بثَّ ائتلاف دعم المسلمين الجدد مقطع فيديو لحوار مسجل، قال أن تمَّ تسجيله مع فتاة تدعى سوزان وأنها صديقة مقربة من فتاة التحرير الشهيرة، التى تم ضربها وسحلها على يد قوات الجيش. أوضح الشخص الذى حاور سوزان أن هذا الفيديو تم تسجيله لإلقاء الضوء على شخصية فتاة التحرير دفاعا عنها ضد كل الاتهامات التى وجهت لها بالبلطجة وإلقاء المولوتوف وتلك التى خاضت فى شرفها وأخلاقها. قالت سوزان إنها تعرفت على الفتاة لأول فى أحداث محمد محمود الشهر الماضي، التى كانت تنزل إلى مكان الاشتباكات فى شارع محمد محمود لإسعاف المصابين بالغاز جراء تلك الاشتباكات. وأعربت عن دهشتها وإعجابها من صلابة الفتاة التى وصفتها وقتها بأنها كانت ترتدى "إسدالا" وملثمة وجهها بالشال الفلسطينى، وعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها كانت لا تهاب قنابل الغاز ولم تكن تجرى مبتعدة عنها كما يفعل الكثيرون تجنبا لتأثير الغاز المباشر حتى أنها اضطرت لجذبها بعيدا رغمًا عنها فى إحدى المرات عندما شعرت بأنها على وشك الإنهاك، مؤكدة أنها كانت تقابلها كثيرا فى الاعتصام إلا أنها كانت لا تبيت فيه وتكتفى بتطوعها مع المسعفين. وفيما يتعلق بحادث السحل الذى تعرضت له، أوضحت سوزان أنها كانت مع الفتاة قبل بدء اعتداء قوات الجيش بساعة، حيث كانت تقف معها أمام شارع الشيخ ريحان بالقرب من مكان الجدار العازل الذى تم انشاؤه هناك حاليا، وأنها كانت تقف هناك على الرغم من أن المكان كان موقعا للاشتباكات، وكان يتم إلقاء الطوب والحجارة عليهم فأقنعتها بأن تبتعد قليلا وتأخذ قسطا من الراحة ثم تركتها بعد ذلك، وفوجئت ببدء اعتداءات قوات الجيش وتصاعد العنف بعدها، ثم رأتها فى الفيديو الشهير بعد ذلك. وعندما سألها المحاور عن شخصية الفتاة بصفتها اقتربت منها فى الأسابيع الأخيرة وعن أخلاقها وما أثير حولها من اتهامات قالت سوزان "كل اللى أقدر أقوله إنها جندية من جنود مصر، وإن شاء الله أول مهشوفها هنزل على الأرض أبوس رجليها". وعن حالتها الصحية، أوضحت سوزان أن الفتاة مصابة بكدمات شديدة أعاقت حركتها لثلاثة أيام إلا أن حالتها أصبحت أفضل الآن لافتة إلى أنها تصر على إخفاء هويتها لأن عائلتها لم تعلم بعد بما حدث لها، ولم تعلم أنها هى صاحبة الفيديو الشهير الذى أهينت فيه، وأنها تفضل أن يبقى الوضع كما هو. وجهت سوزان رسالة إلى صديقتها معلنة دعمها لها مؤكدة أن حقها لن يضيع حتى وإن لم يعرف شباب الميدان أن يأخذوا لها حقها فسيسخر الله لها جنود من عنده يأخذون لها حقها. وردا على الاتهامات التى توجه لبنات التحرير فى أخلاقهم وشرفهم من قبل قطاع كبير من الناس فى الفترة الأخيرة، لم تجد سوزن ما تقوله لمحاورها دفاعا عن بنات التحرير، وتختم به لقاءها معه سوى" ربنا هو اللى أعلم وهو اللى هيجيب لنا حقنا". أثار الفيديو ردود فعل واسعة بعد انتشاره بين النشطاء، وجدد من حملات التضامن مع الفتاة كما جدد الجدل حول هويتها، فمنهم من فضل أن تبقى هوية الفتاة غير معروفة، كما هى؛ لتصبح رمزا لكل فتيات مصر ومنهم من طالبها بالتحلى بالشجاعة والكشف عن هويتها من أجل اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد من قاموا بالاعتداء عليها وسحلها وانتهاك كرامتها معلنين تضامنهم الكامل معها واستعدادهم الكامل لحمايتها هى وعائلتها.