، إضافة إلي أن السيدات التي تلد قيصريًا معرضات لاستئصال الرحم في المستقبل. ويضيف الدكتور عمرو حسن، استشاري أمراض النساء والتوليد ومقرر المجلس القومي للسكان، أن فترة تعافي الأم بعد الولادة تختلف حسب نوعها حيث يمكن للسيدة التي تلد طبيعيًا مغادرة المستشفي في اليوم ذاته وممارسة الحركة بشكل طبيعي. وأضاف أن المرأة التي تلد قيصريًا تحتاج ما لا يقل عن 5 أيام لاستعادة الحركة الطبيعية نظرًا لوجود جرح وآثار العملية الجراحية كما أنها تعتمد علي الرضاعة الصناعية وهنا يفتقد الطفل فوائد الرضاعة الطبيعية وهو ما يمثل ظلمًا له. اكتئاب متوقع من الناحية النفسية يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي إن الولادة القيصرية تؤثر علي الحالة النفسية للأم بالسلب أكثر من نظيرتها الطبيعية، مشيرًا إلي اكتئاب ما بعد الولادة وأنه عادة ما تتعرض الأم بعد الولادة إلي اكتئاب موضحًا أن نسبته الطبيعية من 10 إلي 15% أما في حالة الولادة القيصري تصل نسبته إلي 30 % وأوضح استشاري الطب النفسي أن الاكتئاب قد يصيب الأم بصورة مباشرة وقد يأتي في صورة انفصام حيث تبدأ تعاني من هلاوس سمعية أو ضلالات أو يصيبها خوف من مولودها فتعتقد أنه قد يقتلها مثلا وتخشي الاقتراب منه وقد يأتي في صورة هوس حيث تصبح كثيرة الكلام وتفقد قدرتها علي النوم وتعاني اضطرابًا في الأفكار فتصبح أفكارها متطايرة ومتشابكة وقد يأتي الاكتئاب في صورة وسواس قهري فيصيبها الشك في كل من حولها . وأشار إلي الارتباط العاطفي بين الأم و مولودها فقال إن الولادة الطبيعية تعزز من الارتباط العاطفي بين الأم وطفلها بعد الولادة وذلك أثناء الرضاعة الطبيعية بينما تهدد الولادة القيصرية الارتباط العاطفي بين الأم ومولودها : " كلما قلت آلام الأم أثناء الولادة كلما قل ارتباطها بمولودها ." فرض واجب ويحذر الدكتور فايز علي، استشاري أمراض النساء والتوليد السيدات، من الولادة القيصرية بدون مبرر طبي لها مناشدا الأمهات بضرورة التثقيف الطبي بأسباب ودواعي الولادة القيصرية وهي وضع الجنين فقد يكون وضعه في الرحم غير مناسب للولادة الطبيعية كما أن حجم الجنين قد يكون يصعب تمريره من الرحم فيتطلب الأمر ولادة قيصرية. كما أن الحالة الصحية للأم قد تكون ضعيفة بسبب سوء التغذية ما يجعلها لا تقوي علي تحمل طلق الولادة الطبيعية فيتطلب الأمر ولادة قيصرية كما أن الجنين قد يكون لديه عيوب خلقيه تظهر أثناء فترة الحمل مثل خروج الأمعاء من بطنه ويتطلب الأمر حينها ولادة قيصرية مشددا الطبيب علي ضرورة تثقيف السيدات بأسباب ودواعي الولادة القيصرية لعدم اللجوء إليها إلا في هذه الحالات فقط . تساعد النقاهة السريعة بعد أغلب الولادات الطبيعية، الأم في رعاية طفلها وإرضاعه بشكل أفضل ومنذ الدقائق الأولى في حياته، وهذا مفيد للغاية له، فالرضعة الأولى تتضمن ما يعرفه الناس بلبن السرسوب، والذي يكون غنيًا للغاية بالأجسام المضادة المفيدة لمناعة الطفل منح ربانية تسهم انقباضات الرحم وعضلات الأم على جسم الطفل، خاصة أثناء عبوره في الجزء السفلي من الرحم، والعنق، ثم المهبل، في تخلص الرئة من السوائل بداخلها، فتكون أفضل استعدادًا لبدء عملية التنفس بمجرد الخروج إلى النور، وبالتالي تقل فرص حدوث مشكلات التنفس المبكرة، والحاجة لوضع الطفل على دعم تنفسي في الحضّانات. من أهم عوامل الحفاظ على مناعة الجهاز الهضمي، وجود تنوعات من البكتيريا الصديقة داخل الأمعاء خلال عبور الطفل من القناة المهبلية، فإن جسمه يحصل على نسبة أكبر من تلك البكتيريا الطبيعية التي تسهم على المدى القصير والمتوسط والطويل في الدفاع المناعي عن الجهاز الهضمي، وكذلك في تحسين جودة عمل الهضم، وامتصاص بعض المواد الحيوية مثل فيتامين ك وغيره. تتكلف الولادة الطبيعية ماديًا أقل من القيصرية بكثير حيث تتكلف الطبيعية من ألف إلي 3 آلاف جنيه بينما تتكلف القيصرية من 8 آلاف إلي 14 ألف جنيه، وأثناء الولادة الطبيعية، من الممكن أن يتواجد الزوج بجوار زوجته لدعمها بشكل مباشر، مما يضفي أجواءً استثنائية من الدعم النفسي والمعنوي، ويجعل التجربة إضافة حقيقية لرصيد الحب بين الزوجيْن.