بعد تحقيق "بوابة الأهرام" عن إجازة ال 3 أيام وآلية تطبيقها ومراحل الدراسة التي تمر بها من خلال اللجنة المُشكّلة من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة والإشكاليات التي تواجه التطبيق حرصت "بوابة الأهرام" على استطلاع آراء الموظفين بالمصالح الحكومية والمواطنين. وجاءت آراء الموظفين كالتالي : الموظفون استقبلت ماجدة سيد 39 عاما مقترح الحكومة بمنح الموظفين 3 أيام إجازة في الأسبوع بدلًا من يومين بالاستنكار بالرغم من كونها موظفة في إحدى شركات الاتصالات إلا أنها ترى أن المفترض زيادة أيام العمل بدلًا من تقليصها :" الإنسان لو قعد في البيت جسمه يريح ويكسل عن الشغل " وقالت إيفون عيسي 42 عامًا موظفة بأحد مكاتب التموين إن الدولة بحاجة إلي تعزيز ثقافة العمل ورفع الوعي بها داخل المؤسسات والمصالح الإدارية والحكومية :" أرفض هذه الإجازة لأنها تضر بإنتاج الدولة وكفانا تخلفا عن العالم .. متي نتقدم صفوفهم ". واتفق معها أحمد عاطف 47 عامًا موظف بإحدي شركات الأمن بمترو الأنفاق أنه لا يؤيد الإجازة معللا ذلك بأن الموظفين لم يتمكّنوا من تقديم الخدمة الإدارية لجميع المواطنين في أيام العمل الطبيعية فكيف نزيد أيام عُطلتهم :" اللي هيوافق هو اللي مش عايز يشتغل ويتعب" فيما قالت سوسن علي 29 عامًا مُعلمة للمرحلة الابتدائية إنها ترفض الإجازة بالرغم من أنها موظفة ولكنها تري أن الإجازة ستؤثر بالسلب على مستقبل التلاميذ لافته الي أنه في حالة استثناء المُعلمين من هذه الإجازة سيشعرون بالتمييز بينهم وبين موظفي المؤسسات الأخري . بينما أيد محمد يوسف 31 عامًا يعمل في مؤسسة مصر الخير هذه الإجازة وقال إنها ستخدم صحة الموظفين وتوفر لهم الراحة البدنية وهو ما يُعينهم علي استكمال العمل بنشاط أكثر في بقية أيام الأسبوع :" فرصة جيدة للراحة " المواطنون قال احمد صبري 34 عاما طبيب بشري أن هذه الإجازة لن تضيف إلي مصلحة الدولة لأن الموظفين سوف يسيئون استخدامها لأنهم يفتقدون الوعي بأن اليوم الثالث في الإجازة من المفترض أن يُحسّن أداءهم في بقية أيام العمل وأن يكون لهم دافعا علي العمل بصحة جيدة وفِكر غير مشغول :" احنا مش أوروبا والموظف عندنا لا يحترم الوقت وقيمته وبالتالي لن يعوض هذه الإجازة بالعمل الجاد في ال 4 ايام الأخري ". وأضاف أن ما توفره الحكومة في يوم الإجازة الجديد ستنفقه مضطره في صورة مكافآت أو زيادات للموظفين الذين لا يستطيعون الحصول على هذه الاجازة نظرا للطبيعة عملهم كالأطباء والمُعلمين والضباط وذلك حتى لا يشعروا بالتمييز بينهم وبين من يتمتعون بهذه الإجازة " ويري علي حامد 28 عامًا أن إجازة ال 3 ايام إن كانت ستخدم الشارع وتقلل من الزحام المروري فإنها علي الوجه الآخر ستؤثر على الإنتاج وتضر بمصلحة الدولة :" نحن بحاجة إلي جهد مكثف لملاحقة النقص الذي نعانيه من الإنتاج" فيما قالت نادية عبدالباسط 56 عاما إن هذه الإجازة تضر بمصلحة المواطنين الذين ينتظرون أيام الجمعة والسبت بفارغ الصبر للانتهاء من مصالحهم وإجراءاتها القانونية المطلوبة وفي حال زيادة يوم ثالت لإجازة الموظفين سيزيد العناء والشقاء لنا :" بنعاني من التأخير وعطلة الموظف .. الحكومة بتخدمنا والا بتعذبنا " وبنبرة امتزجت بين حب الوطن وعناء الحصول علي الخدمات قالت " مصالحنا ياريس" أما محمود سعيد 37 عاما مهندس ميكانيكي بأحد المصانع قال إن المواطن يعاني عدم وجود الموظفين داخل المصالح الحكومية ونسبة 90 % من المواطنين عندما يذهبون إلى المؤسسة أو القطاع لا يجدون الموظف داخل مكتبه ويبدأون في رحلة البحث عنه ثم بعد ذلك تبدأ رحلة الطابور الطويل ثم تعقيد الإجراءات التي تُضيّع عليه الوقت ليجد نفسه أمام ساعة انتهاء العمل في المصلحة فيضطر للرجوع والعودة في اليوم التالي: "الإجازة دي هتعطّل مصالحنا أكتر ". واقترحت شادية السيد أن يباشر موظفو الجهاز الإداري للدولة عملهم من المنزل فأيام العمل تستوي بالإجازات ومصلحة المواطن غير مرتبطة بوجود الموظف حيث الفساد الإداري الذي يتطلب مقابلا ماديا :" ادفع للموظف هتخلص مصلحتك حتى لو كانت يوم الجمعة!" فنزويلا تخوض التجربة في 2016 أعلن الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو" أن الحكومة قررت زيادة العطلة الأسبوعية للموظفين إلي 3 أيام وذلك لتقليل الإنفاق والاستهلاك حيث تعاني فنزويلا بسبب تراجع مستويات المياه في السدود الكهرومائية ما تسبب في تراجع إنتاج الكهرباء حتي إن "مادورو" طالب الصناعات التابعة للدولة بخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 20% كما طالب أيضًا الحكومة بالقيام بنفس الأمر لكن هذه الإجازة لم تكن دائمة وإنما كانت مقترحا لمدة شهرين فقط . مطلوب حوار مجتمعي قال الدكتور مصطفي الوكيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمتخصص في دراسات التنمية إن الدعوة إلي تقصير ساعات العمل جاءت في دول متقدمة لدوافع اختلفت فيما بينها ومنها عدم توافر وظائف للشباب وتقليل الإنفاق وترشيد الاستهلاك في طاقات الوحدات التشغيلية . وأشار إلي فرنسا فقال إنها عندما اقترحت فكرة خصم ساعات العمل إلي 35 ساعة أسبوعيًا كانت هناك مناقشات واسعة حول هذه الفكرة وأُثيرت العديد من الاعتبارات ليست الاقتصادية فحسب وإنما النفسية أيضا لأن الفراغ مُشكلة :" ما الذي يفعله الموظفون عندما يجلسون في المنزل ؟" وتابع هل يبحثون عن فرصة عمل أخرى ؟ مؤكدًا أنه في هذه الحالة ستفقد الحكومة ميزة المقترح وهي تخفيف الزحام المروري لأن الموظفين سيخرجون إلي الشوارع بسبب فرصة العمل الجديدة وفي حال قضاء هذا اليوم في المنزل ستشهد الأسرة المصرية حجمًا أكبر للخلافات بسبب تركيز كل من الزوج والزوجة في شئون الآخر . مخاوف وطالب بضرورة تدريب الموظفين وتأهيلهم ورفع كفاءتهم ومهارتهم في العمل للتحسين من مستوى الخدمات التي يقدمونها للمواطنين والتقليل من حالة الغضب الموجودة بين المواطن والموظف الحكومي مقترحًا بتخصيص يوم الإجازة للتدريب :" إن كانت الحكومة ستمنح يومًا إضافيًا للإجازة الأسبوعية للموظفين فبدلًا من ذلك يمكنها تخصيص هذا اليوم لتدريبهم أسبوعيًا ومتابعة تطور سلوكهم الوظيفي وأدائهم التقني " ولفت إلي اليوم الثالث في الإجازة فقال إن المصريين ليس لديهم ثقافة استثمار وقت الفراغ وهذه مشكلة : هل سيقضون يوم الإجازة بين المقاهي ومتابعة برامج التليفزيون ؟ مؤكدًا أن مكان العمل له تأثير نفسي جيد على الموظف حيث يشعره أنه مفيد للمجتمع وهنا سيجد الموظف مشكلة مع عدم استثماره وقت الفراغ وعدم امتلاكه لموهبة مثلا يرعاها في هذا اليوم فيشعر بالضيق وعدم القيمة اجتماعيا مشددا على ضرورة دراسة الحكومة للجوانب النفسية والاجتماعية لمقترح إجازة ال 3 أيام وعدم الاقتصار على الجانب الاقتصادي فقط . وعلل أستاذ العلوم السياسية رفض الشارع منح الحكومة الموظفين إجازة أسبوعية 3 أيام بدلًا من يومين فقال نحن نشكو قلة الإنتاج في القطاعات والمؤسسات والإحساس بانخفاض إنتاج الموظفين متأصل لدي المواطنين ولا يحتاج إلي برهان لذلك فإن مقترح "إجازة ال 3 أيام " يبدو لهم وكأنه مكافأة للموظفين على إنتاجياتهم المنخفضة .