مع نهاية شهر رمضان الكريم من كل عام، يبدأ المصريون مع اقتراب عيد الفطر المبارك، داخل وخارج المنازل والشوارع، في الاستعداد لاستقبال أيام العيد، بعادات وتقاليد دائما يتبعها الشعب المصري، منذ قديم الأزل، سواء بشراء الملابس والأحذية وغيرها من مستلزمات أيام العيد. ورصدت "بوابة الأهرام"، خلال الأيام الاخيرة، مدى إقبال المواطنين هذا العام على تغيير وجهتهم إلى الأسواق الشعبية، في ظل موجة ارتفاع الأسعار المتواصلة علي ملابس العيد. وشهدت محافظة الجيزة، إقبالا كبيرا علي السلع المستعملة لسد احتياجات العيد هذا العام، فبمجرد أن تطأ أقدامك أسواق الجيزة، تري العديد من محلات الملابس المستعملة والرخيصة عن أسواق وسط البلد التي لا يكاد المواطنون شراءها بسبب ارتفاع الأسعار. ويكتظ سوق الجيزة، بشارع سعد زغلول بالباعة الجائلين، حيث يتلهفون علي المواطنين لشراء الملابس بعرض بضائعهم بأسعار قليلة، وبمجرد أن تطأ قدماك السوق، الذي يضم عدداً من المحلات الكلاسيكية القديمة التي يرتادها عدد من أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة، تشاهد منظرين متقاربين بين المحلات الكلاسيكية المخصصة لطلبات أبناء الطبقة المتوسطة، والجانب الآخر الباعة الجائلين، الذين أضفوا علي السوق صفة الشعبية.
ويقول عامر السيد "عامل"، في إحدى محلات سوق الجيزة، إن وجود الباعة الجائلين زاد من شعبية السوق، مشيرًا، أن المعروض في سوق الجيزة ليس به فارق كبير، خصوصا أن معظم المنتجات مصرية الصنع بسبب القرارات الأخيرة بتعديلات الجمارك على الملابس الجاهزة المستوردة، مضيفا لدينا ما يناسب جميع المستويات.
وأشار أحمد محمد أب ل 3 أطفال، وهو موظف بإحدى الهيئات الحكومية، ولا يتخطى راتبه ال 2000 جنيه، لافتًا إلى أن أسعار أطقم الأطفال لا تقل عن ال 500 جنيه في أسواق وسط البلد، في حين أن سعر مستلزمات العيد الأسواق الشعبية مثل سوق الجيزة، لا يتعدى ال 300 جنيه للطقم الواحد، مضيفًا، أن ارتفاع الأسعار لمستلزمات العيد تسبب في حرمان الكثير من شراء ملابس العيد الجديدة واستبدالها بالمستعمل والملابس الرخيصة. وأوضح عبدالحسيب علي أحمد، "موظف بشركة الكهرباء"، أن السوق يكتسب شهرة من زمن بعيد، مضيفا، أن الأسعار زادت في جميع الأسواق، حتى محلات شارع سعد زغلول وغيرها من الأسواق الشعبية، مثل العتبة وكالة البلح وغيرها، ومع توافر المنتجات الجيدة وذات الخمات الجيدة بالسوق مما تتناسب مع الجميع، تسهل علي المواطنين البحث عن مستلزمات العيد بسهولة ويسر بجانب توفر منتجات "مستوردة أو مصرية ذات الجودة المميزة" والأسعار البسيطة، وليست المنتجات ذات الأسعار المرتفعة كما في وسط البلد. وعلى عكس حالة الركود التي أصابت العديد من الأسواق، إلا أن أسواق الجيزة تمتعت بالحركة والرواج الكثيف لمنتجات العيد، فشهد سوق شارع الصناديلي رواجا غير مسبوق هذا العام، بحسب قول ياسر إبراهيم، أحد الباعة، إن السوق شهد حركة كبيرة للبيع والشراء، مشيرًا إلي أن الإقبال الشديد للمواطنين علي شراء الملابس في المستعملة، والملابس المصرية ذات السعار الرخيصة، نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار الملابس وسط البلد. وأضاف ياسر، أن المواطنين اتجهوا إلي الأسواق الشعبية والملابس المستعملة، والانخراط وسط أكوام الملابس المستعملة، نتيجة الأسعار التي تتضاعف بشكل جنوني قبل عيد الفطر بأيام. وأكد محمد شريف "أحد الباعة "، أن أغلب زبائن السوق من الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل، الذي يضفي علي السوق صفة الشعبي، مشيرا إلي أن ساحة السوق، تحولت في الأيام القلية لساحة شراء كالأسواق العالمية، بسبب تكدس بالمواطنين قبل موسم الأعياد والمدارس. وأضاف شريف، أن المبيعات داخل الأسواق بالجيزة تصل إلى حوالي أكثر من 70% عن العام الماضي، مشيراً، إلى أن امتحانات الثانوية العامة وزيادة الأسعار تسببت في ضعف الموسم نوعا ما، إلا أن حالة البيع والشراء أفضل من العام الماضي.