ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة اليوم الإثنين 25 أغسطس    بينهم صحفي| شهيدان وجرحى بقصف إسرائيلي ل«مجمع ناصر الطبي» جنوب قطاع غزة    تشكيل الأهلي المتوقع أمام غزل المحلة بالدوري    محكمة الجنايات تصدر الحكم في قضية «خلية داعش أكتوبر»| اليوم    «The Fantastic Four: First Steps» يحقق أكثر من 475 مليون دولار عالميًا    ما حكم شراء حلوى مولد النبى فى ذكرى المولد الشريف؟. الأزهر للفتوى يجيب    "فليتنافس المتنافسون".. اليوم انطلاق اختبارات مسابقة "الأزهر - بنك فيصل" للقرآن الكريم بالجامع الأزهر    الكشف على 195 ألف طالب ضمن حملة «اطمن على ابنك»    الرئيس الكوري الجنوبي: من الصعب الموافقة على طلب واشنطن بشأن المرونة الاستراتيجية للقوات الأمريكية في كوريا    أثناء إنهاء إجراءات استلام الملفات.. تراشق بالألفاظ بين موظفى مكتب التنسيق يؤدى إلى زحام شديد للطلاب    مواعيد مباريات اليوم.. نيوكاسل ضد ليفربول والأهلي أمام غزل المحلة    ننشر أسماء مصابي حريق جامعة قناة السويس بالإسماعيلية    "خرجوا بناء على طلبهم".. مصدر بمستشفى الشيخ زايد يكشف حالة وزير الكهرباء وأفراد الحراسة    ننشر أسماء مصابي حريق مستشفى جامعة قناة السويس بالإسماعيلية    تشييع جثمان شاب توفى على يد نسيبه داخل مغسلة سيارات بكفر الشيخ    نقل مصابي حريق مستشفى جامعة قناة السويس لمجمع الإسماعيلية الطبي    وزير الطيران: مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة يستوعب 30 مليون مسافر سنويًا    حسام حبيب يرد على شائعة القبض عليه    ارتفاع أسعار العملات الأجنبية في بداية تعاملات اليوم 25 أغسطس 2025    مي عبد الحميد: نهدف لحسن استغلال الأصول العقارية المملوكة للدولة بما يحقق التنمية العمرانية المتكاملة    بالأسماء.. قرار جمهوري برد أقدمية مستشارين ورؤساء نيابة إدارية    لماذا يجب الحفاظ على الصحة النفسية للأطفال؟    الرقابة الصحية تستعد لإطلاق معايير المنشآت الصحية الصديقة للأم والطفل    عامل ينهي حياة ابنه لإدمانه المخدرات فى بولاق الدكرور    بالأسماء.. قرار جمهوري بتعيين 397 رئيسا للنيابة الإدارية    سفارة مصر بلبنان تفتح أبوابها للتصويت بجولة الإعادة فى انتخابات الشيوخ    زاد العزة من مصر إلى غزة.. قافلة المساعدات الإنسانية ال22 تدخل للفلسطينيين    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال مناطق في قطاع غزة    إسرائيل تشن غارات جوية علي صنعاء والحوثيون: الدفاعات الجوية تصدت لأغلب الطائرات    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الاثنين 25-8-2025 بالصاغة (آخر تحديث رسمي)    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: انخفاض «مفاجئ» ونشاط للرياح    بكم الأرز النهارده.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025    زملاء وطلاب عمرو سامي ينعون المخرج المسرحي بكلمات مؤثرة    حظك اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025.. توقعات الأبراج    فوز شباب الطائرة أمام تركيا فى بطولة العالم تحت 21 عاما    شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي متواصل على جنوبي قطاع غزة    الوداد ليلا كورة: المترجي وقع على عقود انضمامه إلى الفريق لمدة موسمين    في شهر عيد مولد الرسول.. تعرف على أفضل الأدعية    رسميا تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. الكليات والمعاهد المتاحة أدبي والحد الأدنى المتوقع «قائمة كاملة»    حبس المتهمين ببيع المواد المخدرة في المطرية    وفاة المخرج عمرو سامي    حسام حبيب: سأقف بجانب شيرين حتى عودتها للساحة الفنية من جديد    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 25 أغسطس    بعد طرحه ب 24 ساعة.. الفيلم التركي «الرجل المتروك» يتصدر قائمة أفضل 10 أفلام في عدد من الدول    عقاقير السمنة.. دور فعال في الوقاية من السرطان    محافظ الدقهلية يوقف تاكسي شهرًا لمخالفة العداد ومطالبة راكب بزيادة    باسم نعيم: نقرأ عن رفض العدو .. وحماس: نتنياهو يعرقل الاتفاق .. ومع التجويع والابادة أين الرد يا وسطاء ؟!    المكتب الإعلامي في غزة: 96% من سكان القطاع بلا مأوى وسط تفاقم الكارثة الإنسانية    وليد خليل: غزل المحلة يسير بخطى ثابتة ونثق في قدرات لاعبينا أمام الأهلي    محمود سعد عن أنغام: لم تُجري 3 عمليات جراحية وتحسنت حالتها الصحية    إثيوبيا تفتح بوابات سد النهضة.. و"شراقي": البحيرة امتلأت والتخزين فى بحيرة ناصر مُطمئن- صور    «مستشهدًا ب الخطيب».. نجم الإسماعيلي السابق يطالب بحل مجلس نصر أبو الحسن    الاَن.. تنسيق المرحلة الثالثة 2025 من 50% (رابط التسجيل والكليات والمعاهد المتاحة لطلاب الثانوية العامة)    بثنائية فلاهوفيتش وديفيد.. يوفنتوس يبدأ الموسم بثنائية ضد بارما    وزير الرياضة يكشف كيفية تطبيق قانون الرياضة الجديد وموقف الوزارة من أزمة أرض الزمالك    وكيل الصحة ببني سويف يتفقد وحدة الإسكان الاجتماعي الصحية بمنطقة ال 77 فدانًا شرق النيل    وكيل وزارة الأوقاف: المولد النبوي فرصة للاقتداء بأخلاق وتعاليم النبي    أفضل أدعية تعجيل الزواج.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد قورة: التغييرات المصرفية "صورية ومجاملة".. والمرتبات الخيالية بدأت مع "العقدة"
نشر في بوابة الأهرام يوم 24 - 10 - 2011

أوضاع القطاع المصرفي المصري أصبحت بمثابة متاهة لايعرف لها أحد أول من آخر، فرغم توقعات الخبراء بأزمة تعثر بالبنوك وتحذيراتهم من استمرار تراجع الاحتياطي النقدي بملايين الدولارات شهريًا، وتراجع معدل نمو الودائع، يؤكد مسئولو البنك "المركزي" أن القطاع المصرفي "آمن"، وأنهم بمنأي عن كل ما يثار ضدهم من اتهامات أو انتقادات.
"بوابة الأهرام" أجرت الحوار التالي مع أحمد قورة، رئيس البنك الوطني المصري السابق وأحد الخبرات المصرفية المعروفة، في محاولة لرصد صورة حقيقية لأوضاع القطاع المصرفي الذي يعتبر العمود الفقري لأي اقتصاد..
- ما تقييمك لأداء البنك "المركزي" في مرحلة ما بعد الثورة؟ وهل استطاع أن يجنب البنوك العديد من المشكلات التي كان من الممكن أن تواجهها؟
** لا توجد مشكلات عانى منها القطاع المصرفي بعد الثورة، وبالتالي لم يتدخل "المركزي"، ولم يحدث ضعط شديد على سحب الأموال بالقطاع باستثناء خروج الأجانب من البورصة، والتي لم تصادف مشكلة، حيث كان البنك المركزي قد اتخذ قرارًا يضمن للمستثمر الأجنبي الذي دخل السوق بالدولار بالخروج بذات العملة وفقا لقواعد وضعها، لذا عندما أراد مستثمرو البورصة الخروج بالأموال التي دخلوا بها بعد ثورة 25 يناير، طلبوا من البنوك التي وفت تلك الطلبات من "المركزي"، ولم تحدث أية مشكلة على الإطلاق، وبالتالي لا توجد أضرار على الجهاز المصرفي نتيجة الثورة كما أن "المركزي" نصب نفسه رقيبًا عل استخدامات العملية الأجنبية حتى لا تهرب الودائع للخارج، والراغبون في تحويل مبالغ معينة أو الاستيراد حينها كانوا يخطرون "المركزي"، ولم نر لهذا انعكاسًا سلبيًا على الحياة الاقتصادية.
- البعض يتوقع أزمة ديون متعثرة بالبنوك بعد الثورة بعد توقف الكثير من العملاء عن السداد..ما تعليقك على ذلك؟
** بعد الثورة، تأثر الاقتصاد بصفة عامة نتيجة الإضرابات الكثيرة التي شهدناها وتوقف للأحوال الاقتصادية بالبلاد، فلا يوجد تصدير أو إنتاج ذات قيمة، وتلك الأمور لابد أن تنعكس على المستثمرين أو المقترضين من البنوك، مما يعني تأخرهم في سداد مستحقات البنوك، وهذا التأخير قد يؤدي بعد فترة لتعثر، وبالتالي عودة الديون الرديئة التي انتهينا منها في الفترة الماضية، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي ليست نتيجة مباشرة للثورة ولكن لأداء الحكومة الرديء بعدها، فالثوار بميدان التحرير لم يطالبوا بتوقف المصانع وحركة الاستيراد والتصدير، لكن أداء الحكومة الرديء كمدير للنشاط الاقتصادي ليس على المستوى المطلوب الذي يحل المشكلات التي تواجه الاقتصاد.. وبصفة عامة كل من استحق عليه دين وتأثر نشاطه الاقتصادي بالثورة فتلقائيًا سيتأخر في سداد مستحقات الديون.
ما رأيك في تعديل قانون البنك المركزي الذي تم الإعلان عنه مؤخراً؟ وهل ترى أنه تأخر كثيرًا؟
** في رأيي.. أن التعديل ليس جوهريًا في ظل الظروف التي نعيشها حاليًا، فتعديل تشكيل مجلس الإدارة بدخول أناس وخروج آخرين ليس له أثر فعال، وإن كان التعديل أخرج بعض رؤساء البنوك من عضوية المركزي وهذا "سليم"، فلا يصح أن يكون رئيس مجلس إدارة بنك تجاري مراقب ورقيب بذات الوقت كحازم حسن مراقب الحاسبات، الذي كان يراقب حسابات البنوك وبذات الوقت يشغل عضوية "المركزي"، أما فيما يتعلق باختيار ممثلين من الجهات والوزارات فهذا يمثل نقطة بيروقراطية إيفاءً للشكل ولاقيمة منها، لأنهم قد لايملكون لديهم الخبرة المصرفية التي تضاف لمجلس الإدارة وإنما يجب اختبار كفاءات بعينها بصرف النظر عن انتمائها الوظيفي في تقديري أن بعض أعضاء مجلس إدارة "المركزي" يجب أن يكونوا من البنك ذاته أما الباقي فيكونوا خبرات مشهود لها بالكفاءة حتى يستطيع المجلس القيام بدوره، وهناك نقطة أخرى أخرى تتمثل في أن البعض من مجلس إدارة "المركزي" أعضاء مجالس إدارة بنوك أخرى كبنكي "المصرف العربي الدولي" و"العربي الإفريقي"، وهذا لايجوز، فالمركزي دوره رقيب، ويجب ألا يكون عضوًا تنفيذيًا في جهات أخرى.
- التعديلات الأخيرة بمجالس إدارة البنوك العامة أثارت الكثير من الجدل.. فما رأيك فيها؟
** التعديلات الأخيرة "صورية" وتحمل كثيرًا من المجاملة، ولا تعتمد على اختيار الكفاءات.
البعض يطالب أن يكون اختيار رؤساء البنوك في صورة مسابقة مفتوحة للراغبين من الخبرات المصرفية للتقدم لها ويتم الاختيار بينها.. هل تؤيد ذلك؟
** هذا لايحدث، فبالنسبة للبنوك الخاصة فقرار الاختيار بيد الجمعية العمومية للبنك، والمركزي من حقه الاعتراض على الترشيح، لكنه لا يرشح ولايختار، وبالنسبة للبنوك الحكومية يتم تعيينهم بترشيحات من مجلس إدارة "المركزي"، ثم يوافق عليها رئيس الوزراء.
ما رأيك فيما يتعلق بوضع حد أعلى للمرتبات بالبنوك العامة؟..وفي رأيك لماذا اعترض عليها البنك المركزي؟
** بالنسبة للبنوك العامة، هذا النظام سيفشل حال تطبيقه، فمنذ بداية القطاع العام قالوا إن الحد الأقصى 5000 جنيه سنويًا، وتحايلت البنوك عليه ووضعت عشرات البنود كبدل للتمثيل والانتقال والضيافة، ونفس الوضع سيحدث تحايل، والبنك المركزي رفض لأن الخبرات المصرفية ستترك البنوك العامة وتتوجه للعمل بالقطاع الخاص، مما سيفرع القطاع من الخبرات، والمرتبات الخيالية بالبنوك لم تحدث إلا في ظل محافظ البنك المركزي الحالي؛ لأنه وجد أن كل الخبرات توجهت للبنوك التجارية وظل ب"المركزي" والبنوك العامة الأقل كفاءة، فاضطر لوضع مرتبات وحوافز إضافية خارج الميزانية.
- البنوك المصرية رفعت أرصدتها بالخارج بصورة كبيرة؟ ترى ما أسباب تلك الزيادة؟ وهل لها علاقة بتخوفها من الأوضاع بمصر؟
** الوضع الطبيعي للعملات الأجنبية أن توضع بالخارج بعد تنفيذ القواعد التي وضعها "المركزي"، فبعدما يحصل الأخير على 10% من العملات الأجنبية بجانب وضع 10% لمقابلة المسحوبات، علاوة على 20 أو 30% للاستثمارات بالعملة الأجنبية، وبعدها يتم وضع الباقي في الخارج لمقابلة التحويلات الخارجية وسداد قيمة الاعتمادات المستندية وبعض الديون والأقساط، وخلاصة القول إن الإيداعات بالخارج ترتبط بعلاقة طردية مع ودائع العملاء بالعملة الأجنبية.
- وهل تزايدت الودائع بالعملة الأجنبية لأن البنوك وسيلة آمنة لحفظ الأموال في ظل الظروف الحالية التي تشهدها مصر؟
** لا ترتبط بأمان البنوك، ولكن لأن الاستثمار رديء والمناخ الاقتصادي سييء، فالعمال يطالبون بزيادة مرتبات في ظل عدم وجود إنتاج ولابيع ولاتسويق، مما يضطر المستثمر لإغلاق المشروع.
- في اعتقادك.. هل تجاوز الدين الداخلي لمصر الحدود الآمنة؟
** لاشك أنه تجاوز الحدود الآمنة وأصبح خطيراً، لأن الدين يحتاج لتسديد أقساط بجانب فوائد خدمة الدين، وهنا يدور سؤال كيف سيتم التسديد ومصر لاتمتلك إيرادات حاليًا ولديها عجز بالموازنة، وكل وزير أو مسئول لاينظر لذلك السؤال يريد أن يلبي احتياجات وبنود أكثر، في أسلوب فاشل يشبه لاعب قمار الذي "يقترض" لكي يجلس على "الترابيزة" ويلعب، والمفروض أن نلجأ للدين في أضيق الحدود وأن تكون لدينا المقدرة على السداد، كالتعامل مع عملاء البنوك فقبل منحه التسهيل ندرس معه كيفية السداد.
- لماذا يوجد تضارب فيما يتعلق بأرقام الدين الداخلي لمصر؟
** الإحصائيات التي تنشر عن الدخل القومي التي ننسب إليها الدين غير دقيقة، فقد تكون الأرقام الحقيقية أكثر من ذلك بدليل أن مصر مديونة منذ عشرات السنوات والأمور تمضي بدون مشكلات، كما أن جزءا كبيرا من الاقتصاد المصري سري غير معلن ولاتوجد احصائيات حقيقية عنه، فالعديد من الفئات لا تعرف دخولها كالحرفيين والمهنيين بأشكالهم المختلفة رغم أنهم يمثلون جزءًا كبيرًا من اقتصاد الوطن، ولن نتمكن من معرفته لأننا تعودنا على الإخفاء وعدم قول الحقيقة لمأموري الضرائب، وبالنسبة للإحصائيات الموجودة فهي محسوبة وفقًا لما استطعنا الحصول عليه من بيانات، والأمر يتطلب عدم زيادة الديون وإيجاد إدارة ناجحة.
- هل البنوك المصرية قادرة على تطبيق مقررات لجنة بازل 2؟
** لا لن تستطيع الوفاء بمقررات بازل في الوقت الحالي، وتلك المقررات ليست إلزامية ويسترشد بها، ولن تكتسب الإلزامية إلا عندما يطالب "المركزي" البنوك بتطبيق البعض منها، بمنعي أن الإلزام من "المركزي" وليس من مقررات بازل.
- ما تقييمك لمستقبل مصر الاقتصادي في ضوء الأوضاع الصعبة التي نعيشها حاليًا؟
** في ظل الوضع الحالي.. الاقتصاد المصري سيكون رديئًا، إلا إذا أحسنت إدارة الاقتصاد وحينها سنحقق ازدهارًا لم يحدث من قبل، والنجاح أو الفشل يتوقف على كفاءة الإدارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.