حذر علماء الدين ومشايخ الطرق الصوفية والخبراء من الصراع المذهبي والفتاوى المتشددة التي تبثها الفضائيات الدينية، مؤكدين أن الخلافات المذهبية تهدد مستقبل الدول الإسلامية. وطالب الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بتفعيل مبادرات الحوار بين المذاهب الإسلامية، مشيرًا إلى أن السنة والشيعة يتفقان في الأصول ويصلون لقبلة واحدة ويحجون لمكان واحد ولهم قرآن موحد، أن الأمة الإسلامية الآن بحاجة إلى الوحدة والتلاقي لمواجهة قوى الشر وأن الاستعمار ينتهج سياسة فرق تسد. وقال عاشور إن الخلاف بين السنة والشيعة هو خلاف سياسي، وليس خلافا دينيا منذ عهد على ابن أبي طالب ومعاوية، وانه لا يوجد خلاف في الاصول الشرعية بين السنة والشيعة، وأن المذهب الجعفري أقره الأزهر، كما أشاد بدور دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في عهد الشيخ شلتوت وكذا إعادة تأسيس دار التقريب بين المذاهب تحت رئاسته. جاء ذلك خلال ندوة التقريب بين المذاهب الإسلامية وأثره على العلاقات المصرية -الإيرانية التي نظمها المنتدى الثقافي المصري مساء أمس الأول بحضور عدد من مشايخ الطرق الصوفية والعلماء والخبراء والباحثين، وأشاد عاشور بدور الأزهر في التقريب بين المذاهب، مطالبًا إيران بتغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي، معتبرًا أنه لا يوجد مبرر أو معنى لاستمرار هذا الموقف الذي يجرح مشاعر الكثير من المصريين، وقال إن هذه علاقات دول، ومصر ليست دولة فلان أو فلان (في إشارة للرئيس السادات والرئيس مبارك) وإن مصر وإيران دولتان صاحبتا حضارة وحين يلتقيان سيصنعان المعجزات ، وأن مصر بانتظار تلك الخطوة من جانب إيران. من جانبه أشاد الشيخ علاء أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، بدور الصوفية في مصر في محاربة التتار والصليبيين وثورة 1919 وعدوان 56 وحرب أكتوبر، واتهم من وصفهم بأعداء الأمة الإسلامية من الداخل ممثلين في المتشددين بالعمل على بث فتاوى تثير الفرقة بين السنة والشيعة، وقال إنهم أكثر خطرا على الأمة الاسلامية من إسرائيل وأمريكا وأن مصر بها 10 ملايين صوفي جميعهم يحبون آل البيت. وطالب السنة والشيعة ببداية العمل نحو الوحدة، مؤكدًا أنه لايصح أن يوجد في إيران شارع باسم قاتل لرجل وطني خدم مصر وقادها نحو انتصار أكتوبر، ويحبه المصريون لأنه صاحب هذا النصر. من جانبه كشف السفير مجتبى أماني، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة أن الرئيس السابق حسنى مبارك لم يقم بإعادة العلاقات مع إيران، لأنه كان يخاف من إغضاب الأمريكيين إذا قام بتطبيع العلاقات مع طهران، وقال السفير الإيرانى فى الندوة التى عقدها النادى الثقافى المصرى أمس الأول إن الحرص الشديد من جانب مبارك على توريث السلطة لنجله جعله يخشى من إغضاب الإمريكيين والإسرائيليين، مؤكدا أن قضية التوريث كانت السبب الرئيسى فى تعطيل عودة العلاقات بين القاهرةوطهران، وأشار مجتبى أمانى إلى أنه بعد قيام ثورة 25 يناير تعثرت عملية تطبيع العلاقات ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسى بسبب المشاكل التى تواجهها مصر بعد الثورة، حيث تحاول السلطات الحاكمة حاليًا إعادة ترتيب سياستها الخارجية، إلا أنه عاد وأكد أن إعادة العلاقات بين البلدين هى مسألة وقت فقط، وليست مرتبطة باسم الشارع، مطالبا المصريين بعدم التوقف كثيرًا أمام لافتة تحمل اسم الإسلامبولى فى طهران خصوصا أن الإيرانيين لم يتوقفوا أمام السياسات المعادية التى اتبعتها مصر ضد إيران عقب الثورة الإسلامية عام 1979 ، واختتم مجتبى مانى كلامه بالقول: "عفا الله عما سلف"، وستقوم حكومتنا بتغيير شارع الإسلامبولى وتطلق عليه اسم "شهداء 25 يناير".