كشفت دار التنوير ببيروت عن رسائل غير منشورة للكاتب السعودي الشهير عبد الرحمن منيف لصديقه الرسام السوري مروان قصاب باشي، ومن المقرر نشرها خلال أيام في كتاب بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل منيف، وفي إطار مشروع النشر المشترك بين المؤسسة العربية للدراسات والنشر ودار التنوير التي يديرها الناشر حسن ياغي الذي تولى إعادة نشر أعمال عبد الرحمن منيف خلال سنوات عمله في المركز الثقافي العربي ببيروت قبل أن يتركه ليعمل مديرا للنشر بدار التنوير. عبد الرحمن منيف (29 مايو 1933 - 24 يناير 2004) أحد أهم الروائيين العرب في القرن العشرين؛ حيث استطاع في رواياته أن يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي العربي، والنقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية خاصة في دول الخليج العربي أو ما يدعى بالدول النفطية. ويعتبر منيف من أشد المفكرين المناوئين لأنظمة كثير من الدول العربية. من أشهر رواياته "مدن الملح" التي تحكي قصة اكتشاف النفط في السعودية وهي مؤلفة عن 5 أجزاء، ورواية شرق المتوسط التي تحكي قصة المخابرات العربية وتعذيب السجون ونال أول جائزة للرواية العربية منحتها مصر في العام 1998. وقدم المفكر اللبناني د. فواز طرابلسي للكتاب، مشيرا إلى أن القصة تبدأ بروائي يفقد ثقته بالكلمة، إلى حد اعتبارها قد تعهرت. فيتمنى لو أنه يرسم، بل يحاول في الرسم. من جهته، فنان مغترب، لم يعد يكتفي بلغة الخط واللون والكتلة، يريد 'البوح' حسب تعبيره المفضل، البوح بالكلمات. يتقاطع الصديقان عند هم كبير: فنان يبحث عن طرق تعبير بالكلمات، وروائي، مهووس بالفن يجرب في طاقة الكلمات على التعبير عن الخط واللون والكتلة. مروان لا يستطيع أن يكتب عندما يرسم. وعبد الرحمن لن يستطيع الجمع بين الرواية والرسم. ولسان حاله، 'لو لم أكتب لرسمت'. والسؤال المشترك: كيف للكلمة أن تقول الشكل واللون. بل كيف يمكن التعبير عن الفن من غير استخدام لغة الكلمات: قول، قراءة، إلخ .. ؟ يعمل الصديقان إلى حد تبادل الأدوار: أكتب أنت رواية وأنا أرسم وكل هذه التقاسيم على مهمة مستحيلة طبعا. ولكن كل القصة وكل الفن والأدب والمتعة كامنة في التقاسيم ذاتها. يدور القسم الأول من المراسلات مدار مشروع الكتاب الذي سوف يصدر بعنوان "مروان قصاب باشي.. رحلة الحياة والفن" (1996). يبني الروائي كتابه مثلما يبني رواياته محاولاً تلبس الشخصية التي يروي عنها. يضع عشرات الأسئلة لصديقه الفنان. والفنان، الساكن برلين منذ عقود، يجيب في رجع ذاتي إلى طفولة في جنة مفقودة اسمها دمشق وفي بستان الأب في غوطة دمشق، فيذكره الروائي بأن 'الطفل أبو الرجل'. يقع الكتاب في 448 صفحة من القطع المتوسط وتصميم الغلاف للفنان السوري المقيم في برلين مروان قصاب باشي الذي ولد عام 1934 في دمشق، وبدأ ممارسة التصوير الزيتي منذ صباه المبكر ويعمل مروان أستاذا دائما للرسم في كلية برلين العليا للفنون الجميلة (التي سبق له أن تعلم فيها) منذ العام 1980. وفي العام 1993، اختير عضوا في المجمع الفني البرليني.وسبق أن صدر في دمشق مجلد كبير مصور عن أعمال مروان بنص للروائي عبد الرحمن منيف بعنوان "مروان قصاب باشي - رحلة الفن والحياة" (1996). ومؤخرا نشرت مجلة نزوى العمانية دراسة مجهولة لمنيف عن رائد النحت المصري محمود مختار لم تنشر من قبل في كتاب.