دعا علماء الدين جموع الشعب المصري إلي الحفاظ علي مقدرات البلاد ومؤسساتها في يوم الذكري الأولي للاحتفال بثورة 25 يناير، وقالوا إن الحفاظ علي مكتسبات الثورة التي أبهرت العالم ضرورة وطنية وشرعية. وأشاروا إلى أن مصر قدمت يوم الخامس والعشرين من يناير الماضي - إلي أن تنحي الرئيس السابق - نموذجا أبهر العالم أجمع، ونال إعجاب الخصوم قبل الأصدقاء، وأكدوا أن مصر أيضا ستكون محط أنظار العالم في الذكري الأولي للثورة، وسيظل الحكم على الثورة والتقييم الحقيقي لها معلقا على نجاح هذه الذكري ومرورها بسلام، ومن ثم فإنه يجب أن نستلهم أخلاقيات وروح الثورة في 25 يناير الماضي وأن نظل علي تلك الصورة المشرفة التي أظهرتها الثورة في مهدها حتي لا نجر البلاد إلي فوضي لا يستطيع أحد أن يعلم مصيرها. من جانبه، دعا الدكتور علوي أمين الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الأزهر الشعب كله بمختلف أطيافه وتوجهاته إلي التوحد في ذلك اليوم والعمل معا علي إعلاء مصلحة الوطن والحفاظ عليه بكل السبل، واعتبر علوي أمين أن نجاح الشعب في هذه المهمة هو المؤشر الحقيقي علي نجاح الثورة ونقائها، وطالب الجميع بتأمين مصر ضد كل معتد خائن. وفي حين أعرب علوي أمين عن ثقته بوعي وقدرة المصريين علي حراسة الثورة وحماية مكتسباتها، أعلن الدكتور محمد أبو زيد القي العميد الأسبق لكلية الدراسات العربية والإسلامية بطنطا قلقه من التجمعات والمليونيات التي ستعقد بعد غد.. وحذر من استغلال العملاء والأجراء وذوي الأغراض الشخصية من أعدء الواطن بالداخل والخارج تلك المليونيات والتجمعات الحاشدة في الإضرار بمصلحة الوطن وإحداث الفتنة والوقيعة بين أبنائه وفصائله المختلفة وبين الثوار المخلصين أنفسهم. وأشار إلي التعامل مع ذكري الثورة كما نتعامل مع الأعياد الدينية أو الوطنية، نتبادل التهاني ونتزاور في المنازل، ونستلهم إيجابيات الثورة، ونترحم علي شهدائنا ونأخذ بأيدي مصابينا، ونتذكر ما بذلوه من تضحيات لإنجاح هذه الثورة المباركة. أما الدكتور ناصر محمود وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة قناة السويس فقد دعا أنصار المسيرات والمليونيات التي ستنظم يوم الاحتفال بالثورة إلي استلهام روح الثورة، وتذكر ما كشفته وأكدت عليه ثورة 25 يناير في بدايتها، حيث أظهرت هذه الثورة المعدن الأصيل للشَّعب المصرى وخاصة الشباب من الجنسين، فرأينا التكافل الاجتماعى، والعمل بروح الفريق، والوحدة الوطنية، والانتماء الحقيقى إلى الوطن، وغيرها من القِيم النبيلة، كما حذر من الاجتراء على ممتلكات الدولة ومحاولة اغتصابها أو سلبها أوالاعتداء عليها تحت أي مسمي. وقال إن أي محاولة في هذا السبيل ستكون ضربة قاصمة تهدد مكاسب هذه الثورة البيضاء وتذهب بجمالياتها، فالمرحلة الحالية والمرحلة المستقبلية تستوجبان علينا الحفاظ علي الوطن ومقدراته، حتى لا تتحول المرحلة الانتقالية التي نحياها الآن إلي مرحلة انتقامية علي غير رغبة منا جميعًا، فقد سقط نظام حُكم الفرد، وبقى علينا أن ينشغل كُلُّ واحدٍ منا بالحفاظ على وطنه.