" هما زمان كانوا بيكتبوا عقد؟"، "مش بدل ما تعرف حد وتنحرف".. "تتجوز بدل ما تعنس".."علشان نسترها"، "زى بنت عمتها و بنت خالتها"..مبررات وحجج مختلفة يرددها أهالي الفتيات اللاتي يتزوجن أطفالا، كما تقول رابعة عبد الجواد، الرائدة الاجتماعية بمنطقة مصر القديمة. تشير رابعة إلى أن أكثر المناطق التي تزوج بناتها أطفالا هي المناطق العشوائية مثل عزبة خيرالله، إسطبل عنتر، الخارطة، بطن البقرة، دار السلام، البساتين. وتسطرد "الفقر والظروف الاقتصادية من أهم أسباب هذه الظاهرة تليها قناعات وعادات الأهالي". لكن المثير للدهشة ما تؤكده رابعة من أن نسب زواج الأطفال زادت خلال ال6 شهور الماضية بسبب نقل أهالي العشوائيات إلى شقق في أحياء سكنية جديدة وذلك – والحديث مازال لرابعة- لأن من شروط الحصول على شقة هو وجود أسرة، "فيقوم الشاب بالزواج من إحدى طفلات المنطقة كى يحصل على شقة فى الحي الجديد، ورغم أن سن الزواج هو 18 عاما إلا أنه يتم التحايل على ذلك ، بعقد مؤقت أو محاولة إثبات الزواج بشهادة الجيران والمحيطين". وتتابع "المسألة بسيطة.. اتفاق ثم زينات..وزغاريد وزفة عروسة وزواج ينتج عنه كثير من الحكايات الحزينة والمشكلات الكبيرة". ومن مصر القديمة إلى الإسكندرية.. تتكرر المبررات والزيجات فى سن الطفولة كما تقول وفاء سيد على، الرائدة الاجتماعية مشيرة إلى أن الهجرة الداخلية بين المحافظات من بين أهم أسباب هذا النوع من الاستغلال للصغار وانتهاك حقوقهم. وتضيف "أهالي الريف من الوجهين القبلي والبحري الذين أتوا وسكنوا الكثير من المناطق العشوائية والمهمشة حملوا معهم عاداتهم و تقاليدهم، ومن بين هذه العادات تزويج الفتيات صغارا وهو ما يتكرر كثيرا ما أن تواجه الصغيرة اى مشكلة فى التعليم أو بهدف الستر أو بسبب الظروف الاقتصادية، مشيرة إلى أن من بين أكثر المناطق التى تزوج فتياتها صغارا فى الإسكندرية منطقة محسن، منطقة أبو سليمان، الترعة المردومة و برج العرب". وفى مواجهة كم المشكلات التي تنتج عن هذه الجريمة فى حق الصغيرات تقوم الرائدات بجولات وندوات توعوية أملا فى إقناع بعض الأسر بتأجيل زواج بناتهن أطفالا..أو تتدخلن لمساعدة الأسر التى تعانى مشكلات اقتصادية حتى يتخلين عن انتهاك بناتهن صغارا و لا يحرمهن الحق فى التعليم و الصحة و الزواج والإنجاب فى الوقت المناسب. ملحوظة: الصور المنشورة لا علاقة لها بأي شخصيات حقيقية تعرضن للمشكلة. .