التجار: الخامات وراء ارتفاع السعر على الرغم من مرور ما يقرب الشهرين على بدء الموسم الشتوي للملابس، إلا أن أسواق الملابس الجاهزة بالإسكندرية، شهدت حالة ركود كبيرة وصلت لما يقرب ال70 % بالمقارنة بالأعوام الماضية -بحسب التجار. وذهبت أحلام التجار في تعويض ما خسروه على مدار الأشهر الماضية وهو ما أرجعه البعض إلى غلاء الأسعار بشكل كبير بالنسبة للحالة الاقتصادية السيئة التي أضاعت بهجة شراء ملابس جديدة للمواطنين ففضلوا الاكتفاء بما لديهم من ملابس. "بوابة التحرير"، قامت بجولة بعدد من محال بيع الملابس الجاهزة الرئيسية بالإسكندرية، والتقت عددًا من التجار وأصحاب المحال والمواطنين. وخلال لقاء "التحرير" بعدد من المواطنين في مناطق المنشية ومحطة الرمل، رصدت حالة الركود داخل محال بيع الملابس الجاهزة، يقول محمود السيد، موظف: "الأسعار هذا العام مرتفعة بشكل غير مسبوق، فسعر الجاكيت الذي كان يتراوح خلال الأعوام الماضية ما بين ال250 جنيه إلى ال300 جنيه وصل ل600 جنيه"، متسائلا: "من أن يأتي الموظف البسيط بمثل تلك المبالغ للشراء لأبنائه؟". وقالت منى مصطفى، مدرسة: "الأسعار كانت صادمة إلى حد كبير وبمجرد رؤيتي لها في الفتارين تراجعت عن فكرة الشراء وقررت استكمال فصل الشتاء بما لدي من ملابس خلال الأعوام الماضية أو الشراء في أضيق الحدود". وأشار عيسى عبد الرحمن، عامل، إلى أنه يقوم بشراء ملابسه بأسعار معقولة من الأسواق البديلة على الأرصفة والتي تتواجد بشكل كبير في مناطق محطة مصر ومحطة الرمل، قائلا: "أشتري منتجات بجودة أقل أحسن ما أكون فريسة لأصحاب المحلات". وخلال لقائنا بعدد من أصحاب المحال التجارية قال محمد متولي، صاحب محل بشارع اللاجتيه في منطقة الإبراهيمية: "للأسف فإن آلاف العاملين بمجال بيع الملابس كانوا يطمحون بشكل كبير في أن يكون الموسم الشتوي سببا في حدوث انتعاشة في عمليات البيع تعوضهم حلة الركود خلال أشهر العام الماضي، إلا أن الوضع كان صادما حيث زاد الركود بشكل كبير عما شهده الموسم الصيفي ومواسم الأعياد". أحمد عبد العزيز، عامل بمحل ملابس بشارع سعد زغلول في منطقة محطة الرمل، اعتبر أن ارتفاع أسعار الملابس يعود للموردين وليس لأصحاب المحلات، مؤكدا أنهم ظلموا في ذلك، ويدفعون ثمنه كالمواطنين. من جانبه، أوضح لويس عطية، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، أن الكساد بأسواق الملابس الجاهزة بالإسكندرية قد وصل لما بين 50 إلى 60% بالمقارنة بأعوام ما قبل ثورة 25 يناير. وأرجع عطية في تصريحات ل"التحرير"، ارتفاع الأسعار إلى غلاء تكلفة الخامات نفسها، وكذلك الزيادات في الكهرباء والإيجارات والجمارك على الملابس المستورة، ما جعل البعض يلجأ إلى الملابس الرخيصة الثمن التي تباع على الأرصفة، والتي أشار إلى أن أغلبها يسبب أمراض سرطانية بسبب رداءة خاماتها.