قال الناقد الدكتور محمد الشنطي، خلال احتفالية تكريم الروائي صبحي فحماوي، في رابطة الكتاب الأردنيين، مساء أمس الإثنين، إن صبحي فحماوي استطاع في فترة زمنية محدودة نسبيًا أن يقدم نتاجًا روائيًا خصبًا ومتنوعًا، فعبق المكان ينتشر في أجواء عالمه الروائي، سواء كان في الأراضي المحتلة أو في المخيمات والحواري والمناطق الشعبية أو الأحياء المخملية في الأردن وفي العاصمة عمان أو في المنافي، وإلى جانب المكان وروحه ونكهته هناك رحلة الزمان، كل ذلك في لغة سردية خاصة تنطوي على مآس ذات طابع درامي وملحمي. ورأى "الشنطي" أن أهم ما يميزه، ربط البعد الفلسفي بالواقعي بالتاريخي بالإنساني، ففي روايته "الحب في زمن العولمة" تمتد أكثر من وشيجة فلسفية إنسانية عبر محور العولمة وتنعقد الأواصر بين التفكير الخرافي والروح الشعبية والواقع الوطني والقومي، وفي رواية "سروال بلقيس" يتقاطع البعد الحسي للغرائز البشرية مع البعد السياسي والوطني والنسوي البشري والحيواني من خلال رؤية واقعية لا تخلو من مسحة فلسفية أخلاقية وإنسانية. وكذلك الحال في رواية "حرمتان ومحرم" حيث التيه الذي تمخضت عنه مأساة جيل بكامله ضاع في فيافي الصحراء، باحثًا عن حطام إنسانيته من خلال (أبو مهيوب وماجدة وتغريد)، أما روايته "على باب الهوى" فهي تصور الاغتراب في متاهات المدن الأوروبية. وفي روايته (صديقتي اليهودية) يتبدى أفق رؤيا حضارية إنسانية تتجاوز السطح السياسي إلى عمق ثقافي غائر عبر الحوارات التي دارت بين جمال وصديقته اليهودية، حيث النبش في نخاع العقدة التاريخية التي تزاوجت مع المصالح السياسية لتسفر عن المأساة العربية المعاصرة. وقدمت الدكتورة ماجدة صلاح من جامعة الزاوية- ليبيا، ورقة بعنوان "التقنيات الفنية في روايات صبحي فحماوي" قالت فيها: إن أعمال فحماوي الروائية متجددة، وذلك بفضل ما تحمله من مضامين هادفة ورسائل سامية تمس المواطن العربي بصفة عامة، والفلسطيني على وجه الخصوص، وقد أخذ الروائي على عاتقه النبش في التاريخ وإعادة صياغة تاريخ القضية الفلسطينية، وفضح المسكوت عنه، وتعرية الواقع مما منح رواياته طابعا مختلفا، فهي تغري القارئ بإثارتها الأسئلة أكثر من اهتمامها بالإجابة عنها. بفضل خبرته وتجربته وذائقته الجمالية وتمكّنه من أدواته الفنية. من جانبه، قال الدكتور عبدالرحيم مراشدة، إن روايته "عذبة" تحمل اختراقًا للحدود والجغرافيا الضيقة، وذلك في أفق مختلف واستخدام مسارات حكيمة مختلفة، في ضرب من الدراية والكفاءة المعرفية الناقدة.. فهو ينشد الذات العربية القومية، والإنسان والحياة..ويكشف عن عالم يظل بحاجة للكشف، وهو لا يتوجه بنصه "السهل الممتنع" إلى النخبة..بل إلى العامة.. وكأني به يسعى إلى تأسيس فضاء إبداعي خاص ببصماته..فضاء لا يحصره في نمط واحد..في روايته الاجتماعية بامتياز..الرواية الحضارية..خاصة في رواية "صديقتي اليهودية"..الرواية الغرائبية والعجائبية ورواية الخيال العلمي مثل روايته"الإسكندرية 2050". وتحت عنوان "بعض ملامح الأقصوصة عند صبحي فحماوي" تحدثت د. دلال عنبتاوي عن ثلاثيته الموسومة بعنوان شامل "ألف أقصوصة وأقصوصة" والمتضمن مجموعات أقصوصات "مواقف" ، "كل شيء للبيع" ، "قهقهات باكية" فقالت: إن الظواهر الأسلوبية لهذه الأقصوصات مثل؛ اللغة، المفارقة، الجملة الشعرية، وغيرها كثيرة، فالأقصوصة لديه تكون شديدة الامتلاء وكل ما فيها من حدث أو حوار أو شخصيات يجيء عالي التركيز ويتحلى بمتعة عالية، مرسوما بقلم كاتب متمكن من الأداء. احتفالية تكريم الروائي صبحي فحماوي احتفالية تكريم الروائي صبحي فحماوي احتفالية تكريم الروائي صبحي فحماوي