بدأ اليوم المؤتمر الأول لاضطرابات الغذاء في الشرق الأوسط، الذي يناقش الأطباء خلاله الحلول الفعلية لمشاكل الغذاء بسبب المشاكل الصحية النفسية وكيفية السيطرة عليها، والتي تؤدي للإصابة بأمراض غذائية مختلفة لم تكن معروفة من قبل وتصيب 3% من المجتمع. تقول د. هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي ورئيس عيادات اضطرابات الغذاء النفسية بطب عين شمس وسكرتير عام المؤتمر، إن هناك أمراضًا نفسية كثيرة مرتبطة بالغذاء مثل فقدان الشهية العصبي والذي يصيب نصف في المائة من المجتمع، ويتراوح سن الإصابة من 13 إلى 30 سنة، حيث يبدأ المراهق بالامتناع عن الأكل مما يسبب نقصًا في النشاط البدني وانخفاضًا للوزن. وأوضحت أن الصورة الذهنية للمريض عن نفسه تكون مغلوطة حيث يرى نفسه بدينًا رغم أنه نحيف جدًا، ومن الأمراض النفسية الأخرى المرتبطة بالغذاء "البوليميا" أو الشراهة العصبية، حيث يقبل المريض على الأكل بكميات كبيرة جدًا ثم يحاول التخلص مما تناوله إما عن طريق التقيؤ أو أخذ ملينات، هذا المرض يصيب 1% من المجتمع بدءًا من سن الشباب. وأضافت أن النوع ثالث وهو نوبات النهم بحيث يأكل المريض أكثر من احتياجاته ولا يخرجها وهم غالبا المرضى المترددين على عيادات السمنة، هذا المريض يأخذ من الأكل كمتنفس وحيد ولا يصلح معه عيادات التخسيس بدون علاج نفسي، وبالنسبة للأطفال، فهناك أنواع من الاضطرابات النفسية تجعل الطفل يركز على أطعمة معينة عن غيرها مما يسبب إصابة الأطفال بالأنيميا ويؤثر على التحصيل الدراسي ونمو العقل، هذا الطفل يحتاج إلى الاكتشاف المبكر لعمل الإرشاد النفسي اللازم له وللأم، وتدعو د.هبة لضرورة إطلاق مشروع قومي للاكتشاف المبكر عن أمراض اضطرابات الغذاء فىيالمدارس لتلافي المشاكل الصحية المصاحبة لذلك من ضعف الانتباه والتركيز والحركة الزائدة وتقلل من تقدمهم الذهني والإدراكي. ويؤكد د. محمد رفعت الفقي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن اضطرابات الغذاء انتشرت بصورة واضحة في الأطفال والمراهقين وتصل إلى 3% من المجتمع مصابين بهذه المشاكل، وتمثل الإناث 10 أضعاف الذكور، ومعظم هذه الاضطرابات تحدث داخل المخ وتتطور بشكل كبير، حيث أن الصورة الذهنية للمريض تكون مختلفة عن الواقع تمامًا خاصة في حالات اضطراب الشهية العصبي الذي يسبب مشاكل في التمثيل الغذائي وهبوط حاد في الدورة الدموية يؤدي إلى الوفاة، كما أضاف د. الفقي أن العلاج يمر بثلاث محاور أساسية وهي: جلسات نفسية فردية وجماعية مع الأسرة، ثم إعادة توزيع الوجبات بشكل منتظم من خلال أخصائية تغذية، والمحور الثالث وهو العلاج الدوائي فمثلاً في حالات النهم يتم تناول دواء يقلل الشهية وفي الحالات الأخرى نعطى أحد أنواع مضادات الاكتئاب. وتشير د. نرمين شاكر أستاذ الطب النفسي، جامعة عين شمس والمقرر العلمي للمؤتمر إلى تأثير ثقافة الشعوب علي معدل ظهور أمراض التغذية بها لأن أعراض المرض واحدة على مستوى العالم ولكن طرق العلاج تختلف من دولة لأخرى حسب الثقافة المجتمعية.