"يبدو أن حضن الجبل، كان أحّن على المسيح وأمه، من حضن البني آدميين، ففرت العذراء بوليدها، يرافقهما يوسف النجار، من بطش ملك الرومان (هيرودس) - حينذاك- الذي كان يود البطش بالمسيح.. "بوابة الأهرام" ترصد بالصور والفيديو المكان الذي مكثت فيه العائلة لمدة 15 يومًا. ففي رحلة طويلة استمرت أياما وليالي، تكبدت خلالها العائلة المقدسة، ويلات السفر، ومشقة الترحال من بيت لحم بفلسطين، دخولًا إلى صحراء سيناء في مصر، ووصلت شرقي الدلتا مجتازة بعض بلاد الوجه البحري، ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط، حتى استقرت في مغارة في حضن الجبل الغربي بقرية "درنكة"، حيث احتضنت هذه المغارة العذراء ووليدها، وحارسهما الأمين يوسف النجار، لمدة 15 يومًا. عبر ممرات طويلة، وطرق ممهدة، امتدت لها يد العمران على مدار عشرات السنوات، ترتفع تدريجيًا، كلما صعدنا إلى أعلى، يقع دير العذراء بدرنكة، حيث يتسم بروعة نحته داخل جبل أسيوط الغربي، على مسافة 120 مترًا عن سطح الأرض، دلالة على سمو ورفعة المكان، الذي احتضن العائلة المقدسة. لدى دخولك إلى الدير، تستقبلك واجهته الكبيرة، وعلى جانبيه تشملانك مضايفه، ذات الطوابق المتعددة، التي يقيم بها الزوار، خلال فترة الاحتفالات، وعلى بعد أمتار من باب الدير، تقع كنيسة المغارة، وأطلق عليها هذا الاسم، لأنها هي التي عاشت فيها العائلة المقدسة، فترة بقائها في أسيوط، حيث تتسم بانخفاض سقفها، وانتشار أيقونات السيدة العذراء والمسيح، التي تصور رحلتهما من بيت لحم إلى أسيوط، فضلا عن صور للأنبا ميخائيل، مطران أسيوط المتنيح. عندما تدلف إلى رواق المغارة، ستجد غرفتين صغيرتين مغلقتين ببابين حديين، لكنك تشاهد ما بداخلهما، الأولى ناحية اليمين بحسب كلام بطرس سعيد باشا، أحد خدام الكنيسة، هي المكان الذي كان ينام فيه القديس يوسف النجار، خلال مرافقته للسيدة مريم والسيد المسيح عيسي، أما الثانية فتقع على يسارك، وهي المكان الذي كان يبيت فيه المسيح ووالدته. وما إن تدور عينيك في المكان، حتى ترى المذبح، يتوسط كنيسة المغارة، حيث المكان، الذي يتم إعطاء العظة اليومية بداخلة، خلال فترة الاحتفالات، بينما يقع في الجانب المقابل له معمودية قديمة، تمثل تراثًا كنسيًا، ولا يتم استعمالها الآن. وفي هذا الإطار قال الأنبا بيشوي، راعي دير العذراء بجبل درنكة، إن الدير يضم مجموعة من الكنائس أقدمها كنيسة المغارة، وطول واجهتها 160 مترًا وعمقها 60 مترًا، وهى منذ نهاية القرن الأول المسيحي، ويعود تاريخها إلى حوالى 2500 قبل الميلاد، وبالدير كثيرا من الأبنية يصل بعضها إلى خمسة أدوار، وبها قاعات كبيره للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطه الفنية، وحجرات للضيافة والإقامة. يُذكر أن دير العذراء بالجبل الغربي لمدينة أسيوط، يقع على ارتفاع 120 مترا من سطح الأرض، ويبعد عن المدينة عشرة كيلومترات تقطعها السيارة في ربع ساعة، وللذهاب إلى الدير يعبر الزائر بالمدينة غربًا حتى يرى نفسه في مواجهة جبل أسيوط الواقف منتصبا، وعنده يتجه جنوبًا ثلاثة كيلومترات أخرى إلى قرية درنكة، ثم يتجه نحو الطريق الصاعد إلى الجبل مسافة كيلو متر، وفى نهايته تصل السيارة أمام أبواب الدير. كما يمكن للزائر أن يصل إلى الدير عبر الطريق الدائري الذي يبدأ عند الكيلو 3، قبل الدخول إلى مدينة أسيوط من الجهة الشمالية، وعند الكيلو 4 من الجهة الجنوبية، ويُشار إلى أن نحو 5 ملايين مواطن يقصدون هذا المكان سنويًا سواء من مصر أو من جنسيات مختلفة.
جبل أسيوط يواجه بطش "هيرودس" ويحتضن المسيح وأمه مريم | صور بمناسبة "احتفالات العذراء".. "جبل أسيوط" المكان الذي مكثت فيه العائلة المقدسة لمدة 15 يومًا