في بشارع سعد زغلول التجاري المكتظ بالمارة والمتسوقين عادة، بمنطقة محطة الرمل، وسط الإسكندرية، يسير عم محمد بجوار ابنه الصغير، بملامحه المنهكة من كثرة السير بين المحال التجارية لشراء ملابس العيد، قبل أن يجذبه الصغير من يده لرؤية قميص أعجبه بإحدى واجهات المحلات بالشارع، وبمجرد أن تقع عينا الرجل على السعر يسارع في جذب نجله، متجها إلى فروش الملابس على الرصيف في آخر الشارع، دله عليها أحدهم لانخفاض الأسعار بها نسبيا عن مثيلتها بالمحلات التجارية. ورغم أنه لم يتبق سوى أيام قليلة على قدوم عيد الفطر المبارك، إلا أن الركود كان المسيطرعلى أسواق بيع الملابس الجاهزة بالإسكندرية، وهو ما أرجعه البعض للارتفاع الجنوني في الأسعار، والحالة الاقتصادية السيئة للمواطنين الذين وجدوا في أسواق بيع الملابس الرخيصة على الأرصفة بمنطقة وسط البلد بديلاً جيداً لهم. وتجولت "بوابة الأهرام"، بأسواق الملابس الجاهزة، بمناطق وسط البلد، والإبراهيمية وهي الأسواق الرئيسية بالمدينة، لرصد حركة البيع بها. يقول محمد إبراهيم، موظف، اعتدت أن آتي كل عام لشراء ملابس العيد لأبنائي، ولكن هذا العام فوجئت بالارتفاع الكبير في الأسعار حيث تضاعفت بشكل يفوق قدرتي على الشراء، مضيفاً:"سأضطر للشراء من بضائع الرصيف وهي بضائع ذات جودة متوسطة بس أهي تقضي الغرض". ويقول عبد الله أمين موظف: "الأسعار مرتفعة وهناك الكثير من الالتزامات المادية الأخرى ولكني مضطر لشراء ملابس العيد كما اعتدت لأبنائي، مضيفاً:"كفاية طقم واحد لكل منهم يكفيهم العيدين الفطر والأضحى". ومن جانب أصحاب المحلات يقول معتز السيد، صاحب محل لبيع الملابس بشارع سعد زغلول، إن حركة الشراء هذا العام منخفضة للغاية رغم أنه لم يتبق سوى أيام قليلة على عيد الفطر، مضيفاً كنا ننتظر قدوم العيد لإحداث انتعاشة في حركة البيع ولكن للأسف لم يحدث"، مضيفاً:"الشارع زحمة جداً وخاصة بعد الفطار بس كله بيجي يتفرج". ويقول حازم سعد، صاحب محل بشارع اللاجتيه التجاري منطقة الإبراهيمية، إن الإقبال هذا العام منخفض بالسوق رغم كون أسعارها أرخص نسبيًا من الأسعار بمنطقة وسط البلد، وذلك بسبب ما وصفه ارتفاع الأسعار، مضيفاً:"الارتفاع ليس للتاجر دخل به بل أنه تسبب لنا في خسائر كبيرة". وأرجع "سعد"، ارتفاع الأسعار لأزمة تعويم الدولار الأخيرة وخاصة وأن أغلب خامات تصنيع الملابس تستورد من الخارج". من جانبه قال لويس عطية، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالإسكندرية: إن "الأسعار ارتفعت بنسبة 70 بالمئة بالنسبة للتصنيع المحلي، و100 بالمئة بالنسبة للمستورد وذلك بسبب تعويم الجنيه وارتفاع أسعار الخامات". وأشار إلى أن هناك خسائر كبيرة يتكبدها أصحاب المحال التجارية بسبب الركود، مشيرًا إلى أن التاجر عليه التزامات كثيرة من عمالة لإيجار لكهرباء ومياه وضرائب وغيرها وأن ما يحققه من أرباح لا تتمكن من سد كل تلك الخانات. وأضاف: "نريد تدخل حكومي رحمة بالتاجر والمستهلك، مقترحًا جدولة أصحاب المحال التجارية الذين تعرضوا لخسائر مؤخرًا بسبب الركود وتخفيض الجمارك على خامات التصنيع المستوردة". .